[تجديد أصول الفقه]
ـ[أبو حبيبة الأسدي]ــــــــ[14 - 03 - 07, 02:44 م]ـ
مقدمة كتاب الأصول المصفى لفضيلة الشيخ أسامة محمد عبد العظيم تحمل ماهية التجديد المنشود لأصول الفقه أحببت أن أنقلها لكم:
بسم الله الرحمن الرحيم
ماهية التجديد
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبدُه ورسوله. اللهم صل على محمد النبي وأزواجه أمهات المؤمنين، وذريته وأهل بيته، كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الله حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُون [[آل عمران:102]
] يَا أَيُّها النَّاسُ اتَّقوا رَبَّكمُ الَذِي خَلَقَكمْ مِنْ نَفسٍ وَاحدَةٍ وَخَلَقَ منْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا الله الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ الله كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً [[سورة النساء:1].
] يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدًا% يُصلِحْ لَكمْ أَعْمالَكُمْ وَيَغْفرْ لَكمْ ذُنوبَكُمْ وَمَنْ يُطعِ الله وَرَسولَهُ فَقدْ فازَ فوْزاً عَظيماً [[الأحزاب: 71]
أما بعد .. فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدى هدى محمد r وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار.
فيفجأ القارئ عنوان "التجديد" فيوحشه: ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=60#_ftn1))
أولاً: عدم تقديره لأهميته.
ثانيًا: عدم وضوح ماهيته.
ثالثًا: الرهبة، لسوابق: ما حمدت دوافعها، ولا كرمت ثمارها.
([1]) ومن حق القارئ – حتى تقل وحشته أو تزول - أن يتضح له متعلق التجديد المقصود:
فإذ كان علم أصول الفقه قواعد راسخة أضاءت للصحابة والتابعين فمن بعدهم دروب التأويل وأنالتهم ثمر النظر فى كلام الجليل، فشأنه أن لا يحوم حوله ما يشوبه إذ كان وافيًا كل الوفاء بغرضه، وينفسح المجال - بعد ذلك – بحسب ما قيد هذه المعانى من قوالب المصنفات وما زاحمها من غيرها وعطلها عن بلوغ ما كان فى العصور المباركات.
ـ[أبو حبيبة الأسدي]ــــــــ[14 - 03 - 07, 02:48 م]ـ
أولاً: فأما سبيل الإحساس بالحاجة إلى التجديد، الذى به يسار إلى تقدير أهميته فباختبار مدى وفاء مصنفات هذا العلم بحاجات المكلفين فى مواقع مخالطاتهم المتباينة، وهى آيلة إلى ثلاثة:
الأول: درس الأصول فى معاهد التعليم.
الثانى: فهم وتمييز مسالك المجتهدين واستنباطاتهم.
الثالث: استخراج الأحكام من النصوص.
فالموقع الأول: وهو درس الأصول فى معاهد التعليم
فلما كان على ترتيب الدنيا، وكان المتعرضون له دهماء الطلاب وعوامهم -: فليس من حاجتهم من هذا الدرس
إيقافهم فى صفوف المجتهدين.
ولا مزاحمة آرائهم لاجتهادات السابقين.
ولا تقحمهم منصب التوقيع عن رب العالمين.
ولعل من حاجتهم:
أولاً: ذهاب الاستيحاش من الاختلاف الذى هو أمارة سعة الدين وبه رحم الله العالمين.
ثانيًا: تحصيل طرائق التعبير عن أحكام رب العالمين.
ثالثًا: تبيين مدارج سعى السابقين، ومنازل سير: قدمتهم، وصيرت الآخرين لهم تابعين.
رابعًا: اكتساب تصور جملى لمسائل الأصول:
يقصد منه تحصيل الضبط العلمى لتصرفات العقل بمقتضيات الشرع.
خامسًا: فتح أبواب الرجاء فى واسع الفضل:
ألا يفقد من الأرض قائم لله بحججه، مطرح لله تعالى راحته: يسير فى دروب السابقين.
وحظهم من هذا العلم:
صدود عن تحصيل مسائله.
وعزوف عن استيعاب دلائله.
قصرت دون فك أقفاله الهمم العاليات،
واندحرت مع تعقيداته اللذات،
وانطفأت مع ما فيه من المصاعب الأشواق،
وهان - مع تعذر الارتواء منه - الفراق.
يتعجب أحدهم - إذا دار بخلده ذكر هذا الدرس - بأى لطف - من الله تعالى - نجا.
وميراث نفسه منه: عناء الأستاذ فى فك طلسمه.
وسآمة عامة تصحب الدرس تطوف بالعقل بين أنواع معاذير بها يتسلى عما يفقد.
وترجئ قضاء أربه إلى حال يزول فيها عذره.
أو يتعوض باستظهار ما هان عليه أمره.
أو ما عهد إليه من فاقد حيلة بما لا يخلو منه فى موضع حذره.
مما يفيض به قلبه بالامتنان لسابق قدره.
ـ[أبو حبيبة الأسدي]ــــــــ[14 - 03 - 07, 02:49 م]ـ
والموقع الثانى: وهو فهم وتمييز مسالك المجتهدين واستنباطاتهم ..
وشأن المشغولين بذلك: الدأب ودوام السعى، فلا يلتفتون عنه إلا مغلوبين،
لا يسأمون التردد بين مسالك الناظرين، والتفكر فى معانى أحكام الدين يتوقون إلى درك ما تتميز به هذه المسالك، وما يعتذرون به إلى الله تعالى فيما به يعملون، وما إلى غيرهم يعهدون.
فقصدهم: حصول برد اليقين بما يدينون به رب العالمين.
فهم منفكون عن الانحياز إلى سبيل .. ينشدون الحق، ويرتضون الدليل.
وسعاة هذه الطبقة: يقلون بل يندرون.
وهم - وإن كانوا مادة من بعدهم من المبينين عن رب العالمين - إذ لا يبلغ مقام البيان: من فقد ذلك المقام - فإن من قبلهم ليسوا مادتهم على جهة الاطراد، لكن بسابق لطف يجدد الله به أمر هذا الدين
وهؤلاء السعاة - وإن حمدوا سير سابقيهم، وحقروا أنفسهم أن يبلغوا ولو بعض شأنهم، فإن حظ إرثهم مما دُوِّن من هذا العلم الشريف على ثلاثة أنحاء:
الأول: مطلوب موجود.
وهو تقرر حقائق هذا العلم الأساسية، وتنوع طرق التصنيف وتحرير المقال فيه بالتتبع المتحرى لمسالك المصنفين فيه وتقرير طريق الأخذ من السنة والكتاب مما يؤول إلى الحراسة لدين رب الأرباب.
الثانى: مطلوب موجود، ولكنه محبوس.
وهو دقائق هذا العلم وخفى مسالكه.
حبسه عن العقول فضل من المقول: كان من لوازم ما سبق من الزمان. وإن أضحى لا يفيد المكلفين الآن.
والثالث: مطلوب مفقود.
ما ذهب به قصور ممن سبق .. ولا غفلة ممن سلف.
ولكنها حاجات جدت كان بهم غناء عنها؛ فاقتضى الحال توفير عناء التدوين لها.
ويتمثل ذلك فى الربط بين قضايا الأصول ونصوص الوحى التى من شأنها تزويد الروح بزاد اليقين، والهداية إلى السداد فى سياسة النفس.
¥