هاجر إلى بلاد الشام و تولى مشيخة الصخرة بالحرم القدسي و مشيخة المالكية بدمشق, وعرض عليه القضاء فرفض, توفي بدمشق سنة 685ه عن 84سنة. ومنهم أبو بكر محمد بن أحمد الوائلي (من شريش) , رحل إلى الإسكندرية وبغداد, ثم انتقل إلى الشام حيث ولي مشيخة المدرسة بالقدس و مشيخة الرباط الناصري بالجبل, وأقام في دمشق يفتي و يدرس, كان أحد أئمة العربية و اتلفقه و التفسير و الأصول, توفي بدمشق سنة 685ه, و منهم الإمام المحدث الزاهد زكي الدين أبو إسحاق إبراهيم بن عبد العزيز (من لورة من أعمال إشبيلية) , سمع بمصر و دمشق و حلب و أفتى و درس, وهو أول من باشر بظاهرية دمشق مشيخة الحديث, توفي بدمشق سنة 678ه عن نيف و سبعين سنة. ومنهم الشاعر النحوي أبو الوليد نحند بن الجنان (من شاطبة) , قصد مصر و دمشق و حلب, توفي بدمشق حوالي سنة 690ه و دفن بسفح جبل قاسيون. ومنهم أبو عبد الله محمد بن نوح (من إشبيلية) , حصل على الكثير في علم القرأن و الادب و له نظم و نثر, جال الأقطار المغربية و المشرقية و استقر بدمشق حيث توفي سنة 699 ه عن 68سنة.
و من أندلسيي القرن الثامن الذين هاجروا غلى بلاد الشام الإمام المقرئ الزاهد أبو عبد الله محمد بن غصن (من الجزيرة الخضراء) , كان عارفا بمتون الحديث و أحكامه, أقرأ القرأن بمكة و المدينة و القدس, وله مصنفات في القراءات, توفي ببيت المقدس سنة 723ه عن سن عالية. ومنهم أبو عبد الله بن جابر الضرير (من المرية) , صاحب بديعية العميان, له أمداح نبوية كثيرة و تأليف منها " شرح ألفية بن مالك" و ديوان شعر, دخل مصر و الشام و استوطن حلب و بها توفي في أواخر القرن الثامن. و منهم رفيقه أبو جعقر الألبيري (من ألبيرة) , له كذلك نظم بديع و تأليف جمة منها " شرح لبديعية ابن جابر", توفي بحلب أواخر القرن الثامن.
و انتقل إلى بلاد الشام, خاصة الساحب اللبناني و دمشق و بيت المقدس, جم غفير من الأندلسيين بعد سقوط غرناطة أيام الدولة المملوكية, وبعد طرد سنة 1609م أيام الدولة العثمانية, كما انتقلت إليها عائلات أندلسية من المغرب و الجزائر و تونس. غير أن ذكرى الأندلس لم تبق إلا في بعض هذه العائلات , منها بدمشق علئلة الألشي, نسبة إلى الش بمقاطعة لقنت, و المالقي, نسبة إلى مالقة, وبحلب عائلة بلانكو و منها مفتي الجمهورية السورية السابق, و غيرها من العائلات. و تستحق العائلات الأندلسية ببلاد الشام دراسة خاصة عبر الوثائق العثمانية."