تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

والذكر والأنثى، وكذلك قوله –صلى الله عليه وسلم- فيما رواه الترمذي (1101)، وأبو داود (2085)، وابن ماجة (1881) وغيرهم:"لا نكاح إلا بولي" فالولي في هذا الحديث مطلق من حيث إنه لم يشترط فيه أي شرط، ونحو ذلك.

أما الفرق بين هذين المصطلحين: فقد جرت عادة العلماء حينما يتعرضون لبيان الفرق بين المصطلحات أنهم يفرقون بينهما من جهتين: الأولى: من حيث حقيقة كل منهما. والثانية: من حيث الأحكام المتعلقة بكل منهما. وعلى هذا نسير في بيان الفرق بين هذين المصطلحين.

أولاً: من حيث الحقيقة، فالعام: اللفظ الدال على جميع أجزاء ماهية مدلوله. والمطلق: اللفظ الدال على الماهية المجردة عن وصف زائد، وقد سبق ضرب الأمثلة على هذين التعريفين. أما الفرق بينهما من حيث الحكم فالمطلق إذا ورد في التركيب لا يلزم منه أن يتناول جميع الأفراد التي تصلح للدخول تحته، بل يكفي للخروج من العهدة أقل ما يطلق عليه الاسم، فمثلاً قوله تعالى:"فتحرير رقبة" [النساء: 92] لا يلزم المكلف تحرير كل الرقاب –ولو كان من قبيل العام للزمه تحرير كل الرقاب-، وإنما يكفيه للخروج من العهدة تحرير رقبة واحدة، أما العام فإنه يتناول جميع الأفراد الصالحة للدخول تحته، ولا يخرج المكلف من العهدة إلا بفعل الجميع، فمثلاً قوله تعالى:"فسجد الملائكة كلهم أجمعون" [الحجر: 30] دلت هذه الآية على العموم فكل الملائكة يدخلون في هذا العموم، ولم يخرج أحد منهم، ولو كان من قبيل المطلق لكفى واحد للخروج من العهدة.

وهذا الفرق يذكره بعض العلماء بعبارة أخرى، كما نقله الأنصاري في تهذيب الفروق المطبوع مع الفروق للقرافي (1/ 172) حيث يقول:" وعين ما فرّق به الأصوليون بين العام والمطلق: أن عموم العام شمولي؛ لأنه يشمل جميع الأفراد الداخلة تحته بخلاف عموم المطلق نحو رجل وأسد فإنه بدلي، لأنه لا يشمل جميع الأفراد الداخلة تحته وإنما يكفي واحد منها، فليس ما صدق المطلق والعام واحداً، بل ما صدق المطلق ألفاظ عمومها بدلي، وما صدق العام ألفاظ عمومها شمولي.

ومن أراد الاستزادة من كلام أهل العلم في هذه المسألة فعليه بالكتب التالية:

(1) شرح مختصر الروضة للطوفي (2/ 448).

(2) كشف الأسرار للبخاري (2/ 24 - 25).

(3) شرح الكوكب المنير لابن النجار (3/ 101).

(4) الفروق للقرافي (1/ 95 - 96).

والله الموفق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

ـ[بلال خنفر]ــــــــ[10 - 04 - 07, 11:30 م]ـ

السلام عليكم

هل هذه الأمثلة تمثل المسألة, أم لا:

أكرم طلاب الفصل ... عام

أي أن الاكرام عم كل أفراد الفصل.

*****

أكرم طلاب الفصل إلا علي ... خاص

أكرم طلاب الفصل (عام) إلا علي (خاص).

*****

فتحرير رقبة ... مطلق

لم نحدد ماهية هذه الرقبة وأوصافها بل بقي اللفظ على اطلاقه.

*****

فتحرير رقبة مؤمنة ... مقيد.

وضعنا شرط لهذه الرقبة ... ألا وهو أن تكون مؤمنة ... فكان القيد هنا ايمان الرقبة.

*****

والسلام عليكم

ـ[عبدالعزيز الألمعي]ــــــــ[15 - 04 - 07, 01:10 ص]ـ

جزاكم الله كل خير .. ورفع قدركم .. وأنار دربكم .. وجعل الفردوس الأعلى سكنكم ..

والله لقد استفدت من هذه الفوائد الجمّة قبل أيام .. فلا حرمت أجر ذلك ..

وشكر الله لكم ..

ـ[أبومحمد الهاشمي]ــــــــ[15 - 04 - 07, 10:48 م]ـ

قاعدة كل ما حلي ب (أل) فهو عام وليس مطلق

وقد تأملت هذه القاعدة مدة لم أجد مايخرمها

ـ[محمد العزام]ــــــــ[21 - 04 - 07, 12:43 ص]ـ

السلام عليكم

جمعنا الله جميعا في الجنة في مقعد صدق عند مليك مقتدر .. آمين

العبرة والغاية من كتابة العلوم هو تثبيتها وتثبيت معانيها وتفهيمها لطلاب العلم وللناس .. ولذلك فالأمثلة تبين ما خفي من المصطلحات، والفرق الذي ذكره الأخوان بلال خنفر والخالدي واضحا مبينا للفرق بين المصطلحين.

جزاكم الله خيراً

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير