[فارس الشدياق، عالم اللغة النصراني الذي اعتنق الإسلام]
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[21 - 06 - 08, 07:30 ص]ـ
ولد فارس بن يوسف بن منصور الشدياق في عشقوت من قرى كسروان بلبنان سنة 1219 (1804م)، من أسرة مارونية، انتقل والده إلى قرية الحدث على مقربة من بيروت، فترعرع فيها وتعلّم في مدرسة عين ورقة، ولمّا مات والده انكَبَّ على المطالعة واحترف مهنة نسخ الكتب.
سافر إلى القاهرة ليكون أستاذ اللغة العربية عند رجال البعثات الأميركيين، وهناك انكَبَّ على دراسة اللغة العربية، وعهد إليه بتحرير جريدة الحكومة الوقائع المصرية، ثم ذهب إلى مالطة بناءً على طلب المدرسين الأميركان، ولبث في تلك الجزيرة أربع عشرة سنة يعلم في مدرسة هؤلاء ويصحّح مطبوعات طبعتهم.
ثم طلبته وزارة الخارجية الإنكليزية من حاكم مالطة ليعاون الدكتور لي على ترجمة التوراة، فلبّى طلبها، ومكث في لندن عشر سنوات تعرّف خلالها بأكبر علماء أوروبة وأدبائها هناك، (وسافر إلى تونس سنة 1274/ 1857م)، وفي تونس غمره الباي بنعمه وقلّده مديرية المعارف ورئاسة تحرير جريدة الرائد التونسي.
وفي غمرة هذه النعم، أعلن فارس الشدياق إسلامه وأضاف إلى اسمه أحمداً وتكنّى بأبي العباس، واستدعاه السلطان عبد المجيد العثماني بواسطة الباي، وعهد إليه إدارة المطبعة السلطانية، (دُعِيَ إلى الآستانة فأقام بضع سنوات، ثم أصدر بها جريدة الجوائب سنة 1277، فعاشت 23 سنة، وتوفي بالآستانة /الأعلام 1 - 193).
وزار أحمد الشدياق القاهرة، فأكرمه الخديوي توفيق، ثم عاد إلى العاصمة العثمانية وتوفي فيها سنة 1304 (1887م)، ثم نُقِل جثمانه إلى لبنان وصُلِّيَ عليه بالجامع العُمَري الكبير ببيروت، ودُفِن على مقربة من الحدث في محلة الحازمية على جانب الطريق بين بيروت ودمشق،رحمه الله رحمةً واسعة وأدخله فسيح جنّاته.
من مؤلفاته: كنز الرغائب في منتخبات الجوائب في سبع مجلدات، اختارها ابنه سليم من مقالاته، كشف المخبا عن فنون أوروبا، اللفيف في كل معنى ظريف، سر الليال في القلب والإبدال، الساق على الساق فيما هو الفارياق، وغيرها.
المصدر: معجم المؤلفين (1641) لعمر كحالة.
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[30 - 05 - 10, 09:43 ص]ـ
يُرفَع للفائدة.
ـ[القاسم بن محمد]ــــــــ[30 - 05 - 10, 10:25 ص]ـ
شكراً لكم.
قرأت عنه مرة أنه كان لا يؤمن بالوحي، هل هذا صحيح؟
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[31 - 05 - 10, 12:32 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو الطيب أحمد بن طراد]ــــــــ[31 - 05 - 10, 01:37 ص]ـ
هذه ترجمة كتبتها له منذ مدة، وفيها بعض مؤلفاته والتعقيب عليها:
الشدياق
(1219 - 1304 هـ = 1804 - 1887 م)
هو: أبو العباس أحمد فارس بن يوسف بن منصور جعفر بن فهد الشدياق (*).
قال الزركلي: "عالم باللغة والأدب ". (1)
وقال كحالة: " أديب، لغوي ". (2)
وقال الباباني: " الأديب اللغوي صاحب جريدة الجوائب ". (3)
وقال ادوارد فانديك: " الأديب الشاعر اللغوي الكاتب البليغ". (4)
وقال في الموسوعة العربية العالمية: " لغوي صحفي لبناني ". (5)
ولقبه الأستاذ أبو محمد مارون عبود بـ " صقر لبنان " (6).
قال عنه المستشرق جب: " أحد الأبطال العظام المدافعين عن الإسلام" (7).
قال الأستاذ محمد الجوادي عنه: " [كان] داعية إلى بعث المجد العربي والإسلامي كالأفغاني وإلى الأخذ بالتمدن الإسلامي كمحمد عبده" (8).
وقال الأستاذ عجاج نويهض: " هو نيزك لبنان في القرن التاسع عشر" (9).
وذكر عنه السندوبي أنه بهر في شيخوخته أفاضل الأدباء بـ:
" حضور ذهنه، وتوقد ذكائه، وحلاوة سمره، ورقة حاشيته، ورشيق عبارته" (10).
وقال الأستاذ أنور الجندي عنه: " قريع الدهر في علم الأدب العربي ".
(موسوعة مقدمات العلوم والمناهج للأستاذ أنور الجندي، صـ 28،ج4).
ووصفه شقيقه طنوس الشدياق بأنه: " عاقلاً، شجاعاً، لا يهاب أخطار الحرب، حاد المزاج، ديّناً، مستقيماً، كريماً، كثير المطالعة ".
(أخبار الأعيان في جبل لبنان، ج 1،صـ 137).
* قال فيليب دي طرازي: " من سلاسة المقدم رعد بن المقدم خاطر الحصروني الذي تولى جبل كسروان سبعاً وثلاثين سنة في أوائل القرن السابع عشر (11) ".
* ولد في قرية عشقوت ـ من قرى كسروان بلبنان ـ وأبواه مسيحيان مارونيان سمياه فارساً.
¥