ابنُ مَزْيَد مَمْدُوحُ ابنِ بَسَّامٍ: تَصْوِيبُ خطأ الصُّوَيَّان والحزيمي
ـ[منصور الرحيمي]ــــــــ[30 - 03 - 08, 01:48 ص]ـ
مدخل:
قال ابنُ بَسَّامٍ يَمْدَحُ ـ على غير وِلاءٍ ـ:
يقول ابن بَسَّامٍ ومَن شد ضامر = ضروبة حرٍ عيرةٍ ناتبينها
رحايل مهموم تواما لكنها = عراجين غين زل ميقات لينها
ولد حمد عيسى المويسى الذي كان (له) = مذاهب نزهات عن أشيا تشينها
إلى مِلْحِم وافي الذمام ابن مَزْيَد = ومن حاش من جل المعاني ثمينها
ولا أرفع بيت من نزار بن وايل = ذوي الفخر من سادات عاصي بنينها
أمير بني وهب قداها وباللقا = حماها وعند إقلاد الأريا أمينها
فيا أمير لي عند المحينات دينة = وظاهر اللامي بن صقر ضمينها
الشاعر:
أورد الدكتور سعد الصويان هذه القصيدة في كتابه (الشعر النبطي: ذائقة الشعب وسلطة النص) 562 ـ 564 ونَسَبَها إلى (ابن بَسَّامٍ) ولَمْ يَذْكُر اسْمَه الأوَّل نَقْلاً عن مخطوطة الذكير.
أمَّا الأستاذ سعود الحزيمي فقد أورد هذه القصيدة في بحثه (شعراء آل بَسَّام في التويم وشعرهم) المنشور في مجلة الدرعية/ س10/ ع 37 ـ 38/ ربيع أول ـ جمادى الآخرة 1428هـ/ أبريل ـ مايو 2007م. ونَسَبَها إلى (فارس ابن بَسَّام) نَقْلاً عن كتاب سليمان الدخيل. وعَرَّفَ الحزيمي بفارسٍ هذا فقال إنَّه: فارس بن سليمان بن محمد بن فارس بن بَسَّام الوهبي التميمي من كبار أهل التويم وإنَّه توفي سنة 1214 هـ.
الممدوح:
يقول الصويان: إنَّ الشاعر يَمْدح أميراً "يُبالغ في وصف قوته وشجاعته وكرمه، ويدعوه في البيت الخامس عشر عيسى بن حمد المويسي، وفي البيت السادس عشر مِلْحِم بن مزيد، وهو على ما يظهر في القصيدة شخص واحد. وقد يكون الممدوح أحد أمراء حرمة؛ لأنَّ الشاعر يذكر وادي منيخ في البيت الثاني عشر، كما يذكر نزار بن وايل في البيت الثلاثين، ويُلقِّب الممدوح أمير بني وهب في البيت الثالث والثلاثين، وقد ذكر ابن لعبون في تاريخه إلى أنَّ (كذا!) أول مَن نزل حرمة وعمرها هو إبراهيم بن حسين بن مدلج وذلك سنة 770 هـ، وآل مدلج يعودون في نسبهم إلى بني وهب من بني وائل".
أمَّا الحزيمي فيقول: "القصيدة في مدح عيسى بن حمد المويسي من أعيان بلدة حرمة بسدير، وهو والد الشيخ عبد الله المتوفى سنة 1175 هـ، وتَضَمَّنَتْ قصيدته أيضاً مَدْحَ رجلين آخرين وليس رجلاً واحداً كما فهم د. الصويان، وهو ما يدلُّ عليه ويحتمله معنى السياق في قول الشاعر:
إلى مِلْحِم وافي لذمام ابن مَزْيَد = ومن حاش من جل المعاني ثمينها
أمَّا ما ورد في بعض النسخ من نَقْلِ البيت بصيغة "واف الذمام" فربَّما يكون تصحيفاً. والرَّجُلانِ اللذان يَعْنيهما الشاعر: الرجل الأول مِلْحِم، ونرجِّح أنْ يكون من أسرة آل مفيز في التويم، حيث لقَّبه "أمير بني وهب" وأثنى على أصله وهو نزار بن وائل، وأسرة الممدوح حقيقة تنحدر من الحسنة من المنابهة من بني وهب من بكر بن وائل. ومِلْحِم هذا هو الذي وفى بذمام الرجل الثاني ابن مزيد. والرجل الثاني من آل مزيد، ليس من بني وهب، وإنما من آل عثمان بن حمد بن سيف بن عبد الله الشمري شيوخ المجمعة حينذاك" ص 24 ـ 25
تَصْحيحُ ما وَهِمَا فيه:
لا أُوافق الصويان في الوَصْلِ بين عيسى المويسي ومِلْحِم بن مَزْيَد، وأخطأ الحزيمي في جَعْلِ الممدوحِ في القصيدة ثلاثةَ رجالٍ!! وجَرَّه ذلك إلى التَّلْفيقِ بين الأسماءِ مِمَّا أوْقَعَهُ في عددٍ من التَّناقضاتِ وأَبْعَدَه كثيراً عن معاني القصيدة. وغَفِلا كلاهما عن متابعة الإشارات الواردة في القصيدة التي تُشِيرُ بوضوحٍ إلى أنَّ الممدوحَ شيخٌ بَدَوِيٌّ وأنَّ الشاعر يَتَظَلَّمُ إليه من إحدى عشائرِه.
1 ـ فالممدوحُ هو: مِلْحِم بن مَزْيَد، وهو شيخٌ بَدَوِيٌّ من شيوخ قبيلة عنزة، وهو: مِلْحِم بن رشيد بن مَزْيَد بن شماس بن حسين بن صاعد بن منبه بن وهب بن مسلم، من الحسنة من المنابهة من بني وهب، ومِلْحِم هذا هو جَدُّ المِلْحِم شيوخ المنابهة من عنزة، وكانوا يُعْرَفون قديماً باسْمِ آل مَزْيَد. (انظر رسالة الشيخ محمد بن عبد الوهاب إلى فاضل آل مَزْيَد رئيس بادية الشام، وهي ملحقةٌ بتاريخ نجد لابن غنام 318 تحقيق ناصر الدين الأسد، وفاضل هذا هو: فاضل بن حمد بن مِلْحِم بن رشيد بن مَزْيَد)
¥