تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فَدَفَعَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ اَلشَّمْسُ, حَتَّى أَتَى بَطْنَ مُحَسِّرَ فَحَرَّكَ قَلِيلاً، ثُمَّ سَلَكَ اَلطَّرِيقَ اَلْوُسْطَى اَلَّتِي تَخْرُجُ عَلَى اَلْجَمْرَةِ اَلْكُبْرَى, حَتَّى أَتَى اَلْجَمْرَةَ اَلَّتِي عِنْدَ اَلشَّجَرَةِ, فَرَمَاهَا بِسَبْعِ حَصَيَاتٍ, يُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ مِنْهَا, مِثْلَ حَصَى اَلْخَذْفِ, رَمَى مِنْ بَطْنِ اَلْوَادِي، ثُمَّ اِنْصَرَفَ إِلَى اَلْمَنْحَرِ, فَنَحَرَ، ثُمَّ رَكِبَ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَفَاضَ إِلَى اَلْبَيْتِ, فَصَلَّى بِمَكَّةَ اَلظُّهْرَ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ مُطَوَّلاً.

[الشرح]

ثم بدأ المؤلف بحديث جابر الطويل في صفة الحج الذي جعله بعض العلماء عمدة صفة الحج، وجعله منسكا كاملا، لأن جابر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ضبط حجة الرسول عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ من أوله إلى آخره، فذكر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقي في المدينة عشر سنين لم يحج، وفي العاشر أذّن فيهم أنه حاج قال: فقدم المدينة يسألون حج رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ويأخذون أحكامه من الرسول مباشرة، حتى قُدِّرُوا بمائة ألف، من مائة وأربع وعشرين كل الصحابة يعني يمثل خمسة أسداس المسلمين تقريبا، خمسة من ستة كثير، حتى كانوا كما قال جابر بين يدي الرسول وخلفه وعن يمينه وعن شماله مد البصر، عالم عظيم، يريدون أن يأخذوا من إمامهم صلوات الله وسلامه عليه، كيف يعبدون الله بهـ?ذا النسك العظيم.

خرج النّبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ من المدينة وقد بقي خمسة أيام ذي القعدة خرج في الخامس والعشرين يوم السبت بعد أن أعلن الناس بخطبة الجمعة كيف يُحرمون وماذا يلبس المحرم، وأوضح للناس مبادئ النسك، وبقي بذي الحليفة عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ وبات بها، وفي اليوم التالي اغتسل، اغتسل ولبس إحرامه ثم أحرم.

والمؤلف رحمه الله اختصر الحديث اختصارا تاما لم يأتِ منه إلا ما يتعلق بالحج.

قال: (أَنَّ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَجَّ, فَخَرَجْنَا مَعَهُ, حَتَّى إذا أَتَيْنَا ذَا الْحُلَيْفَةِ, فَوَلَدَتْ أَسْمَاءُ) أتى بكلمة فاء لأنها معطوفة على جملة هي جواب الشرط، يعني حتى أتى ذا الحليفة ونزل وصار كذا وكذا فولدت.

وذو الحليفة هي مهل أهل المدينة وتعرف الآن بأبيار علي.

(فَوَلَدَتْ أَسْمَاءُ بِنْتُ عُمَيْسٍ) وهي زوجة أبي بكر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، ولدت محمد بن أبي بكر، فأرسل للنبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ كيف تصنع فقال لها: ((اِغْتَسِلِي وَاسْتَثْفِرِي بِثَوْبٍ, وَأَحْرِمِي)) اغتسلي عن الحيض أو للإحرام؟ للإحرام، ولا يصح أن نقول: عن النفاس؛ لأن النفاس باق، ومن شرط صحة الطهارة عن موجب للطهارة أن ينقطع ذلك الموجب، ولهذا لا يصح التنزه عن البول والإنسان يبول، ولا يصح التوضؤ من لحم الإبل والإنسان يأكل اللحم.

فالطهارة عن موجب لها لا تصح إلا بعد انقطاع الموجب.

إذن فطهارة الغسل الذي أمرها بها الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أسماء للإحرام.

قال: (وَاسْتَثْفِرِي بِثَوْبٍ) ..

لما ولدت رَضِيَ اللهُ عَنْها أرسلت للنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كيف تصنع فقال: (((اِغْتَسِلِي وَاسْتَثْفِرِي بِثَوْبٍ, وَأَحْرِمِي)))، كيف تصنع من الآن إلى انقضاء النسك أو كيف تصنع الآن؟ كيف تصنع الآن؛ ولهذا لم يبين لها النبي عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ ماذا تصنع في المستقبل، لم يقل لها كما قال لعائشة: ((افعلي ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت)) لأنها إنما تريد حل المشكلة الحاضرة، وبه نعرف خطأ ابن حزم رحمه الله في ه?ذه المسألة حيث قال: إنّ النفساء يجوز لها أن تطوف بالبيت بخلاف الحائض، قال: لأن الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يقل لأسماء لا تطوفي بالبيت، وقال ذلك لعائشة.

والجواب على ه?ذا سهل أن نقول: إن أسماء إنما أرادت أن تسأل عما تصنع الآن، وبينها وبين مكة والوصول إلى البيت مفاوز، بخلاف عائشة فإن ذلك كان ... قريبا من مكة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير