تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أولا افهم ما يقال لك، ثم بعد ذلك اسأل واستشكل. تحرص على آداب العلم مع مشائخك وأساتذتك وتحرص على أن تتذلل لهم، ولذلك يقول موسى بن عمران -عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام - هل أتبعك على أن تعلمني مما علمت رشدا؟ المتكبر لا ينال العلم، والذي يدخل الفصل وهو ابن فلان وعلان ما ينال العلم، إنما يناله المتذلل لله عز وجل ابن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن ومدعو له بالفتح ينام على عتبة زيد بن ثابت 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ويأتي إلى بيته ويأخذ بخطام دابته وإذا بالنهاية لن يقف في مقام إلا فتح الله عليه، وكما ذل للعلم طالبا أعزه الله مطلوبا، تقدم الثمن وتضحي. علي زين العابدين شرفا ونسبا سقطت عمامته على أبواب العلماء الذين كان يتلقى عنهم، وكانوا يزدحمون على أبواب العلماء، ومثل ما ترى الآن بعض الجهلة إذا رأى طلاب العلم يسألون العلماء يقولون: ما هؤلاء! يا سبحان الله! يزدحمون على الأسواق ويتقاتلون فيها ما يقولون ما يفعل هؤلاء؟! ويزدحمون على سلعة الله الغالية وتجدهم يجدون ويجتهدون يقولون ما فعل هؤلاء! المعروف منكر والمنكر معروف! تجدّ وتجتهد وليس معنى ذلك أن يتضارب طلاب العلم لا إنما المراد الحرص والشغف، وكيف كان السلف لا يمنعهم الجد والاجتهاد في الطلب مع علو النسب.

الأمر المهم في العلم أن تضبط تقرأ العلم وتراجع و تكتحل السهر والتعب والنصب في مراجعة العلم حتى تكون أمينا على دين الله وشرعه. تحرص على أن تكون في أفضل الأحوال، وتسأل ربك أنك لا تجلس مجلساً إلا وجعلك الله أفضل من جلس، ولن تصحب أيّ مدّرس يقف أمامك سيأخذ عنك الانطباع، فإن استطعت أن تكون كأفضل ما يكون طالب العلم مع شيخه ومع معلمه فاحرص. احرص على ذلك فمن أرضى حملة كتاب الله وخاصة حملة القرآن وحملة العلم أرضاهم في أدبه وسمته وأسئلته ومناقشته واستفادته فإن الله يرضيه حيا وميتا. إذا لم يكن أهل العلم أولياء الله يقول الإمام أحمد فلست أدري من هم أولياؤه. تعين هؤلاء على رسالتهم فكم من علماء وكم من أساتذة أحبوا نفعاً للناس لما وجدوا طلاب علم صادقين، وكم من طلاب علم حببوا في العلم بأخلاقهم وشمائلهم وآدابهم وزكاة نفوسهم وأعمالهم، والعكس بالعكس.

فنسأل الله بعزته وجلاله وعظمته وكماله أن يلطف بنا، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[01 - 11 - 07, 10:35 ص]ـ

قال المصنف – رحمه الله -: [ولا تجزئ العوراء البين عورها]:

الشرح:

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمّان الأكملان على خير خلق الله أجمعين، وعلى آله وصحبه ومن سار على سبيله ونهجه، واستن بسنته إلى يوم الدين؛ أما بعد:

فقد شرع المصنف -رحمه الله- في بيان العيوب التي تؤثر في الأضحية، وكذلك تؤثر في الهدي، وكل ما أوجب الله من الدماء كأن يكون في فدية، أو تركٍ لواجب في مناسك الحج والعمرة، أو نذر شاة ولم يعينها؛ فإنه ينبغي أن تكون هذه كلها سالمة من العيوب، وهي الدماء الواجبة؛ وقد جاءت السنة عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تبيّن ما لا يجزئ في الأضحية، وجعل العلماء -رحمهم الله- ذلك أصلاً شرعياً في كل دم واجب أن يكون سالماً من هذه العيوب، وقد اشتمل حديث البراء بن عازب وحديث علي -رضي الله عن الجميع- وغيرهما على بيان جملة من العيوب، ومنها ما ذكر المصنف -رحمه الله- من عيب العور. وأصل العور في لغة العرب: النقص، فإذا كانت عين الإنسان سليمة أبصر بها، وأما إذا حصل النقص فعَوِرت إحداهما فحينئذ يكون هذا النقص مؤثراً فلا يجزئ أن يضحي بالعوراء البيّن عورها؛ والأصل في ذلك حديث البراء بن عازب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: ((أربع لا تجوز في الضحايا: العوراء البيّن عورها)) فقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: ((العوراء البيّن عورها)) سواء كانت العين قائمة موجودة أو استلت العين فأخرجت كل ذلك لا يجزي، ومحل ذلك أن لا تنظر بإحدى العينين، فتفقد الإبصار بها، ويعرف هذا عند أهل الخبرة بجنوحها عند مشيها إلى العين التي تبصر بها، وبرفعها

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير