تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[بن حمد آل سيف]ــــــــ[22 - 01 - 07, 11:24 م]ـ

أخي الفاضل هذا العنوان: (للمناقشة: المتكلمون الفقهاء والأحناف أقل زيغا في أصول الفقه من المتكلمين الخلص)

لا يستحق المناقشة، لأنه خطأ محض.

فالسمعاني في حديثه عن الفقهاء يقصد الفقهاء حقيقةً لا المشتغلين بأصول مذهب الإمام أبي حنيفة فإن تسميتهم بذلك اصطلاحٌ متأخر، لم يتعارف عليه علماء كالسمعاني.

و ربما زال عنك العجب أخي الكريم إذا قرأت مقدمة السمعاني كاملةً .. فستعلم أن كتاب (القواطع) إنما صنّفه أبو المظفر لأجل الرد على الحنفية و بالأخص أبي زيد الدبوسي، كما ردَّ عليه في الفقه من خلال كتابه (الاصطلام)!

فالسمعاني من أسرة حنفية و قد تحوّل عن مذهبهم لفساد معتقد هؤلاء الحنفية .. فقد كانوا معتزلة! فكيف تظن أن الحنفية الخلص في عصره أسلم في جانب الاعتقاد.

و السمعاني قد شرح هذه الحادثة في كتابه (الانتصار لأهل الحديث) فراجعه، فالقدر المطبوع منه بتحقيق الدكتور الجيزاني نفسه.

لعله اتضح لك أخي الكريم وجهُ خطإ ما فهمتَه عن السمعاني.

إذاً السمعاني يعيب على جميع من اشتغل بعلم الكلام معتزلة كانوا أو أشعرية -وقد سمّاهم في القواطع و ذم طريقتهم- أو ماتريدية.

و ما نقلتَ معناه عن (بعض الباحثين) في (أئمة الفقه) صحيحٌ إطلاقه على بعض النماذج باعتبار الأقدمية الزمنية.

فالباقلاني (متقدم) وهو أشعري كبير أخفُّ من الرازي (متأخر) الذي نحا بالأشعرية إلى الاعتزال فلم يبق بينهما إلا شعرة!

و قس عليهما ...

و قلتُ (بعض النماذج) لأن أبا حامد الغزالي إمامٌ في الفقه وهو في الوقت نفسه من شيوخ المتكلمين، وجهوده في ذلك معروفة.

فهذا ما سنح بالبال .. وفقكم الله.

ـ[سيد أحمد مهدي]ــــــــ[24 - 01 - 07, 06:12 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

أعتذر للبس الذي شاب نقلي لجواب (مسموع) من أحد المشايخ فربما حصل ذلك لقصر عباراتي عن تبليغ المقصود فقصدي من نقل كلام ابن السمعاني رحمه الله ونقل إجابة الشيخ ألخصه في نقاط للتوضيح:

? المقصود بالفقهاء هم المشتغلون بالفقه حقيقة لا بالمعنى الاصطلاحي الأصولي هذا ما قصده الشيخ وفهمته أنا ومن أجل ذلك صدرت الجواب بما نقله الجيزاني عن ابن السمعاني وكنت أظن أن التمثيل بالشيرازي والباقلاني كاف في بيان ذلك

? المقصود بالمتكلمين هم المتكلمون حقا أي من اشتغل بعلم الكلام لا يقصد من ذلك أصحاب المنهج المعروف في التأليف في أصول الفقه

? المقصود بالأحناف في المشاركة هم أتباع مذهب أبي حنيفة رحمه الله وهم عين الأحناف الذين ذكرهم ابن السمعاني في مقدمة كتابه

? إذا اتضح هذا فهذا وجه طرح الموضوع للمناقشة مع تعديلات في عنوان المشاركة

قلت في العنوان المتكلمون الفقهاء (وكان الأصوب أن أقول الفقهاء من المتكلمين) والأحناف أقل زيغا من المتكلمين الخلص (وأحسن منه: الذين لا اشتغال لهم بالفقه)

وفي كل زيغ وانحراف عن منهج أهل السنة والجماعة في أصول الفقه ناشئ عن انحراف في العقيدة أو عن تعصب للإمام لكن الصنفين المذكورين عصمهم اشتغالهم بالفقه واطلاعهم على الفروع التي تدور على الأدلة من الكتاب والسنة عن بعض الزيغ فعلم هؤلاء بالأصول يتجاذبه استمدادهم من علم الكلام وأصول الدين كما يسمونه وتأثرهم بمحجة الفقهاء وواقعيتهم

ووجه جعل الحنفية من زمرتهم واضح إن شاء الله فهؤلاء همم كثير منهم منصبة على موافقة فروع إمام وفقيه من أئمة السلف فشغلوا بذلك عن كثير من خاض فيه المتكلمون في علم الأصول

بخلاف من "هم أجانب عن الفقه ومعانيه، بل لا قبيل لهم فيه ولا دبير، ولا نقير ولا قطمير" من المتكلمين فهؤلاء أوغلوا وحللوا وداخلوا في هذا العلم الجليل الذي لا ينفك أبدا عن علم الفقه وفصلوا فروع الفقه عن أصوله لعدم اهتمامهم بالفروع وحشوا مصنفاتهم بمسائل نظرية واستطرادات كلامية ومناقشات منطقية مع ما بلوا به من زيغ في الاعتقاد حتى آل علم الأصول إلى ما آل إليه

? الممثل بهم:

*أبو بكر الباقلاني (403 هـ) شيخ المتكلمين وإليه انتهت رئاسة المالكية في البصرة راجع السير للذهبي (17/ 190).

*أبو إسحاق الشيرازي (476 هـ) من أكبر فقهاء الشافعية وهو شيخ أبي المظفر بن السمعاني

فهذين من مشاهير الفقهاء ومن أبرز من ألف في أصول الفقه وهما مع ذلك من الأشاعرة وهذه مناسبة التمثيل بهما

ويصح التمثيل أيضا بأبي إسحاق الإسفراييني وأبي منصور البغدادي

? الاعتراض بفخر الدين الرازي لا وجه له حسب رأيي فالرجل مع أنه متكلم لا تعرف له جهود في الفقه أو بروز فيه

? التقييد بالتقدم له وجه إذ ضلال متأخرين في العموم أغلظ من ضلال المتقدمين وكلما طال عمر البدعة زاد شرها لكن حتى المتأخرون من فقهاء المتكلمين أقل ضلالا ممن لا حظ له في علم الفقه

? بناء على ما سبق نستخلص أن:

*أصل الضلال في علم الأصول هو علم الكلام

*علم الفقه وعلم الأصول متلازمان لا ينفكان

*انحراف من انحرف من الأصوليين يتفاوت بتفاوت تمكنه في الفقه وتأثرهم بعلم الكلام

*قد يحفظ الله تعالى بعض الحق في علم الأصول في أقوال الطائفة المذكورة لكن هل يتصور أن ينفرد المتكلمون الخلص في علم الأصول بالحق في مسألة من المسائل الأصولية؟ هذه المسألة الأخيرة بالذات أود أن يناقشها إخواني ومشايخي ويعلمونا مما علمهم الله تعالى فيها

في الختام أشكر الأخ ابن حمد آل سيف على تجاوبه ومناقشته ويا ليته يواصل على ذلك وأجدد اعتذاري على اللبس الذي أحدثته عباراتي وتلك هي عاقبة تسرعي وعجلتي

اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير