تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فما كان منه منطبقاً على الحسن لذاته فهو حجة أو الحسن لغيره، فيفصل بين ما تكثر طرقه فيحتج ومالا فلا. وهذه أمور جملية تدرك تفاصيلها بالمباشرة (فإن يقل) حيث تقرر أن الحسن لا يشترط في ثاني قسمية ثقة رواته، ولا اتصال سنده واكتفى في عاضده بكونه مثله، مع أن كلا منهما بإنفراده ضعيف لا تقوم به الحجة، فكيف (يحتج بالضعيف) مع اشتراطهم أو جمهورهم الثقة في القبول (فقل): إنه لا مانع (إذا كان) الحديث (من الموصوف رواته) واحد فأكثر (بسوء حفظ) أو اختلاط أو تدليس مع كونهم من أهل الصدق.

ص36: قال المؤلف: ــ

3 ــ و قال الإمام الحافظ ابن حجر في الإفصاح على نكت ابن الصلاح: و من جملة صفات القبول التي لم يتعرض لها شيخنا العراقي أن يتفق العلماء على العمل بمدلول حديث، فإنه يقبل حتى يجب العمل به، و قد صرح بذلك جماعة من أئمة الأصول. و من أمثلته: قول الشافعي: و ما قلت في تنجيس الماء بحلول النجاسة فيه، من أنه إذا تغير طعم الماء أو ريحه أو لونه، يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم من وجه لا يثبت عند أهل الحديث مثله، لكنه قول العامة لا أعلم بينهم اختلافاً.

قلت: ــ ليس مقصود الأئمة العمل بالحديث كما فهمه المؤلف، بل مقصودهم أن الإجماع على مضمونه، فالدليل هو الإجماع و ليس الحديث. قال الأمير الصنعاني في (سبل السلام) بعد ساق كلام الإمام الشافعي الذي نقله المؤلف: ــ" فالإجماع هو الدليل على نجاسة ما تغير أحد أوصافه لا هذه الزيادة".

قال المؤلف:ــ

4 ــ و قال ابن القيم في كتاب الروح: و يدل على أن الميت يعلم من حال الأحياء و زيارتهم له و سلامهم عليه، ما جرى عليه عمل الناس قديماً و إلى الآن من تلقين الميت في قبره، و قد سئل الإمام أحمد رحمه الله فاستحسنه، و احتج عليه بالعمل، و يروى فيه حديث ضعيف ذكره الطبراني في معجمه من حديث أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا ما أحدكم فسويتم عليه التراب فليقم أحدكم على رأس قبره ثم يقول: يا فلان بن فلانة فإنه يسمع ولا يجيب، ثم ليقل: يا فلان بن فلانة الثانية، فإنه يستوي قاعداً، ثم ليقل: يا فلان بن فلانة، يقول: أرشدنا رحمك الله، و لكنكم لا تسمعون. فيقول: اذكر ما خرجت عليه من الدنيا: شهادة أن لا إله إلا الله، و أن محمداً رسول الله، وأنك رضيت بالله رباً، و بالإسلام ديناً، و بمحمد نبياً، و بالقرآن إماماً، فإن منكراً و نكيراً يتأخر كل واحد منهما و يقول: انطلق بنا، ما يقعدنا عند هذا و قد لقن حجته؟ و يكون الله و رسوله حجيجه دونهما. فقال رجل: يا رسول الله فإن لم يعرف أمه؟ قال: ينسبه إلى أمه حواء: يا فلان بن حواء" يقول ابن القيم: فهذا الحديث و إن لم يثبت فاتصال العمل به في سائرالأمصار والأعصار من غيرإنكار: كاف في العمل به. انتهى.

قلت: الظاهر أن قول ابن القيم ــ رحمه الله ــ: " فاتصال العمل به في سائر الأمصار والأعصارمن غير إنكار كاف في العمل به" يعني به سماع الميت لمن يكلمه من الأحياء. يدل على ذلك صدر كلامه " و يدل على أن الميت يعلم من حال الأحياء و زيارتهم له و سلامهم عليه ..... ". و كذلك ادعاءه إجماع الناس قديماًوحديثا، و قد علم أن العلماء ضعفوا الحديث و أنهم لا يقولون به فإن الأحاديث الصحيحة تخالف بعض ما فيه كالقول (يا فلان ابن فلانة)، فإنه ثبت أن الناس يدعون بآبائهم و ليس بأمهاتهم. لذلك قلنا مقصده سماع الأموات الأحياء.

قلت: و مع ذلك لو استدل ابن القيم ــ رحمه الله ــ بالأحاديث الصحيحة لكان أحسن والله أعلم.

قلت: وهكذا نقل المؤلف أقوالاً أخرى لبعض الأئمة في ذكر أحاديث ضعيفة مع كون العمل بها، و مؤدى هذه الأقوال أن العمل بالإجماع و ليس بالأحاديث.

في ص43 أشار الكاتب إلى أن أعياد الميلاد لا غبارعليها على أساس أنها عادة و ليست عبادة يتقرب بها إلى الله تعالى

قلت: إن اتخاذ يوم عيداً يدخل تحت الأمور الشرعية، هذا من وجه، و من وجه آخر فاتخاذ عيدالميلاد فيه مشابهة للنصارى، و قد أمرنا بمخالفتهم. قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله: ــ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير