تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[العالم المصلح المفتي النحوي المدرس عبد الكريم الفكون]

ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[09 - 06 - 08, 06:23 م]ـ

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

هذه ترجمة لشخصية لجزائرية فذة كانت لها إشعاعات على مستويات عديدة في بلده الجزائر و في غيرها من البلدان الإسلامية، وذلك من خلال لقاءاته أو مراسلاته مع العلماء و الشيوخ و الرؤساء أثناء قيادته لركب الحج الجزائري لمدة تصل إلى عشرين (20) سنة، أو من خلال دروسه و إجازاته، و بالأخص من خلال تآليفه العديدة التي تفصح عن باعه الطويل في العلم واقتداره على ممارسة الكتابة بجدارة واستحقاق. ولقد وظف علمه وقلمه للدفاع عن الشريعة الإسلامية، محارباً لأهل الادعاء والبدع من علماء السلطان و أصحاب المذاهب الكاذبة كالمعتزلة و الخوارج و الروافض، و أدعياء الصوفية الدجالين، منتصراً في كتاباته لأهل الاقتداء والورع.

مولده و نسبه وعائلته:

ولد عبد الكريم الفكون بقسنطينة سنة 988 هـ / 1580 م، و هي السنة نفسها التي توفي فيها جده عبد الكريم بن قاسم الفكون فسمي باسمه، و ينتمي مترجمنا عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم بن قاسم ين يحي الفكون [ويخطأ البعض من مترجميه فيطلقون عليه اسم محمد بن عبد الكريم كما فعل الرحالة المغربي أبي سالم العياشي في " الرحلة العياشية، ج 2، ص. 206 "] لأحد أعرق وأشهر البيوتات العلمية في مدينة قسنطينة: بيت آل الفكُّون، و التي توارث أفرادها منذ عهد بعيد المجد و الرئاسة، و العلم و الصلاح، يرجع أصلها إلى قبيلة تميم العربية، إذ نجد أن أفرادها يتبعون القابهم بهذه النسبة (بني تميم)، و لكن العلامة عبد القادر الراشدي (ت سنة 1194 هـ / 1780 م) الذي كان يشغل منصب مفتي الحنفية والقضاء بقسنطينة في القرن الثاني عشر هجري / أواخر القرن الثامن عشر الميلادي ينكر هذه النسبة و يذكر في آخر صفحة من كتابه " عقد اللآلئ المستضيئة لنفي ظلام التلبيس " أن نسب الأسرة ينتهي الى " فكونة" يقول الراشدي: " .... وأولاد نعمون من توابع الحفاصة من هنتاتة و أولاد المسيح من بني مرداس بن عوف السلمي و أولاد الخيتمي من ختيمة قرية باوراس و أولاد الفقون من فكونة قرية بأوراس ايضا، و لم يتحر نسبهم كمن قبلهم"

و قد اصبحت هذه العائلة في العهود الاخيرة تعرف بعائلة سيدي الشيخ، و لا يزال إلى يومنا هذا أبناء الشيخ الفقون (تغير لقبهم كما تلاحظ الى الفقون بثلاث نقاط فوق القاف، كما ينطق إخواننا المصريين الجيم) في مدينة قسنطينة يتمتعون بنفوذ و جاه كبيرين.

و مهما قيل في أصل هذه العائلة و نسبها فمن المؤكد انها من الاسر العريقة بقسنطينة، اذ تعود في أصولها الى القرن السادس الهجري فمن أجداده المتقدمين الفقيه الأديب ابي علي الحسن بن علي (عمر) الفكُّون القسنطيني، صاحب الرحلة المنظومة التي قام بها من بلدته قسنطينة إلى مراكش أواخر القرن السادس الهجري و مطلعها:

ألا قل للسرى ابن السرى ... إلى البدر الجواد الأريحي

و قد ترجم له الغبريني في " عنوان الدراية " و حلاه بقوله: " و هو من الفضلاء، و كان رفيع القدر، و من له الحظوة و الاعتبار، و كان الأدب له من بابا الزينة و الكمال .... و أصله من قسنطينة من ذوي بيوتاتها و من كريم أروماتها "

و هي العائلة التي اشتهرت بكثرة الأموال و الأملاك الواسعة التي كانت تنفقه في وجوه البر و الإحسان، كما أصبحت تتمتع بنفوذ روحي كبير خاصة بعد تكليفها برئاسة ركب الحج الجزائري إلى الحجاز مع ما يكسبه هذا المنصب من احترام و مكانة في الجزائر و الحجاز و البلدان الاسلامية التي يمر بها، كما كانت لهم في قسنطينة زاوية تحمل اسمهم لاستقبال الضيوف من الفقراء و الغرباء، و إيواء العلماء و الطلاب العالم المصلح المفتي النحوي المدرس كما قلنا سابقا، و لهم أيضا مدرسة مفتوحة لطلبة العلم من كل القطر الجزائري، و حتى من الدول الإسلامية المجاورة، و ممن اشتهر من هذه العائلة و ذاع صيته في الافاق، عبد الكريم الفكون (الجد) (ت 988 هـ) و الذي كان أول من تولى وظيفة الامامة و الخطابة من عائلة الفكون بالجامع الكبير بقسنطينة خلال العهد العثماني بعد سنة 975 هـ، و قد ترجم له حفيده عبد الكريم الفكون في " منشور الهداية " فقال عنه: " كان منشغلا بما يعنيه دينا

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير