[ابن عبو سلطان الأندلس للسلطان العثماني: إذا خسرنا المعركة فإن الله سيحاسبك حسابا عسير]
ـ[هشام زليم]ــــــــ[05 - 05 - 08, 02:55 ص]ـ
إنها سنة.1570.مرأكثر من سنة على اندلاع ثورة غرناطة الإسلامية بالأندلس. و لازال المجاهدون بجبال البشرات و ماجاورها من بلاد مملكة غرناطة يجابهون أكبر قوة عسكرية في أوربا أنذاك. فالحمد لله وحده.
لكن الحرب بدأت تخرج من يد المجاهدين خصوصا بعد هزيمة الإسبان على يد العثمانيين في تونس و خروجهم منها. فركز الإسبان جهودهم على إجهاض الثورة الإسلامية و الثأر لأنفسهم من الهزيمة أمام المسلمين العثمانيين.
السلطان الأندلسي ابن عبو رحمه الله أحس بقوة الجيش الإسباني الزاحف نحوهم من كل الجهات. لقد تصور السلطان ما سيفعله النصارى بالأبرياء من قتل و اغتصاب و استرقاق إذا ما تمكنوا من المجاهدين.
و بعد التوكل على الله راسل مفتي القسطنطينية العثمانية حاتا إياه على إقناع السلطان العثماني أنذاك سليم الثاني بإرسال مساعدات عسكرية عاجلة للأندلسيين.
و قد تجنب السلطان بن عبو مراسلة السلطان العثماني مباشرة لأن هذا الأخير سبق أن أجاب الأندلسيين بأن أولويته هي تحرير قبرص و تأمين طريق الحج ثم مساعدتهم بالأساطيل.
و هذه الرسالة مقتطفة من كتاب "انبعاث الإسلام بالأندلس" للأستاذ علي المنتصر الكتاني رحمه الله.
و أمام هذا الوضع الحرج أخذ السلطان ابن عبو يستغيث بالدولة العثمانية من جديد. فأرسل كتابا إلى امير أمراء الجزائر, علي باشا, وأخر إلى مفتي القسطنطينية مؤرخا ب11 شعبان عام 977 ه (11 - 2 - 1570م-) هذا نصه:
"بسم الله الرحمان الرحيم, العزة لله, من عبد الله المتوكل على الله, الحي بفضله و قدرته, المجاهد في سبيله, أمير المؤمنين, المستمسك بشريعة الله, مبيد الكفار و قاهر جيوش العاصين لله, مولاي عبد الله محمد بن عبو, بارك الله مسعاه, وسدد خطاه ليسترد عزة الأندلس, و يجدد نهضتها, نصرها الله القدير, و هو القادر على كل شيء, إلى صديقنا و حبيبنا الخاص, السيد العظيمو و الشريف الكريم, السامي المتقدم , العامل المحسن, الخائف من الله, أنعم الله عليه بنعمة الغفران"
" أما بعد فسلام الله عامة على دولتنا العلية, و نعمته و بركاته الوفيرة. أيها الأخ العزيز, لقد بلغتنا أنباء دولتكم العلية, و شخص السلطان الكريمو وما صدر عنه العطف على التعساء البائسين, و أنه سأل عنا, مهتما لمعرفة ما يجري لدينا, وأنه اهتم و تألم لما أصابنا من ضنك و نصب على أيدي أولائك النصارى, و أن صاحب الجلالة و العظمة السلطان قد أرسل إلينا كتابا مختوما بخاتمه يعدنا فيه بالنصرة بعدد وافر من الرجال المسلمين, و بما نحتاج إليه من العون و العدد التي تسمح لنا بالحفاظ على هذه الأرض".
" و بما أننا نقاسي المتاعب الشديدة في هذه الأزمة المريرة, فإننا نلجأ من جديد إلى الباب العالي, نطلب النجدة و المعونة و النصر عن يدكم. فالنجدة النجدة, بالله القاهر فوق الناس جميعا. ونرجو من سيادتكم إعلام السلطان القادر بأحوالنا و إخباره بأخبارنا, بالحرب الكبرى التي نخوضها, وقولوا لعظمنه إنه إذا أراد أن يشملنا برعايته و عطفه فليبادر إلى إنجادنا بسرعة قبل أن تهلك, فهناك جيشان قويان يتجهان إلينا لمهاجمتنا من جهتين. و إننا إذا مااندحرنا في المعركة, فإن الله سبحانه سيحاسبه على ذلك حسابا عسيرا يوم القيامة, يوم لا تنفع القوة في الحجة. و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. حرر يوم الثلاثاء في الحادي عشر من شهر شعبان 977ه. مولاي عبد الله محمد بن عبو".
الصفحة 112 - 113.
ـ[جمال عبد الرحمن]ــــــــ[08 - 05 - 08, 02:32 ص]ـ
فى معرض الحديث عن الخطبة الشهيرة المنسوبة إلى طارق بن زياد نفى بعض الباحثين صحة هذه النسبة، واعتمد فى نفيه على أن لغة الخطبة سليمة فصيحة لا يمكن أن يرتجلها رجل ليس من العرب. إذا طبقنا هذا المبدأ -وهو يتفق كثيرا مع المنطق- فإن من السهل علينا أن ننفى أن تكون الرسالة المذكورة قد كتبها ابن عبو. من ناحية أخرى هل هناك سند وثائقى اعتمد عليه المؤلف؟
ـ[هشام زليم]ــــــــ[09 - 05 - 08, 06:09 م]ـ
فى معرض الحديث عن الخطبة الشهيرة المنسوبة إلى طارق بن زياد نفى بعض الباحثين صحة هذه النسبة، واعتمد فى نفيه على أن لغة الخطبة سليمة فصيحة لا يمكن أن يرتجلها رجل ليس من العرب. إذا طبقنا هذا المبدأ -وهو يتفق كثيرا مع المنطق- فإن من السهل علينا أن ننفى أن تكون الرسالة المذكورة قد كتبها ابن عبو. من ناحية أخرى هل هناك سند وثائقى اعتمد عليه المؤلف؟
أعتقد أن نسبة الرسالة إلى ابن عبو رحمه الله صحيحة سواء:
ـ أكان هو كاتبها بخط يده و بأسلوبه اللغوي العربي.
ـ أو أملاها باللغة العربية الفصحى على غيره من المتطوعة المغاربة أو العثمانيين.
ـ أو شرح ما يريد قوله في الرسالة لعارف بالعربية فاجتهد هذا الأخيرفي اختيار العبارات ثم عرض الرسالة على ابن عبو فأقرها و ختم عليها.
و لعل الرأي الثالث قد يكون قويا إذا علمنا وجود بعض المتطوعة المغاربة و الجزائريين في جيشه.
أما عن المصدر الذي اعتمد عليه المؤلف فالكتاب لا أحمله معي الأن و سأذكره ما إن يتيسر لي ذلك إن شاء الله.
¥