تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[((الأندلسيون في الجزائر))]

ـ[هشام زليم]ــــــــ[26 - 05 - 08, 01:39 م]ـ

من كتاب "انبعاث الإسلام بالأندلس" للأستاذ علي المنتصر الكتاني رحمه الله. الصفحة 400 - 401.

"وصلت إلى الجزائر أعداد كبيرة من الأندلسيين عبر العصور, لا تقل عن الأعداد التي نزحت إلى المغرب و تونس. انتقل منهم أيام صولة الإسلام بالأندلس, قبل سقوط غرناطة, عدد كبير من العلماء, منهم أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمان بن عبي النجيبي, من أهل إشبيلية, تجول بلاد الأندلس ثم حج ثم استقر بتلمسان حيث توفي بها في جمادى الأولى سنة 611 ه, و له تأليف كثيرة. و منهم أبو بكر محمد الزهري, المعروف بابن محرز, ولد ببلنسية سنة 539ه, ثم هاجر إلى مصر, وبرع في الفقه و الأدب و الشعر ثم قدم بجاية حيث استقر بها, و غيرهما كثير, ووصلت إلى الجزائر أعداد كبيرة من الأندلسيين بعد سقوط غرناطة, و بعد طرد سنة 1609م, منهم غارسيا دياس (من طليطلة) و ربدان رودريكز (كان راهبا بأركش بإسبانيا و تابعته محاكم التفتيش) و لويس الأستجي (من أستجة) , و غيرهم كثير.

و يمكن تقدير عدد الجزائريين من أصل أندلسي بعشر السكان على الأقل, او مليونان و نصف جزائري, لازال الكثير منهم يتذكر أصوله الأندلسية, خاصة في العاصمة و تلمسان ووهران و بجاية و بليدة و عنابة و غيرها من المدن. و كان للحقبة الإستعمارية الفرنسية التي عملت على القضاء التراث الجزائري, أثر سيئ على التراث الأندلسي الجزائري. و تنتمي اليوم شخصيات جزائرية مؤثرة إلى أصول أندلسية, منها الشيخ أحمد المدني مثلا الذي أجاب الأمير شكيب أرسلان سنة 1930 م عن سؤال مماثل لهذا بقوله إن بعض العائلات الجزائرية لازالت تحافظ على أصولها الأندلسية, ذكر من بينها عائلة الشيخ أحمد بن أبي الركايب المنبثقة عن عائلة ابن عمر التي هي في الحقيقة عائلة المدني نفسة باسمها القديم. ومن بين هذه العائلات كذلك ابن سوسان و المسرار و السيستي و غيرها.

و يحتاج الوجود الأندلسي المعاصر في الجزائر إلى دراسة معمقة. فهناك كثير من العائلات التي تنتمي إلى عائلات أندلسية شهيرة, بما فيها بنو الأحمر, ملوك غرناطة. كما أن الهجرة الأندلسية إلى الجزائر تركت أثارا واضحة في اللباس و الطبخ و اللهجة, خاصة في تلمسان و المدن المجاورة لها."

ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[26 - 05 - 08, 02:21 م]ـ

ماشاء الله لو ذكرت المزيد اخهي لكان اخي

ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[26 - 05 - 08, 02:26 م]ـ

تصحيح

ماشاء الله اخي الكريم، لو ذكرت المزيد عن اندلسيي الجزائر لكان خيرا ونحن لك من الشاكرين

وفقك الله

ـ[جمال عبد الرحمن]ــــــــ[28 - 05 - 08, 02:43 ص]ـ

هناك دراسات متفرقة باللغة العربية عن الأندلسيين فى الجزائر ودول المغرب العربى عموما. أما عن الدراسات الأجنبية، فقد ترجمنا من الاسبانية كتاب "الموريسكيون فى إسبانيا وفى المنفى"،تأليف ميكيل دى إيبالثا، وقد كتبنا نبذة عن الكتاب فى هذا المنتدى

ـ[هشام زليم]ــــــــ[31 - 05 - 08, 12:46 ص]ـ

هناك دراسات متفرقة باللغة العربية عن الأندلسيين فى الجزائر ودول المغرب العربى عموما. أما عن الدراسات الأجنبية، فقد ترجمنا من الاسبانية كتاب "الموريسكيون فى إسبانيا وفى المنفى"،تأليف ميكيل دى إيبالثا، وقد كتبنا نبذة عن الكتاب فى هذا المنتدى

لو تسمح لي يا دكتور جمال بالنقل من بعض الكتب القيمة التي ترجمتها. و جزاك الله خيرا.

ـ[هشام زليم]ــــــــ[31 - 05 - 08, 12:56 ص]ـ

سنة 1609م قام الإسبان بطرد الأندلسيين بعد ما تيقنوا من أن جهود التنصير التي دامت 120سنة باءت بالفشل, و أنهم يتظاهرون بالتنصر و يضمرون الإسلام و بغض النصرانية. فبدأت مرحلة أخرى من المعاناة لا تقل عن جرائم محاكم التفتيش: مئات الألاف من الأندلسيين يغادرون ديارهم نحو المجهول.

و قد كانت الجزائر وجهة بعض هؤلاء المساكين رحمهم الله و جزاهم الفردوس الأعلى على صبرهم و حفاظهم على الإسلام رغم ما تعرضوا الله.

يقول الأستاذ علي الكتاني رحمه الله في كتابه" انبعاث الإسلام بالأندلس" الصفحة 179 - 180.

"أما الجزائر, فيقدر عدد من هاجر إليها في هذه الفترة من الأندلسيين بحوالي 65.000 أندلسي. استقر حوالي 25.000 أندلسي منهم في الجزائر العاصمة وحدها, وتوزع عدد منهم على المدن المجاورة لها, كالبليدة. ودخل حوالي 22.000 أندلسي الأراضي الجزائرية عبر ميناء وهران, الذي كان مستعمرة إسبانية حينذاك, فانتقلوا إلى المدن الجزائرية المجاورة, خاصة تلمسان و مستغانم. ويقدر بحوالي 18.000 أندلسي عدد الذين هاجروا إلى السواحل الجزائرية الأخرى, كبجاية و شرشال و بونة (عنابة) و غيرها. وقدم معظم الأندلسيين الذين توجهوا إلى الجزائر من مملكتي بلنسية و أراغون القديمة, وقدم بعضهم من مملكة مرسية.

استقبلت الدولة العثمانية في الجزائر المهاجرين الأندلسييين استقبالا جيدا, و يسرت لهم سبل الإستيطان. ووجد المهاجرون الإستقبال الرحب من طرف الأهالي في المدن الجزائرية الكبيرة, كالجزائر العاصمة و تلمسان و بجاية و مستغانم و غيرها. لكن المهاجرين الأندلسيين عوملوا من طرف الأعراب في بوادي الجزائر, خاصة عند انتقالهم من مستعمرة وهران إلى الأراضي العثمانية أسوأ معاملة. فقد قتل الأعراب منهم عددا كبيرا, ونهبوا قوافلهم و سلبوها, كما وصف ذلك المقري قائلا: "فتسلط عليهم الأعراب و من لا يخشى الله تعالى في الطرقات, ونهب أموالهم". و زاد البوعبدلي قائلا:" وقد انتهى بهم (أي الأعراب) الأمر إلى قتلهم (أي الأندلسيين) و بقر بطونهم مما يظنون ابتلاع الجوهر".

و قاومت السلطات العثمانية في الجزائر العاصمة هذه الجرائم أشد مقاومة, كما تصدى لها العلماء. ودافعت بعض القبائل الواعية عن الأندلسيين, كما فعلت مثلا قبيلة سويد التي قامت لمقاتلة الفبائل المعتدية على الأندلسيين, كقلبيلة هبرة, على جرائمها.

و قد أثرت هذه الهجرة على الجزائر تأتيرا دائما, خاصة في الزراعة و الفنون العسكرية و الإدارية. كما قام الأندلسيون المستقرون في شواطئ الجزائر بتنظيم الجهاد البحري ضد المصالح الإسبانية في البحر الأبيض المتوسط."

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير