تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الأندلسيون في تونس]

ـ[هشام زليم]ــــــــ[24 - 05 - 08, 12:21 ص]ـ

من كتاب انبعاث الإسلام بالأندلس للأستاذ علي المنتصر الكتاني رحمه الله. الصفحة 395 - 400.

"اتجه الأندلسيون إلى تونس من شرق الأندلس بنفس الكثافة التي اتجهوا بها إلى المغرب من غربه, واستقر عدد منهم في العاصمة و منطقتها. و ظل الأندلسيون التونسيون يحتفظون بشخصية مميزة أيام الحكم العثماني الذي أعطاهم الحكم الذاتي تحت زعيم ينتخبونه يسمى شيخ الأندلس. و لم تضع الجاليات الأندلسية, التي حافظت على لغاتها العجمية (القطلانية و القشتالية) إلى القرن التاسع عشر, هويتها إلا منذ بداية الإستعمار الفرنسي. و يمكن تقديرعدد التونسيين المنحدرين من أصل أندلسي الأن بحوالي مليون نسمة من مجموع سبعة ملايين, لم يعد يتذكر أصله الأندلسي منهم سوى نسبة ضئيلة, أو حوالي خمسون ألف شخص.

عمل جو العاصمة على صهر السكان أكثر من باقي المناطق التونسية, و لم تحتفظ فيها بذكراها الأندلسية اليوم سوى بعض العائلات العلمية الكبيرة, من أهمها عائلة ابن عاشور التي أعطت لتونس عددا من العلماء و الكتاب و فقهاء المذهب المالكي. فالشيخ محمد الفاضل بن عاشور (1909 - 1970م) , الذي عمل قاضيا للعاصمة و مفتيا للجمهورية و عميدا لكلية الشريعة بجامعة الزيتونة, هو ابن الشيخ محمد الطاهر (1879 - 1973م) الذي كان كذلك قاضيا و أستاذا بالزيتونة, و من أهم إنتاجه العلمي "تفسير التقرير و التنوير" للقرأن الكريم, و كان أول فقيه مالكي اعتلى منصب شيخ الإسلام سنة 1932م الذي كان مقتصرا على فقهاءا لمذهب الحنفي, ابن محمد (1860 - 1920م) , رئيس إدارة الأحباس, إبن الشيخ محمد الطاهر (1815 - 1868م) , أستاذ الفقه و الأداب بجامعة الزيتونة, و في سنة 1851 م عينه أحمد باي قاضيا مالكيا للعاصمة, ثم مفتيا بعد سنة 1861م , ابن العدل محمد بن الشاذلي ابن الشيخ عبد القادر, شيخ طريقة له زاوية في العاصمة, ابن الشيخ محمد بنعاشور (1620 - 1698م) أول قادم من سلا بالمغرب إلى تونس, و مؤسس عائلة ابن عاشور بها.

ولد الشيخ محمد بن عاشور سنة 1030ه (1620م) لوالدين هاجرا إلى سلاك (لا شك سلا الجديدة أي الرباط) من فرنجوش (مقاطعة استرامادورا) , وقد ظل أقرباء له بالعاصمة المغربية حيث توجد عائلة عاشور إلى اليوم. و ذهب محمد بن عاشور إلى الحج, ثم رجع إلى تونس حيث استقر و تزوج و عمل لكسب عيشه في صناعة الشواشي و انضم إلى الطريقة الشاذلية حيث كان يقصد زاويتها المسماة بزاوية الزواوي خارج باب المنارة, و أصبح مريدا للشيخ محمد القجيري. و اشتهر الشيخ محمد بن عاشور بدينه و عفته و حسن أخلاقه, فأصبح شيخا للزاوية بعد وفاة الشيخ الزواوي دون عقب.

اشتهرت في العاصمة التونسية في القرن الثامن عشر شخصيات أندلسية منهامحمد خزندار, المتوفى سنة 1762م, رئيس وزراء الباي حسين بن علي, و قد ذكر مناقبه الرحالة الإسباني فرنسيسكو خيمنيس, كما ذكر أخاه محمد السريري. و لا يعرف اليوم اسم العائلة المنحدرة منهما, غير أن أصلهما من سرقسطة (أراغون القديمة). و منهم الشريف سليمان القسطلي, أصله من قلعة النهر (مقاطعة مجريط اليوم) حيث كانت تسمى عائلته كنطريراش, و قد التقى به خيمنيس. كان من كبار مجاهدي البحر, له مستشفيات في العاصمة و نفوذ كبير. و منهم علي بن عياد و علي قطلينا اللذان كانا من أكبر أغنياء العاصمة. و اجتمع الرحالة خيمنيس بالشيخ عبد القادر بن عاشور و ذكره في رحلته كشيخ طريقة صوفية. و ذكر خيمنيس شخصيات أندلسية أخرى لا زال حفدتها موجودين, منها الحاج مصطفى الباي و علي برغيت و محمد الوزير (مات سنة 1819م) و محمد المشاط (مات سنة 1834م) و علي الشريف (مات سنة 1849م) شيخ الطريقة العيساوية, و غيرهم كبني الحداد و قسطلي و قريذو و التومي و العروصي و سيدا. و تدل هذه الأسماء أن كثيرا من العائلات الأندلسية اتخذت أسماء عربية أو تركية بعد إقامتها في تونس, من بينها اليوم عائلة كشك التي تنتمي إليها عدة تجار و رجال أعمال.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير