"الوقوف على ما في صحيح مسلم من الموقوف" قال في ص 23: فهذه أحاديث موقوفة، ومقطوعة تتبعتها من صحيح مسلم، وقع أكثرها ضمن أحاديث مرفوعة، وهي في الكتاب المذكور كثيرة لكني لم أتعرض منها إلى ما يتقوم الحديث المرفوع به، أو يتقوم بالحديث ـ ثم ذكر أمثلة ـ كقول عوف بن مالك: فلقد رأيت بعض أولئك النفر يسقط سوط أحدهم فلا يسأل أحدا يناوله ـ إلى أن قال ـ وذكرت ما يستقل بنفسه، ولو كان له تعلق بالحديث، وكان الحامل على جمع هذه الأحاديث أنه يقع في بعض مجالس الحديث قول أبي عمرو بن الصلاح في علوم الحديث: إنه ليس في صحيح مسلم بعد الخطبة، والمقدمة إلا الحديث المرفوع الصرف غير الممزوج بالموقوفات، واستدرك بعض من تأخر عن ابن الصلاح عليه بأنه قد وقع في مسلم شيء من الموقوفات على بعض التابعين وهو قول يحيى بن أبي كثير: لا يستطاع العلم براحة الجسد، وظن بعض من شاهدناه أنه ليس لي في صحيح مسلم غير هذا الموضع، فتتبعت ذلك من الصحيح، ووقع لي فيه مثل أثر يحيى بن أبي كثير، كقول عروة: لا تقل كسفت الشمس، وغير ذلك .. اهـ.
وعددها في كتابه 165، وذكرتْ محققة الجزء أم عبد الله بنت محروس مواضع عديدة غير التي ذكر، وللكتاب طبعة أخرى بتحقيق: عبد الله الليثي.
المطلب الثاني:
العوالي في صحيح مسلم:قال السخاوي في غنية المحتاج ص39: أعلى ما عنده الرباعيات، وأدناه التساعيات.
وهذا مثال للرباعي: قال مسلم حدثنا يحيى بن يحيى التميمي (1) قال قرأت على مالك (2) عن نافع (3) عن عبد الله بن عمر (4) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " رأى بصاقا في جدار القبلة، فحكه، ثم أقبل على الناس، فقال: إذا كان أحدكم يصلي فلا يبصق قبل وجهه فإن الله قبل وجهه إذا صلى".
وهذا مثال للتساعي: حدثنا محمد بن المثنى (1)، ومحمد بن بشار (1) قالا حدثنا محمد بن جعفر (2) حدثنا شعبة (3) ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة (1) واللفظ له حدثنا غندر (2) عن شعبة (3) عن قتادة (4) عن عزرة (5) عن الحسن العرني (6) عن يحيى بن الجزار (7) عن عبد الرحمن بن أبي ليلى (8) عن أبي بن كعب (9) في قوله عز وجل (ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر) قال: مصائب الدنيا، والروم، والبطشة، أو الدخان ـ شعبة الشاك في: ـ البطشة أو الدخان ".
وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء 12/ 568: ليس في صحيح مسلم من العوالي إلا ما قل، كالقعنبي عن أفلح بن حميد، ثم حديث حماد بن سلمة، وهمام، ومالك، والليث، وليس في الكتاب حديث عال لشعبة، ولا للثوري، ولا لإسرائيل، وهو كتاب نفيس كامل في معناه فلما رآه الحفاظ أعجبوا به ولم يسمعوه لنزوله، فعمدوا إلى أحاديث الكتاب، فساقوها من مروياتهم عالية بدرجة، وبدرجتين، ونحو ذلك حتى أتوا على الجميع هكذا وسموه "المستخرج على صحيح مسلم ".
وللقاسم بن يوسف التجيبي ستون حديثا انتقاها من رباعيات مسلم العوالي، وقرأها على بعض شيوخه.
انظر: برنامجه ص 87و88.
وللحافط ابن حجر كتابا انتقى فيه أربعين حديثا من عوالي مسلم قال ص65:
فهذه أربعون حديثا انتقيتها من صحيح مسلم بن الحجاج هي من العزيز الذي علا مسلم البخاري برجل في كل إسناد منها، و إما أن يروي مسلم عن رجل حديثا، ويكون البخاري قد روى ذلك الحديث بعينه بواسطه بينه وبينه، وإما أن يتفق معه في الشيخ الثالث للبخاري، وهو الثاني له، أو يتفق معه في الرابع، وهو الثالث له، وعلى هذا نظير ذلك كله أكثر هذه الأربعين.
وطبع الكتاب باسم "عوالي الإمام مسلم" وحققه محمد المجذوب، وطبع باسم "عوالي مسلم أربعون حدثا منتقاة من صحيح مسلم حققه كمال الحوت.
وقد شرح هذه العوالي الشيخ صالح الونيان، وشرحه مطبوع في مجلد.
وقال الشوكاني في إتحاف الأكابر ص171: .. [بعد أن سرد مجموعة من أسانيده لصحيح مسلم وساق حديثا من رباعياته ثم قال]: فهذا الحديث من رباعيات مسلم، فيكون بيني وبين النبي صلى الله عليه، وآله وسلم على أعلى الطرق عشرون رجلا، وما أغرب هذا التفاوت بين صحيح البخاري، وصحيح مسلم! كون بيني، وبين البخاري في أعلى الطرق عشرة، وبيني وبين مسلم في أعلى الطرق خمسة عشر، والحال أن مسلما تلميذ البخاري، وخريجه.اهـ.
قلتُ: هذا على تقدير صحة الأسانيد إلى البخاري بهذا العدد!
المطلب الثالث:
¥