[أبو حيان التوحيدي و بنو حرب]
ـ[أبو عبدالله الخولاني]ــــــــ[13 - 03 - 08, 03:09 م]ـ
فمن المعلوم أن قبيلة حرب قد هاجرت في أواخر القرن الثاني و استطاعت أن توجد لها كيانا عشائريا قويا ابتداءا من القرن الرابع، و لذلك فليس من الغريب أن نجد لها ذكرا في تلك الحقبة التاريخية، و لكني و جدت لهم ذكرا لم أجد - وذلك لعلمي القاصر - أحد ذكره و هو ما ذكره الأديب الفلسفي أبو حيان التوحيدي الذي يعد من أعظم أدباء التاريخ الذين لم ينالوا حقهم، و هو صاحب مؤلفات مشهورة منها:
أخلاق الوزيرين. و هو الذي فيه ذكر لبني حرب في الصفحة (511 - 514) تحقيق محمد الطنجي، الطبعة 1412هـ
الإمتاع و المؤانسة.
النص:
((" سمعت شيخا عنده - أي عند أبي أحمد العلوي أمير المدينة - من بني حرب قد أنشد أبياتا، لم أعلق منها إلا بيتا واحدا، وهو:
فتى خلقت أرواحه مستقيمة = له نفحات ريحهن جنوب
و كان معنا إذ ذاك أبو صالح الرازي الصوفي، و كان مفوها جدلا.
فقال له: ماذا أراد بقوله " أرواحه مستقيمة "؟
قال: أراد أن أخلاقه لا تحول عن الخير، وعادته لا تريغ إلى القبيح، و أنه على ديدنه في الكرم، و خص الجنوب لاستدرارها السحاب، و جعل نفحاتها منافع لهذا الذي مدح به ".
ثم قال أبو حيان: و سمعته، أعني الحربي، يقول للأمير أبي أحمد في حديث طويل: أيها الأمير!
لني ولية تمرع جنابي فإنني === لما نلت من وسمي نعماك شاكر
قلت: أعد علي نسيج قافيتك
قال: أما ثقفته؟
قلت: ما أدري ما تقول
قال: لعلك من هذه الفرقة الكلامية
قلت: لعله
ثم قال أبو حيان " و سمعت هذا الحربي يقول، و كان يكنى أبا الخصيب، لسيد حيه، و هما بالعقيق على ضفة الوادي و قد مد - أي امتلأ - و هما ينطقان بما أحصل و لا أحصل، حتى قال أبو الخصيب لصاحبه:
يا هذا! اسل عن طارفك و تالدك، تسد بين صاحبك و وافدك، أما سمعت هذه القوافي الأول:
لو كنت تعطى حين تسأل سامحت === لك النفس و احلولاك كل خليل
فرددت القافية، و قلت: " و استحلاك كل خليل "
فقال لي منكرا: ما هكذا لغتي! "))
لاحظ فصاحة بني حرب و انبهار أبي حيان منها، ثم لاحظ تقريب الحكام لهم في مجالسهم.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[08 - 10 - 09, 10:19 م]ـ
الهمداني (ت: 340هـ) في صفة تاريخ حمير:
ذكر أن المسلم بن الخيار الحربي شيخ حرب؛ عندما قدمت من اليمن واستقرت بالحجاز في القرن الثالث الهجري.
أبو علي الهجري (من أهل القرن الثالث للهجرة) في التعليقات والنوادر:
روى عن المسلم بن الخيار الحربي!
الحريري (ت: 516 هـ) في كتابه المقامات قال:
حكى الحارث بن همام قال: أجمعت حين قضيت مناسك الحج. وأقمت وظائف العج والثج. أن أقصد طيبة. مع رفقة من بني شيبة. لأزور قبر النبي المصطفى. وأخرج من قبيل من حج وجفا. فأرجف بأن المسالك شاغرة. وعرب الحرمين متشاجرة. فحرت بين إشفاق يشبطني. وأشواق تنشطني. الى أن ألقي في روعي الاستسلام. وتغليب زيارة قبره عليه السلام. فاعتمت القعدة. وأعددت العدة. وسرت والرفقة لا نلوي على عرجة. ولا نني في تأويب ولا دلجة. حتى وافينا بني حرب. وقد آبوا من حرب. فأزمعنا أن نقضي ظل اليوم. في حلة القوم. وبينما نحن نتخير المناخ. ونرود الورد النقاخ. إذ رأيناهم يركضون. كأنهم الى نصب يوفضون. فرابنا انثيالهم. وسألنا: ما بالهم؟ فقيل قد حضر ناديهم فقيه العرب. فإهراعهم لهذا السبب.
قلت: وأغلب الظن أنه كان حينذاك في وادي الفرع وما حوله من ديار قبيلة حرب التي لا تزال تسكنها حتى اليوم!
رحالة لا يحضرني اسمه الآن (ت: 600هـ):
أذكر انني قرأت أنه مر في وادي الصفراء ووصف جبل ورقان وقال: جبل حصين وسكانه قومٍ يسمون ببني سالم من حرب.
المطري (ت 741هـ) في كتابه التعريف بما آنست به معالم دار الهجرة قال:
وادي الروحاء: ويعرف اليوم بوادي بني سالم: بطن من حرب عرب الحجاز.
قلت: ونقله كذلك السمهودي في كتابه وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى