تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأما عمرو بن العاص رضي الله عنه فأخرج أحمد (4/ 203) والنسائي في الكبرى (8301) وابن حبان (7092) وابن عساكر (13/ 502 و503) في تاريخه وابن أبي عاصم في الآحاد (796) كلهم من طريق موسى بن علي قال: سمعت أبي يقول: سمعت عمرو بن العاص يقول: فزع الناس بالمدينة مع النبي صلى الله عليه وسلم فتفرقوا فرأيت سالماً احتبى سيفه فجلس في المسجد فلما رأيت ذلك فعلت مثل الذي فعل فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآني وسالماً وأتى الناس فقال: "أيها الناس ألا كان مفزعكم إلى الله ورسوله؟ ألا فعلتم كما فعل هذان الرجلان المؤمنان؟ " وهذا إسناد صحيح.

وقد جاء له شاهد: أخرج أحمد في المسند (2/ 304 و327 و353 و354) والنسائي في الكبرى (8300) وابن سعد في الطبقات (4/ 191) وأبو نعيم في المعرفة (4997 و6535) والجورقاني (171) في الأباطيل وابن عساكر في تاريخه (13/ 502) والطبراني في الكبير (22/ 177) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (795) كلهم من حديث حماد بن سلمة عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ابنا العاص مؤمنان عمرو وهشام" هذا الإسناد لا بأس به وفيه غرابة، وقد صححه الحاكم في الموضع الأول على شرط مسلم وقال الجورقاني: هذا حديث حسن مشهور. ا هـ.

وجاءت نصوص أخرى بهذا المعنى، ولا شك أن هذه منقبة كبيرة بالشهادة له من قبل الرسول صلى الله عليه وسلم بالإيمان.

فهذا بعض ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم في هذه القضايا، ولا شك أن الواجب على المسلم أن يقبل ويسلم بكل ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم لأن هذا مقتضى الإيمان به صلى الله عليه وسلم، ولا يكون مؤمناً إلا بذلك، ومقتضى هذا (26) ولازمه محبة أصحاب رسوله صلى الله عليه وسلم والثناء عليهم والاستغفار لهم وعدم مسبتهم لا العكس، وهو الكلام في بعضهم والتفتيش عن بعض عيوبهم والقدح في نفر منهم والتقليل من مكانتهم والتنزيل من علو مرتبتهم، ويكون هذا ديدنه وهذا الفعل هو هجيراه ومطلبه ويبدي ويعيد في هذه المسألة ويرى الصغير كبيراً ويتبع هواه ويعمل بما دل عليه الباطل ويرضاه.

ولذلك قال محمد بن إبراهيم بن الوزير في العواصم 3/ 221: والكلام فيما شجر بين الصحابة مما كثر فيه المراء والعصبية مع قلة الفائدة في كثير منه.

فنعوذ بالله تعالى من الحور بعد الكور ومن الضلالة بعد الهدى ومن الطغيان بعد الإيمان. وأسأله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يرزقنا محبة صحابة نبيه صلى الله عليه وسلم والاستغفار لهم والإقرار بعلو مكانتهم، آمين.

وأما ما جرى بين الصحابة رضي الله عنهم في الجمل فالأمر فيهم أوضح وأبين مما جرى في صفين، وذلك أن الزبير وطلحة رضي الله عنهما من العشرة المبشرين بالجنة وعائشة هي أم المؤمنين وحبيبة رسول رب العالمين، وهم لم يخرجوا لطلب الملك أو المشاقة لأمير المؤمنين علي رضي الله عنه وإنما خرجوا من أجل المطالبة بدم عثمان رضي الله عنه والإصلاح بين الناس، أخرج الإمام أحمد في المسند 6/ 97 ثنا محمد بن جعفر ثنا شعبة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم أن عائشة لما أتت على الحوأب سمعت نباح كلاب فقالت: ما أظنني إلا راجعة، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لنا: "أيتكن تنبح عليها الكلاب الحوأب" فقال لها الزبير: ترجعين! عسى الله أن يصلح بك الناس.

وأخرجه أحمد 6/ 52 ثنا يحيى عن إسماعيل به ولفظه "فقالت: ما أظنني إلا أني راجعة، فقال بعض من كان معها: بل تقدمين فيراك المسلمون فيصلح الله عز وجل ذات بينهم" وهذا إسناد صحيح، وقال ابن كثير في البداية 9/ 187 عن الإسناد الأول: على شرط الشيخين ولم يخرجوه.

ولذلك قال أبو محمد بن حزم في الفصل 4/ 158 عن الذين خرجوا إلى البصرة وهم من تقدم: " فقد صح صحة ضرورية لا إشكال فيها أنهم لم يمضوا إلى البصرة لحرب علي ولا خلافاً عليه ولا نقضاً لبيعته ولو أرادوا ذلك لأحدثوا بيعة غير بيعته، هذا ما لا يشك فيه أحد ولا ينكره أحد، فصح أنهم إنما نهضوا إلى البصرة لسد الفتق الحادث في الإسلام من قتل أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه ظلماً. وبرهان ذلك أنهم اجتمعوا ولم يقتتلوا ولا تحاربوا فلما كان الليل عرف قتلة عثمان أن الإراغة والتدبير عليهم فبينوا (27) عسكر طلحة والزبير وبذلوا السيف فيهم،

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير