تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[من أصول النظر (شارك جزاك الله عنا خيرا)]

ـ[الشخيبى2]ــــــــ[11 - 12 - 06, 11:05 ص]ـ

تأمل الفقرة التالية من كتاب بدائع الفوائد للإمام ابن القيم ثم أتحفنا بمزيد من أصول النظر المستنبطة من الكتاب والسنة أو التى استعملها علماء السنة فى الرد على أهل البدع والاهواء من المتكلمة والفلاسفة وان لم تقف بنفسك على شاهد لها من الكتاب أو السنة مثل: إستسلاف المقدمات، الفروض والإحتمالات بالتقسيم الحاصر

*****

فصول عظيمة النفع جداً في إرشاد القرآن والسنة إلى طريق المناظرة وتصحيحها، وبيان العلل المؤثرة والفروق المؤثرة، وإشارتها إلى إبطال الدور، والتسلسل بأوجز لفظ وأبينه، وذكر ما تضمناه من التسوية بين المتماثلين والفريق بين المختلفين، والأجوبة عن المعارضات، وإلغاء ما يجب الغاؤه من المعاني التي لا تأثير لها، واعتبار ما ينبغي اعتباره، وإبداء تناقض المبطلين في دعاويهم وحججهم وهو كنوز القرآن

وأمثال ذلك وهذا من كنوز القرآن التي ضل عنها أكثر المتأخرين فوضعوا لهم شريعة جدلية فيها حق وباطل. ولو أعطوا القرآن حقه لرأوه وافياً بهذا المقصود كافياً فيه مغنياً عن غيره، والعالم عن الله من آتاه الله فهماً في كتابه. والنبي صلى الله عليه وسلم أول من بين العلل الشرعية، والمآحذ والجمع والفرق والأوصاف المعتبرة والأوصاف الملغاة وبين الدور والتسلسل وقطعهما

. فانظر إلى قوله صلى الله عليه وسلم وقد سئل عن البعير يجرب فتجرب لأجله الإبل فقال: من أعدى الأول كيف اشتملت هذه الكلمة الوجيزة المختصرة البينة على إبطال الدور والتسلسل. وطالما تفيهق الفيلسوف وتشدق المتكلم وقرب ذلك، بعد اللتيا والتي في عدة ورقات فقال: من أوتي جوامع الكلم فمن أعدى الأول ففهم السامع من هذا أن أعداء الأول إن كان من أعداء غيره له فإنه لم ينته إلى غاية فهو التسلسل في المؤثرات، وهو باطل بصريح العقل، وإن انتهى إلى غاية، وقد استفادت الجرب من إعداء من جرب به له فهو الدور الممتنع. وتأمل قوله في قصة ابن اللتبية أفلا جلس في بيت أبيه وأمه، وقال: هذا أهدى لي كيف يجد تحت هذه الكلمة الشريفة أن الدوران يفيد العلية. والأصولي ربما كد خاطره حتى قرر ذلك بعد الجهد فدلت هذه الكلمة النبوية على أن الهدية لما دارت مع العمل وجوداً وعدماً كان العمل سببها وعلتها، لأنه لو جلس في بيت أبيه وأمه لانتفت الهدية. وإنما وجدت بالعمل فهو علتها.

وتأمل قوله صلى الله عليه وسلم: في اللقطة وقد سئل عن لقطة الغنم فقال: إنما هي لك أو لأخيك أو للذئب، فلما سئل عن لقطة الإبل غضب وقال: ما لك ولها معها حذاؤها وسقاؤها ترد الماء وترعى الشجر، ففرق بين الحكمين باستغناء الإبل واستقلالها بنفسها دون أن يخاف عليها الهلكة في البربة واحتياج الغنم إلى راع وحافظ وإنه إن غاب عنها فهي عرضة للسباع بخلاف الإبل. فهكذا تكون الفروق المؤثرة في الأحكام، لا الفروق المذهبية التي إنما يفيد ضابط المذهب.

وكذلك قوله في اللحم الذي تصدق به على بريرة هو عليها صدقة ولنا هدية ففرق في الذات الواحدة وجعل لها حكمين مختلفين باختلاف الجهتين إذ جهة الصدقة عليها غير جهة الهدية منها. وكذلك الرجلان اللذان عطسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فشمت أحدهما، ولم يشمت الآخر. فلما سئل عن الفرق. أجاب: بأن هذا حمد الله والآخر لم يحمده. فدل على أن تفريقه في الأحكام لافتراقها في العلل المؤثرة فيها.

وتأمل قوله صلى الله عليه وسلم في الميتة إنما حرم منها أكلها كيف تضمن التفرقة بين أكل اللحم واستعمال الجلد. وبين أن النص إنما تناول تحريم الأكل وهذا تحته قاعدتان عظيمتان إحداهما: بيان أن التحليل والتحريم المضافان إلى الأعيان غير مجمل وإنه غير مراد به من كل عين ما هي مهيأة له. وفي ذلك الرد على من زعم أن ذلك يتضمن لمضمر عام وعلى من زعم أنه مجمل. والثانية: قطع إلحاق استعمال الجلد بأكل اللحم. وإنه لا يصح قياسه عليه فلو أن قائلاً قال: وإن دلت الآية على تحريم الأكل وحده فتحريم ملابسة الجلد قياساً عليه كان قياسه باطلا بالنص، إذ لا يلزم من تحريم الملابسة الباطنة بالتعدي تحريم ملابسة الجلد ظاهراً بعد الدباغ. ففي هذا الحديث بيان المراد من الآية. وبيان فساد الحاق الجلد باللحم. وتأمل

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير