تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الامام الداودي]

ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[31 - 05 - 08, 07:36 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

نتعرض اليوم الى ترجمة عالم فاضل، كان مضرب المثل في عصاميتة و الاعتماد – بعد الله سبحانه وتعالى – على جهده وذكائه، فلم يتتلمذ لعلماء أو ائمة مشهورين، بل جد و أجتهد حتى اصبح من العلماء الذين يشار لهم بالبنان، واشتهر خاصة في الحديث الشريف حتى أعتبر شرحه لصحيح البخاري أول (أو ثاني) شرح في الاسلام، وكذلك في الفقه، فكانت اجتهاداته وآرائه محل عناية و اهتمام، انه الامام الحافظ الفقيه الأديب ابو جعفر احمد بن نصر الداودي.

كنيته و اسمه ونسبه:

شيخ الإسلام أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ الدَّاوُدِيُّ الْأَسَدِي، الأموي، الطرابلسي، التلمساني المالكي، من أئمة الحديث الشريف و حفاظه، وأحد فقهاء المالكية المشهورين، ويكني بأبي جعفر, [وكناه الزركلي بأبي حفص وهو غير صحيح، كما ان الحاج خليفة صاحب " كشف الظنون " أخطا في اسم والده حيث سماه بسعيد وهو اسم جده فذكره حين سرده لشراح صحيح البخاري في: (ج 1 / ص 546): أبو جعفر: أحمد بن سعيد الداودي]، إلا أنه قد يقع البعض في الخلط بينه وبين أحمد بن نصر الهواري أبو جعفر (ت319 هـ)؛ وذلك للتشابه الكبير بينهما، إذ أن كنيتهما هي أبو جعفر و لهما نفس اسم الأب أحمد بن نصر، إلا أنهما يختلفان في اسم الجد، إذ أن جد مترجمنا اسمه سعيد، وجد الثاني اسمه زياد، وقد نبه إلى هذا التشابه الإمام برهان الدين ابن فرحون أثناء ترجمته للثاني: أبو جعفر أحمد بن نصر بن زياد الهواري في كتابه: " الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب " فقال في 1/ 46: " .... وفي المالكيين من يشتبه به وهو أحمد بن نصر الداودي متأخر يأتي ذكره ".

مولده ونشأته:

لم اعثر في جميع المصادر التي ترجمت للدادوي عن سنة ولادته، إلا أنها أشارت إلى أنه ولد بمدينة المسيلة وقيل ولد بمدينة بسكرة , وهما مدينتان تقعان في الشرق الجزائري، وكل ما نقلته لنا عن نشأته انه كعادة أترابه ولداته في ذلك الوقت حفظ القرآن الكريم و درس علوم العربية من نحو وصرف و بلاغة، ثم دراسة بعض مختصرات كتب الفقه المالكي، كما هو متعارف عليه عند مدرسي تلك العصور، ولم تذكر أي شئ عن اسرته أو مجتمعه، ثم تجدها تنقل لنا سفره لسبب غير معروف – لعله طلب العلم – الى طرابلس الغرب، حيث سكن و استوطن بها.

شيوخه وعصاميته في طلب العلم:

لقد لاحظت في كل المصادر و المراجع التي قرأت فيها عن حياة الداوي، و كذلك لاحظ جميع المترجمين الذين تعرضوا لتتبع حياة الداودي أنه كان عصاميا حيث انه أعتمد في دراساته على مطالعاته، و جهوده وإرادته الشخصية في حب العلم و التعلم، فكلهم ذكروا انه: " كان درسه وحده لم يتفقه في أكثر علمه على إمام مشهور وإنما وصل بإدراكه "، وليس معنى هذا انه لم يتتلمذ على أي شيخ، بل انني وجدت أسماء ثلاث شيوخ تلقى عنهم،وكتب عنهم، وقد اجازوه بمروياتهم ومؤلفاتهم، و لعلهم يقصدون ب: " كان درسه وحده " أن هؤلاء الشيوخ لم يكونوا في مرتبة أو منزلة العلماء البارزين المشهورين، ومما يؤكد صحة ما ذهبت اليه هذه الحادثة التي أوردها القاضي عياض ومفادها: " وبلغني [أحمد بن نصر الداودي] أنه كان ينكر على معاصريه من علماء القيروان سكناهم في مملكة بني عبيد، وبقاؤهم بين أظهرهم، وأنه كتب إليهم مرة بذلك. فأجابوه: ((أسكت لا شيخ لك))، أي لأن درسه كان وحده، ولم يتفقه في أكثر علمه عند إمام مشهور، وإنما وصل الى ما وصل بإدراكه، ويشيرون أنه لو كان له شيخ يفقهه حقيقة الفقه لعلم أن بقاءهم مع من هناك من عامة المسلمين تثبيت لهم على الإسلام، وبقية صالحة للإيمان، وأنهم لو خرج العلماء عن إفريقية لتشرّق من بقي فيها من العامة الألف والآلاف فرجحوا خير الشرين، والله أعلم".

كما نقل الإمام الونشريسي عن القاضي عياض أيضا قوله: "بأن الداودي مقارب المعرفة في العلوم وأن علمه كان بنظره واجتهاده، وغير متلق عن الشيوخ وقد عابه بذلك أهل زمانه"، ولعله يقصد بذلك أهل القيروان الذين سبق ذكر قصتهم مع الداودي.

على كل حال ها هي ترجمة قصيرة لهؤلاء الشيوخ الثلاثة:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير