تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الامام المحدث المؤلف المشارك أحمد البوني]

ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[03 - 06 - 08, 07:42 م]ـ

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

ترجمتنا هذه تهدف إلى التعريف بعالم من علمائنا الذين اشتهروا بثقافتهم الواسعة و المتنوعة وخاصة في علم الحديث الشريف رواية و دراية، وهو واحد من مشاهير الكُتّاب وأكثرهم خصباً وإنتاجاً في أواخر القرن الحادي عشر وأوائل القرن الثاني عشر للهجرة.

كنيته و مولده و أسرته:

أبو العباس أحمد بن قاسم بن محمد ساسي التميمي البوني، وُلد ببونة (و هي المدينة المعروفة الآن بعنابة و تقع في أقصى شرق الجزائر) سنة (1063ه‍ /1653م)،. نشأ في أسرة ميسورة الحال، معروفة بعراقته في العلم و المعرفة و حتى بالتصوف، فقد كانت عائلتُه حسب ما ذكره في كتابه ((الدرة المصونة في علماء وصلحاء بونة)):" ... تنتمي إلى مجموعة بشرية واسعة مُمتدّة غرباً إلى نواحي قسنطينة، وشرقاً إلى نواحي الكاف وباجة، حيث أخذت العلم من هذه النواحي"، و هو تميمي النسب، كما كان يضيف ذلك إلى إسمه في الكتب و المخطوطات التي خطها بيديه.

كما أن أسرة البوني اشتهرت بأنها كانت على علاقة طيبة ووطيدة مع العثمانيين سواءا الباشاوات في الجزائر العاصمة، أو بايات الشرق الجزائري، كما ساهمت هذه الأسرة مثل الكثير من الأسر العلمية الجزائرية في الإنتاج العلمي و الفقهي أيضا مساهمة واضحة.

طلبه العلم و شيوخه:

في بونة بدأ تعليمه على يد والده قاسم بن محمد البوني الذي كان من علماء بونة (عنابة) المشهورين بالتقوى و الصلاح، درس في جامعها التفسير و الحديث و بعض الفقه، وجدّه محمد بن إبراهيم ساسي البوني [الذي أخذ عنه الحديث بالدرجة الأولى، و لما كان جده قد جمع بين الفقه و التصوف،حيث ابتلي بدخوله وتقليده للطرق الصوفية فهو من أبرز مرابطي و علماء القرن الحادي عشر في عنابة، وقد اشتهر بالفقه و التصوف حتى أصبح، كما يقول معاصره عبد الكريم الفكون في " منشور الهداية ": (( ... مسموع القول عند الخاصة و العامة) و قد ذكر مترجمنا و أعترف بأن جده هذا قد أثار بعض علماء الوقت ضده لمبالغته في التصوف و إستعمال بعض الطرق غير السليمة لجلب المال و أضاف قائلا عنه: " إن الفقه و التصوف قد غلبا على جدي ((حتى إمتزجا فيه))،ثم عدد له بعض التأليف التي لا تخرج عن التصوف]

و قد ساح البوني طويلا و طلب العلم في تونس و المغرب و في مصر، و لا سيما مدينة رشيد التي إلتقى بعلمائها و أجاز فيها حسن بن سلامة الطيبي في الحديث. كما سافر الى الحجاز و استقر هناك فترة بعد ادائه لفريضة الحج يتصل بشيوخ الحجاز و العلماء الذين يقصدون البقاع المقدسة من مختلف اقطار العالم الاسلامي ليأخذ منهم و يستفيد مما لديهم من علوم و معرفة و خاصة الحديث الشريف، وقد كتب عن رحلته الحجازية كتاب هو في حكم المفقود سماه (الروضة الشهية في الرحلة الحجازية).

شيوخه في علم الحديث الشريف:

لقد جعلت عنوانا خاصا لشيوخه في الحديث الشريف نظرا لما عرف عنه من عنايته بهذا العلم الشريف و رحلاته و أسفاره المتعددة لطلبه و أخذه من أفواه و مجالس شيوخ وعلماء هذا الفن في مختلف البلدان و الأصقاع، و يظهر ذلك كذلك من خلال التأليف في هذا الميدان (سأذكرها بعد حين، إلى جانب ثبته و فهرسته و إجازاته) إضافة الى المجالس التي كان يعقدها لرواية وشرح الصحاح الستة و الموطأ، كلها تدل على الاهتمام الكبير الذي كان يوليه للحديث الشريف رواية و دراية حتى لقب بالمحدث والمسند والجماع والمطلع و غيرها من الألقاب و الأوصاف التي حلاه بها مترجموه و معاصروه و تلاميذته.

إن مصادر شيوخ أحمد البوني في علم الحديث هي كتبه و مؤلفاته، حيث تعرض لذكرهم في عدة مناسبات، ومن هذه المؤلفات:

- الرحلة الحجازية المسماة ب (الروضة الشهية في الرحلة الحجازية)

و قد عددهم فبلغوا اثنين و عشرين شيخا من تونس و مصر و الحجاز، و هذه الرحلة هي التي نصح إبنه الناس بالإطلاع عليها لأن ((فيها طرفا و ظرفا)).

أ - الألفية الصغرى المعروفة بإسم (الدرة المصونة في علماء وصلحاء بونة)، وقد خصص الباب الرابع منها لتعداد شيوخه في علم الحديث الشريف و قسم الباب الى ثمانية فصول كالتالي:

- الفصل الأول لذكر شيوخه المغاربة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير