[((الأندلسيون في أمريكا اللاتينية))]
ـ[هشام زليم]ــــــــ[29 - 05 - 08, 12:24 ص]ـ
من كتاب "انبعاث الإسلام بالأندلس" للأستاذ علي الكتاني رحمه الله. الصفحة 418 - 420.
"الأندلسيون هم الذين اكتشفوا القارة الأأمريكية, حسب الشريف الإدريسي في قصة الشبان المغرورين الذين أبحروا من الأشبونة عبر "بحر الظلمات" إلى جزر وصفوها, أرجعهم عنها ملكها. لولا الأندلسيون لما وصل كولمب إلى القار ة الجديدة. و بعد سقوط غرناطة و اكتشافها, هاجر إليها الأندلسيون المسلمون مع الجيوش الغازية هروبا من محاكم التفتيش. لكنهم وجدوا محاكم مماثلة تنتظرهم في القارة الأمريكية. و أول من وصل إلى شمال أمريكا من المورسكيين رودريكو دي لوبي, زميل كولمب’ الذي أعلن إسلامه بعد رجوعه إلى إسبانيا, و استبانيكو دي أزمور, الجنرال الإسباني الذي احتل أريزونا, وهو في الحقيقة مورسكي.
و ظلت إلى يومنا هذا الأثار الأندلسية قائمة في كل جنوب أمريكا. فبقي التأتير الإسلامي الأندلسي في التراث الفنزويلي المكتوب يظهر من وقت لأخر, أهمه إنتاج الكاتب الفنزويلي دون رفائيل دونقالس إي مندس (ولد سنة1878م) الذي اعتز بجذوره الإسلامية في مؤلفاته. و لازال كثير من الفنزويليين يفخرون بأصولهم الأندلسية الإسلامية.
و يعتز كذلك الكولومبيون بالتأتير الأندلسي الإسلامي. و نبغ في القرن التاسع عشر أخصائيون كولمبيون في الحضارة الإسلامية, منهم الدون أزكيال أوريكواشا. و عندما ضعفت قبضة الكنيسة على البلاد بعد استقلالها, وصلت الشجاعة ببعض الكتاب إلى الإفتخار بالإسلام وحضارته, منهم من تعلم اللغة العربية و أدابها, أشهرهم دون روفينو خوزي كوارفو.
و دخل التراث الأندلسي الإسلامي إلى العمارة في البيرو و الأكوادور, كما أثر على كتابهما, كقصة كاتب البيرو الكبير دون ريكاردو بلما التب نشرها تحت عنوان "افعل الخير و لا تبال", حيث اتخذ حياة الأمير أبراهيم جد الأمير الأموي مروان الثاني أساسا. و القصة مبنية على عظمة التسامح و الكرم اللذين أديا إلى أن يسامح الرجل ضيفه رغم اكتشافه أنه قاتل ابنه. و يوجد بالبيرو اليوم عطف على الإسلام, و كذلك الحال في بوليفيا.
و أثرت الحضارة الأندلسية الإسلامية في أدب الشيلي, كما يظهر, مثلا , في تراث الكاتب الشيلاني دون بدرو برادو الذي طبق القافية العربية على الشعر الإسباني, و نشر سنة 1921م ديوانا باسم أفغاني مستعار هو "رضائي روشان", كما أصبحت عدة قصص عربية جزءا من التراث الشعبي الشيلاني.
و منع البرتغاليون هجرة الأندلسيين المسلمين إلى البرازيل عندما احتلوها في القرن السادس عشر. و رغم المنع, وصل كثير من البحارة الأندلسيين إلى البرازيل لمعرفتهم بالبحار و الملاحة فيها, كما هاجر إليها سرا أندلسيون من منطقة الغرب (جنوب البرتغال) , فأقامت الحكومة محاكما للتفتيش ضدهم. و في سنة 1594م, أخرجت محكمة بهية للتفتبش منشورا توضح فيه علامات المخفي للإسلام, منها: الغسل و النظافة خاصة أيام الجمعة, و القيام الباكر, و الصيام و نظافة الملابس. وحرقت تلك المحاكم كثير من الضحايا بتهمة الإسلام. و توجد اليوم في البرازيل عائلات يعتز أفرادها بأصولهم الأندلسية, و يحتفظون في بيوتهم بمصاحف توارثوها عن أجدادهم جيلا بعد جيل. و منهم من اعتنق الإسلام, وقد كون هؤلاء جماعات إسلامية, خاصة في ساو باولو.
و هاجر الأندلسيون إلى مناطق أرجنتين اليوم, بسبب اضطهاد الكنيسة و الدولة, لم يبق من إسلامهم إلا ذكرى يفتخرون بها. كما فعل كاتب أواخر القرن التاسع عشر دومنغو سارميانتو الذي كان يفتخر بأصله الإسلامي كسليل بني الرزين في شرق الأندلس. و يعتقد الكثيرون أن رعاة القاوشو في بوادي الأرجنتين هم من السلالات الأندلسية, و حافظو على الكثير من القيم الإسلامية العريقة. و أثرت الحضارة الأندلسية على كثير من الأدباء الأرجنتنيين كأنريكي لاريتا الذي كتب عن حياة الأندلسيين أيام الملك فيلبي الثاني في كتابه "انتصار الدون روميرو", و الكاتب قونسالس بالنسية في قصته "علامة الأسد", و غيرهما.
و حصلت اليوم صحوة إسلامية أندلسية في الأرجنتين حيث أسس الأأندلسيون الأرجنتنيون جماعة إسلامية, يتكون مكتبها الأول من:يوسف محمد على قرطيش (الرئيس) و محمد بارسيا (الأمين العام) , و من أهم أعضائها أحد أعضاء عائلة "مولاي" سليلة بني الأأحمر الذين احتفظوا بإسلامهم جيلا بعد جيل في الأندلسو و هاجروا إلى أمريكا الجنوبية, ثم أعلنوا إسلامهم."