تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

2 ـ وقد مَدَحه الشاعرُ بأنَّه: أرفع بيت في نزار بن وايل ... ، وأنَّه: أمير بني وهب ... ، وهذه أوصافٌ لمِلْحِم بن مَزْيَد حقيقةً. أمَّا "مِلْحِم المفيز" الذي ذَكَرَه الحزيمي ـ إنْ كان له وجودٌ فعلاً! ـ فهل كان أميراً على بني وهب؟!!

3 ـ والقصيدةُ تتحدَّثُ عن حروبِ هذا الممدوحِ وجَرِّه للسَّرايا وقَهْرِه لأعدائِه من الأعرابِ وشجاعتِه ونَجْدتِه ... ، فهل هذه الأوصافُ تَصِحُّ لرجالٍ من القُرَى وإنْ كانوا كراماً من أعيانِ بَلْداتِهم؟!!

4 ـ والشاعرُ يَذْكُر أنَّ دَيْنَه عند (المحينات)، ولَمْ يَعْرِف الصويان والحزيمي هؤلاءِ فتجاهلا ذِكْرَهم! وهي دليلٌ ساطعٌ على أنَّ الممدوحَ هو مِلْحِم بن مَزْيَد شيخُ المنابهة؛ فالمحينات عشيرةٌ من الحسنة من المنابهة. (انظر: أصدق الدلائل 843)

5 ـ أمَّا الخَلْطُ بين (ولد حمد عيسى المويسي) و (مِلْحِم بن مَزْيَد) وجَعْلُهما رجلاً واحداً ـ كما قال الصويان ـ فهذا مخالفٌ للواقعِ التَّاريخيِّ ولا يَسْتقيم مع سياق القصيدة؛ فالشاعرُ يقولُ:

رحايل مهموم تواما لكنها = عراجين غين زل ميقات لينها

ولد حمد عيسى المويسي الذي كان (له) = مذاهب نزهات عن أشيا تشينها

إلى مِلْحِم وافي الذمام ابن مَزْيَد = ومن حاش من جل المعاني ثمينها

فالمويسي هو المهموم الذي حَمَلَتْه رحائلُه إلى مِلْحِم بن مَزْيَد وافي الذِّمام، فيكون المويسي هو رسولُ الشاعرِ إلى الممدوح، وقد يكون المويسي هو صاحبُ الدَّيْنِ والشاعرُ إنَّما قال هذه القصيدةَ على لسانِه.

6 ـ أمَّا قول الحزيمي إنَّ ابن مَزْيَد في هذه القصيدة ليس من بني وهبٍ ولكنَّه من آل عثمان بن حمد شيوخ المجمعة في زَمَنِ الشاعرِ ... فهذا تَلْفيقٌ؛ فمَزْيَدُ الذي يَنْتسِبُ إليه آل مَزْيَد في المجمعة هو مَزْيَد بن حمد بن عثمان بن حمد بن علي بن سيف، مَذْكورٌ في رئاسة المجمعة سنة 1237 هـ و1239 هـ ... فكيف تكون ذُرِّيَّتُه منتشرةً في القرن الثاني عشر منهم مِلْحِم آل مَزْيَد؟!! ـ هذا إنْ صَحَّ وجودُ مِلْحِم في آل مَزْيَد من آل عثمان!! ـ.

فالصَّحيحُ ـ إنْ شاء الله ـ:

أنَّ الممدوحَ هو مِلْحِم بن مَزْيَد شيخ المنابهة من عنزة، جَدُّ المِلْحِم شيوخ المنابهة.

والله أعلم

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير