تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[حقيقة منهج مدرسة الفقهاء والمتكلمين في أصول الفقه]

ـ[أبوحاتم]ــــــــ[15 - 02 - 07, 09:53 م]ـ

مداخلة حوارية في مفهوم مدرسة الفقهاء والمتكلمين

كنت قد كتبت ورقة في هذا الموضوع نحو سنة، خاصة ما يتعلق بمدرسة الفقهاء وسمتها: بـ"منهج المدارس الأصولية في استنباط القاعدة الأصولية" وكنت أعاود النظر فيها بين الفينة والأخرى إلى أن كتب الدكتور الفاضل/ محمد الجيزاني، ما نُشر مؤخراً في هذا المنتدى باسم: "سلسلة المصادر الأصولية على طريقة المتكلمين" فاستخلصت منها ما يلي رجاء النفع والفائدة من مشاركات الأعضاء، ونقدهم البناء.

[رابط موضوع الشيخ الجيزاني: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=90768]

أولاً: أشكر الشيخ سلمه الله على هذا الجهد المبارك الذي بذله في جمع هذه المصادر، وقد أفاد وأجاد في التنسيق والبيان، وأحسن في ذكر ما بين المصادر من العلاقة والاتصال.

ثانياً: هذه المداخلة في مسألة فرعية أشار لها الشيخ في آخر بحثه – وهي مفهوم المدارس الأصولية - بناءً عليها ذكر المصادر الأصولية لمدرسة المتكلمين، لذا وسم هذه الورقة بقوله: "سلسلة المصادر الأصولية على طريقة المتكلمين" وعليه فإن جميع هذه الكتب – عند الشيخ سلمه الله – تنتسب إلى هذه الطريقة، وتنتمي إلى تلك المدرسة = أعني: مدرسة المتكلمين.

وبعد: فإن هذه المداخلة تتلخص في عدة نقاط:

النقطة الأولى: وجود منهجين في أصول الفقه.

أثبتت النصوص والتطبيقات الأصولية أن ثمة منهجين في دراسة القواعد الأصولية، وهذا القدر من البحث لا خلاف فيه فيما أحسب، وإنما حصل النزاع عند فئة من المتأخرين في حقيقة المنهجين، والمراد بهما، ومعناهما، وفي توجيه كلام ابن خلدون خاصة.

ولظهور هذه المسألة أكتفي بالإحالة عليها فقط، انظر على سبيل المثال ما يثبت وجود هاتين المدرستين:

-[التقريب والإرشاد (3/ 66و76و146)]

- و [أصول السرخسي (1/ 295)]

- و [إحكام الأحكام للآمدي (3/ 144)]

- و [التلخيص في أصول الفقه لإمام الحرمين (2/ 230)]

- و [المحصول (4/ 147)]

النقطة الثانية: حقيقة المنهجين:

(أي: من هم الفقهاء؟ ومن هم المتكلمون؟)

أولاً: من هم المتكلمون؟

ذكر الشيخ مراده بالمتكلمين، ولماذا سميت هذه الطريقة بطريقة بالمتكلمين؟ لأنه خصهم بهذه الورقة دون غيرهم، فقال:

(وسميت بطريقة المتكلمين؛ لأن أكثر من سلكها وصنَّف فيها إنما هم المتكلمون، وهم الذين لهم قدم راسخة في علم الكلام، من المعتزلة والأشاعرة، وهذا أمر واقع، ما له من دافع) انتهى كلامه.

أشير هنا فقط إلى ما لا بد منه حول هذه المدرسة، وأدع التفصيل لباحث آخر كتب فيها كتابة قيمة في هذه المسألة كما سيأتي.

هذه المدرسة ينتمي إليها كل من ألف في علم الأصول، وأسس بنيانه على علم الكلام، والأدلة على ذلك كثيرة منها:

- نصوص العلماء في بيان مرادهم بالمتكلمين.

قال الباقلاني: ( .. وبه قال كثير من المتكلمين منهم الجبائي وابنه .. )

[التقريب والإرشاد (3/ 66)]

وقال الجويني: (القول في منع القياس في الأسماء اللغوية: ما صار إليه معظم المحققين من الفقهاء والمتكلمين أن الأسماء في اللغات لا تثبت قياسا، ولا مجال للأقيسة في إثباتها، وإنما تثبت اللغات نقلا وتوقيفا، وذهب بعض الفقهاء، والمنتمين إلى الكلام إلى أن الأسماء قد تثبت قياسا). [التلخيص في أصول الفقه (1/ 194)]

قال الآمدي: (فذهب أكثر الفقهاء وجماعة من المتكلمين، كالقاضي أبي بكر والقاضي عبد الجبار وأبي الحسين البصري وغيرهم، إلى أن ذلك يدل على نفي الحكم فيما بعد الغاية وخالف في ذلك أصحاب أبي حنيفة وجماعة من الفقهاء والمتكلمين وهو المختار).

[إحكام الأحكام للآمدي (3/ 92)] النصوص كثيرة جدا، أكتفي بهذا القدر فقط.

فهذه النصوص بينة في أن المراد بطريقة المتكلمين: هم المنتسبون إلى علم الكلام واتخذوه صناعة، وجعلوا أصوله طريقا للتأصيل والبناء.

وفي قول الجويني: (وذهب بعض الفقهاء، والمنتمين إلى الكلام) ما يدل على أنه قصد بذلك أصحاب علم الكلام، بدليل المقابلة.

ولعل هؤلاء هم الذين عناهم السمعاني بقوله: (وأما الذين يتكلمون في الجواهر والأعراض، وعرفوا بمحض الكلام، ولا يعرفون دلائل الفقه، فلا عبرة بقولهم في الإجماع، وهم بمنزلة العوام.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير