[العالم الاستاذ المشارك الاصولي ابو علي منصور بن علي بن عبد الله الزواوي]
ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[27 - 05 - 08, 11:00 م]ـ
هذه ترجمة عالم من علماء زواوة، و من تلاميذ العلامة منصور ناصر الدين المشدالي، الذي جاب حواضر العالم الاسلامي طالبا للعلم ثانيا الركب في مجالس العلم و المعرفة، فعرف العلماء قدره و فضله، ووصل به الأمر الى تعيينه استاذا في ارقى جامعة اندلسية هي الجامعة النصرية بغرناطة.
كنيته و مولده و نشأته:
ابو علي منصور بن علي بن عبد الله الزواوي البجائي التلمساني، نسبة الى احدى قرى زواوة بناحية بجاية التي ولد بها حوالي سنة 710 هـ، و قد اختار له والديه اسم منصور تيمنا باسم علامة بجاية في عصره منصور ناصر الدين المشدالي، حتى يكون وارثه في العلم و الشهرة العلمية.
كان والده أول أساتذته، فحفظ على يديه القرآن الكريم، و علمه ما كان ملما به من العلوم الدينية و الآداب العربية.
طلبه العلم و شيوخه:
ذكر مترجمنا شيوخه و من بينهم والده في البيان الذي قدمه لصديقه لسان الدين الخطيب الذي أورده بنصه في كتابه " الإحاطة في أخبار غرناطة " ج 1 ص 458 – 459، و الذي سنستفيد منه في ترجمتنا هذه، قال متحدثا عن شيوخه: " فمنهم، مولاى الوالد علي بن عبد الله - لقاه الله، الروح والريحان، وأوسعه الرضا والغفران- قرأت عليه القرآن، وبعض ما يتعلق به من الإعراب والضبط " ثم ينتقل ساردا بقية الشيوخ فيقول:
" ثم بعثني [يقصد والده] إلى شيخنا المجتهد الإمام، علم العلماء، وقطب الفقها، قدوة النظار، وإمام الأمصار، منصور بن أحمد المشدالي رحمه الله وقدس روحه، فوجدته قد بلغ السن به غاية أوجبت جلوسه في داره، إلا أنه يفيد بفوايده بعض زواره. فقرأت من أوائل ابن الحاجب عليه لإشارة والدي بذلك إله، وذلك أول محرم عام سبعة وعشرين وسبعماية [721 هـ]. واشتد الحصار ببجاية لسماعنا أن السلطان العبد الوادي ينزل علينا بنفسه، فأمرني بالخروج رحمه الله، فعاقني عايق عن الرجوع إله لأتمم قراءة ابن الحاجب عليه. ثم مات رحمه الله عام أحد وثلاثين وسبعماية، فخص مصابه البلاد وعم، ولف ساير الطلبة وضم، إلا أنه ملأ بجاية وأنظارها بالعلوم النظرية وقساها، وأنظارها بالفهوم النقلية والعقلية "
و أنا هنا افتح قوسا لأعلق على هذا الكلام فأقول، أنظروا يرحمكم الله الى هذا العالم المجاهد منصور بن أحمد المشدالي الذي يعتبر أول من استحضر معه من المشرق كتاب أستاذه الفقيه المالكي ابن الحاجب المسمى بمختصر ابن الحاجب، و قد اثبت له هذه المزية المؤرخ الكبير ابن خلدون هذا أولا، أما ثانيا فهو أن هذا العالم بقي في خدمة الدين الإسلامي و رسالة التدريس و نشر العلم حتى حين قعد به العجز في شيخوخته عن التصدير في حلق الدرس و العلم في المساجد و المعاهد اذ كان يبلغ من العمر نحوا من ست و تسعين سنة (96 سنة) حسب الجملة التي أوردها مترجمنا " واشتد الحصار ببجاية لسماعنا أن السلطان العبد الوادي ينزل علينا بنفسه، فأمرني بالخروج رحمه الله" حيث أن حصار بجاية كان سنة 727 هـ.
إضافة إلى هذا فان كلمات هذا العالم و نصيحته لتلميذه بمغادرة المدينة أثناء الحصار، تشعرنا بأنه كانت بينهما علاقة لا تفرق فيها بين الوالد البيولوجي (إن صح التعبير)، و الوالد المربي رغم تفاوت السن الذي يبلغ الثمانين أو يكاد.
و لنعود الى بقية شيوخه، الاستاذ الثاني الذي أخذ عنه هو و محمد بن يحي الباهلي (ت 743 هـ): من اكبر تلامذة المشدالي في الفقه و الاصول و فنون العربية و غير ذلك، الا انه فاق استاذه في البيان و الاسلوب و الشاعرية و الانشغال بالتأليف، ذكره مترجمنا فقال عنه: " شيخنا المعظم، ومفيدنا المقدم أبو عبد الله محمد بن يحيى الباهلي المعروف بالمفسر رحمه الله، بالطريقة الحاجبية، والكتابة الشرعية والأدبية، مع فضل السن وتقرير حسن، إلى معارف تحلاها، ومحاسن اشتمل حلاها، أخذت عنه جمله من العلوم، وافردني بقراءة الإرشاد "
و من شيوخه أيضا ببجاية:
¥