تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مناظرة عبد الله بن المبارك لأهل الكوفة]

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - 01 - 07, 03:40 ص]ـ

المناظرة المشهورة بين الإمام عبد الله بن المبارك وأهل الكوفة

ذكرها شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى، وابن القيم في إعلام الموقعين، والشاطبي في الموافقات.

والسؤال: هل وقف عليها أحدٌ في كتب المتقدمين؟

وجزاكم الله خيرا

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ: كُنْتُ بِالْكُوفَةِ فَنَاظَرُونِي فِي ذَلِكَ يَعْنِي النَّبِيذَ الْمُخْتَلَفَ فِيهِ، فَقُلْت لَهُمْ: تَعَالَوْا فَلْيَحْتَجَّ الْمُحْتَجُّ مِنْكُمْ عَنْ مَنْ يَشَاءُ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالرُّخْصَةِ، فَإِنْ لَمْ يَتَبَيَّنْ الرَّدَّ عَلَيْهِ عَنْ ذَلِكَ الرَّجُلِ بِشِدَّةٍ صَحَّتْ عَنْهُ، فَاحْتَجُّوا فَمَا جَاءُوا عَنْ أَحَدٍ بِرُخْصَةٍ إلَّا جِئْنَاهُمْ بِشِدَّةٍ، فَلَمَّا لَمْ يَبْقَ فِي يَدِ أَحَدٍ مِنْهُمْ إلَّا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ وَلَيْسَ احْتِجَاجُهُمْ عَنْهُ فِي شِدَّةِ النَّبِيذِ بِشَيْءٍ يَصِحُّ عَنْهُ إنَّمَا يَصِحُّ عَنْهُ أَنَّهُ لَمْ يَنْبِذْ لَهُ فِي الْجَرِّ إلَّا حَذِرًا، قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: فَقُلْت لِلْمُحْتَجِّ عَنْهُ فِي الرُّخْصَةِ: يَا أَحْمَقُ عُدَّ إنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ لَوْ كَانَ هَاهُنَا جَالِسًا فَقَالَ هُوَ لَك حَلَالٌ وَمَا وَصَفْنَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ فِي الشِّدَّةِ كَانَ يَنْبَغِي لَك أَنْ تَحْذَرَ، أَوْ تَجُرَّ، أَوْ تَخْشَى، فَقَالَ قَائِلُهُمْ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَالنَّخَعِيُّ وَالشَّعْبِيُّ وَسَمَّى عِدَّةً مَعَهُمَا كَانُوا يَشْرَبُونَ الْحَرَامَ فَقُلْت لَهُمْ: عُدُّوا عِنْدَ الِاحْتِجَاجِ تَسْمِيَةَ الرِّجَالِ قُرْبَ رَجُلٍ فِي الْإِسْلَامِ مَنَاقِبُهُ كَذَا وَكَذَا وَعَسَى أَنْ يَكُونَ مِنْهُ زَلَّةٌ أَفَلِلْأَحَدِ أَنْ يَحْتَجَّ بِهَا فَإِنْ أَبَيْتُمْ فَمَا قَوْلُكُمْ فِي عَطَاءٍ وَطَاوُسٍ، وَجَابِرِ بْنِ زَيْدٍ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، وَعِكْرِمَةَ قَالُوا: كَانُوا خِيَارًا، قُلْت: فَمَا قَوْلُكُمْ فِي الدِّرْهَمِ بِالدِّرْهَمَيْنِ يَدًا بِيَدٍ فَقَالُوا: حَرَامٌ، فَقَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: إنَّ هَؤُلَاءِ رَأَوْهُ حَلَالًا فَمَاتُوا وَهُمْ يَأْكُلُونَ الْحَرَامَ؟، فَبَقُوا وَانْقَطَعَتْ حُجَّتُهُمْ.

ـ[أحمد الحربي (أبو معن)]ــــــــ[27 - 01 - 07, 06:50 ص]ـ

الله، الله .. مناظرة جميلة

بورك فيك

ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[27 - 01 - 07, 02:01 م]ـ

شيخنا الفاضل حفظك الله ورعاك

إن لم توجد هذه الرواية مسندة بهذا اللفظ؛ فإن غالب الظن أن شيخ الإسلام ذكرها بمعناها من حفظه، وشيخ الإسلام معروف بكثرة إيراد النقول من حفظه رحمه الله وأعلى درجته.

وابن القيم في إعلام الموقعين إنما نقلها عنه كما هو ظاهر في نهاية نقله للقصة.

وأما الشاطبي فالظاهر أنه نقلها عن شيخ الإسلام؛ فإن شيخ الإسلام ذكرها في «بيان الدليل على بطلان التحليل» والشاطبي قد وقف على هذا الكتاب وأفاد منه ونقل في مواضع من الاعتصام والموافقات بعضها بلغ أربع صفحات.

ومما يقوي ذلك أن ابن القيم والشاطبي في هذا الموضع نقلوا مع القصة كلاما عن السلف وعبارة موجودة بسياقها في كتاب شيخ الإسلام، ولا يمكن أن يكون ذلك صدفة!

وكنت كتبت موضوعا عن ثبوت استفادة الشاطبي من ابن تيمية في علم المقاصد ولم أجده والظاهر أنه سقط مع الخلل الذي حدث للملتقى.

وهنا نسخة منه في ملتقى أهل التفسير

http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=3483

وقد يكون أصل القصة هو ما رواه البيهقي في السنن الكبرى 8/ 298:

أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنبأ الإمام أبو بكر أحمد بن إسحاق أنبأ الحسن بن علي بن زياد ثنا محمد بن إسماعيل البخاري قال: قال زكريا بن عدي: لما قدم ابن المبارك الكوفة كانت به علة، فأتاه وكيع وأصحابنا، والكوفيون فتذاكروا عنده حتى بلغوا الشراب فجعل ابن المبارك يحتج بأحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والمهاجرين والأنصار من أهل المدينة.

قالوا: لا ولكن من حديثنا.

فقال: ابن المبارك أنبأ الحسن بن عمرو الفقيمي عن فضيل بن عمرو عن إبراهيم قال: كانوا يقولون: إذا سكر من شراب لم يحل له أن يعود فيه أبدا.

فنكسوا رؤوسهم!

فقال ابن المبارك للذي يليه: رأيت أعجب من هؤلاء أحدثهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن أصحابه والتابعين؛ فلم يعبأوا به، وأذكر عن إبراهيم فنكسوا رؤوسهم! اهـ

هذا الذي ظهر لي والعلم عندالله.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - 01 - 07, 07:32 م]ـ

أسأل الله أن يسبغ على شيخنا المفيد (عبد الرحمن السديس) من خيري الدنيا والآخرة ما تقرُّ به عينه، إنه سميع مجيب.

فوائد نفيسة جدا، بارك الله فيكم.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير