[القواعد الأصولية اللغوية]
ـ[محمد الجبلي]ــــــــ[05 - 04 - 07, 01:50 ص]ـ
هذه أول مشاركة لي بهذا الملتقى المبارك أرجو أن أوفق و أن تكون مشاركتي مستمرة. و أرجو من الإخوة المشرفين و أعضاء الملتقى تشجيعي بالنقد و النصيحة.
تطلق كلمة القاعدة في اللغة ويقصد بها معان متعددة. جاء في لسان العرب لابن المنظور: "و القاعدة والقاعدة أصل الأس، والقواعد: الأساس، وقواعد البيت أساسه. وفي التنزيل: " وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل " وفيه:" فأتلى بنيانهم من القواعد " قال الزجاج: القواعد أساطين البناء التي تعمده.
وقواعد الهودج: خشبات أربع معترضة في أسفله تركب عيدان الهودج فيها.
قال أبو عبيد: قواعد السحاب أصولها المعترضة في آفاق السماء، شبهت بقواعد البناء، قال ذلك في تفسير حديث النبي (ص) حيث سأل عن سحابة مرت فقال: كيف ترون قواعدنا وبواسقها؟ قال إبن الأثير: أراد بالقواعد ما اعترض منها وسفل تشبيها بقواعد البناء " [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=60#_ftn1).
فمعاني القاعدة في لسان العرب تدور حول: الأصل والأساس.
هذا من حيث المعاني اللغوية، أما في الاصطلاح، فنجدها بمعنى القضية الكلية كما في كتاب التعريفات للجرجاني: القاعدة: قضية كلية منطبقة على جميع جزئياتها [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=60#_ftn2).
وهذا التعريف قريب من المنطلق اليوناني، إن لم نقل متطابقا معه.
ونجدها ترد بمعنى القانون، حيث قال أبو البقاء الكفوي في كلياته: " القانون هو كلمة سريانية بمعنى المسطرة، تم نقل إلى القضية الكلية من حيث يستخرج بها أحكام جزئيات المحكوم عليه فيها. وتسمى تلك القضية أصلا وقاعدة، وتلك الأحكام فروعا، واستخراجها من ذلك الأصل تفريعا [3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=60#_ftn3).
فهنا وردت بمعنى القانون، وبمعنى الأصل الذي يقابله الفرع.
ونجد قريبا من هذه المعاني في المعجم الوسيط الذي أصدره مجمع اللغة العربية جاء فيه " القاعدة من البناء أساسه، والضابط، أو الأمر الكلي ينطبق على جزئيات، مثل كل أذون ولود وكل صموخ بيوض " [4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=60#_ftn4).
وهي هنا بمعنى الأساس، والضابط، والأمر الكلي.
وإذا انتقلنا إلى حقل معرفي آخر قريب من المنطلق اليوناني، وهو الحقل الفلسفي نجدها لا تخرج عن المعاني السابقة، بل مؤكدة لها ومضيفة حسا استدلاليا عقليا في بناء مقدمات للأصول إلى نتائج.
قال جميل حليبا في معجمه الفلسفي " القاعدة قضية كية منطبقة على جميع جزئياتها
تعريف الجرجاني – وقيل هي قضية كلية من حيث اشتمالها بالقوة على أحكام جزئية تسمى فروعا لها، ويراد فها في العربية: الأصل، والأساس، والقانون .. والفرق بين القاعدة الأخلاقية أو الفنية أو المنطقية وبين القانون الطبيعي: أن القاعدة لا يكتفي بالخبر والمشاهدة، بل تنشئ الشيء و توجب العمل به" [5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=60#_ftn5)
فإذن نجمع الكلام فنقول: القاعدة لها معان متعددة، لكنها متقاربة تدور حول:
- الأساس الذي ينبني عليه غيره
- الأصل الذي تتفرع عنه الفروع
- القضية الكلية التي تنطبق على جميع جزئياتها
- القانون الذي يحكم العلاقات بين الأشياء، و بين المقدمات و النتائج.
و هذه المعاني تختلف حسب الحقول المعرفية المستعملة فيها، من حقل لغوي إلى علمي .. و هكذا. كما تحديد إحدى معانيها يكون حسب السياق الذي وردت فيه القاعدة، و لو في الحقل المعرفي الواحد.
و الآن ننتقل إلى معانيها في حقل معرفي عقلي لكنه مرتبط بالشرع، و هو أصول الفقه، فتكون القاعدة مضافة إلى علم، فتصبح كما يلي: القاعدة الأصولية، أو القواعد الأصولية.
و لكي نحدد مفهوم هذا المركب الإضافي نقوم بتفكيكه.
أما القاعدة فقد سبق تعريفها. و إما الأصل فله معان متعددة في اللغة نجملها فيما يلي:
- ما ينبني عليه غيره
- المحتاج إليه
- ما منه الشيء
- منشأ الشيء [6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=60#_ftn6)
و أهم هذه التعاريف: الأول و الأخير، و الباقية تدور في فلكهما.
¥