وقد نظم المحاسني في هموم الأمَّة العربية وقضاياها، وفي الملاحم، وقد بلغت قصائده من الشَّعر الملحمي إحدى وعشرين قصيدة، وفي الإخوانيات، وهي الأبيات التي تبادلها مع أصدقائه من الأدباء والشُّعراء.
ومن شعره إثر نكبة فلسطين:
ما هُزمنا لكي نموت ونفنى ونبكّي الحياةَ إنْ نحن عشنا
نحن قومٌ ما نام فينا على الضَّيـ ـم أبيٌّ ولا على الدَّهر هُنَّا
كفكف الشِّعر عن مراثي فلسطـ ـين فشعر الدِّماء أبقى وأغنى
غدُنا المرتجى كما رمتُ آتٍ بنضالٍ سيغسل العار عنَّا
ويمتاز شعر المحاسني بالنَّبرة الصَّادقة، والصِّدق في التَّعبير دونما تكلُّف أو تصنُّع في صياغة العبارة واختيار الألفاظ، يقول في قصيدته (نسيم لبنان):
يا نسمة الصُّبح من لبنان ما صنعتْ لك الشَّوامخ من شفَّاف أبرادِ؟
مررتُ بالعطر فاهتاجت مباسمُه وراح في الرَّكب لا دربٌ ولا حادي
ويكشف شعرُ المحاسني عن أسلوبٍ مشرقٍ؛ ينمُّ عن رصانة الطَّبع وصفاء النفس وشرف الخلُق، فضلاً عن الرَّزانة، يقول في قصيدة (أنطلياس):
أبيتاً بدا في قمَّة الصَّوت، غنِّني مغانيكَ ضمَّتْ كلَّ لحنٍ مرقرقِ
وقفتُ على نبعيْكَ ظمآنَ من غدٍ سيملؤني شوقاً لحلمٍ مزوَّقِ
وقد حالت ظروفٌ قاهرةٌ دون طبع ديوان المحاسني، وتوزَّع إنتاجه الشِّعري على صفحات عددٍ كبيرٍ من المجلات والصُّحف البارزة، وكان على رأس تلك الظُّروف مرض زوجته الأديبة وداد سكاكيني، ويسعى أبناؤه لإنجاز هذا العمل ليوضع ديوان المحاسني بين أيدي الباحثين والدَّارسين.
المحاسني ناثراً:
بدأ المحاسني بكتابة المقال منذ أن كان مدرِّساً في مدرسة التَّجهيز الأولى بدمشق، وفازت إحدى مقالاته حينئذ بالجائزة الأولى في مسابقة نظمتها مجلة (الحديث) السورية سنة 1936م، وكانت بعنوان (من هو أكبر أديب عربي معاصر).
واستمرَّ المحاسني في كتابة المقال وهو يدرِّس في كلية الآداب بالجامعة السُّورية.
وقد نُشرت مقالاته في عددٍ من المجلاَّت والصُّحف العربية، ومنها: مجلَّة (الحديث) الحلبية، مجلَّة (الأمالي) البيروتية، مجلَّة (الأديب) البيروتية، مجلَّة (المجلَّة) المصرية، مجلَّة (المعلم العربي) السُّورية، مجلَّة (الرِّسالة) اللُّبنانية، مجلَّة (المعرفة) السُّورية، مجلَّة (قافلة الزيت) السُّعودية، مجلَّة (الكتاب) المصرية، مجلَّة (دعوة الحق) المغربية، مجلَّة (الأقلام) العراقية، مجلَّة (رابطة العالم الإسلامي) التي تصدر عن رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، جريدة (الصباح) اللُّبنانية، جريدة (الأحد) اللُّبنانية، جريدة (المدينة المنورة) السُّعودية.
وفاته:
توفي المحاسني يوم الخميس الثالث والعشرين من آذار سنة 1972م، وهو لم يتجاوز الثالثة والسِّتين من عمره، وقد رثاه الأدباء والشُّعراء ورجال العلم والفكر، وعبَّروا عن حزنهم لفقد علمٍ من أعلام الأدب المعاصر في الوطن العربي.
وتقديراً لفضله على الجيل كأديبٍ ومربٍّ، قرَّرت محافظة دمشق تسمية السَّاحة المجاورة لجامع الإيمان في حي المزرعة بمدينة دمشق باسم الدكتور زكي المحاسني.
تعريف بمؤلَّفاته:
فيما يلي مسردٌ بأهمِّ أعمال الدكتور زكي المحاسني مع تاريخ النَّشر:
1 - أبو العلاء المعري ناقد المجتمع، 1945م.
2 - شعر الحرب في أدب العرب في العصرين الأموي و العباسي إلى عهد سيف الدَّولة، 1947م.
3 - النُّواسي شاعرٌ من عبقر، 1970م.
4 - ديوان (الشَّريف العقيلي) تعليق وتحقيق لمخطوط، 1965م.
5 - المتنبي، 1956م، 1968م، 1970م.
6 - إبراهيم طوقان شاعر فلسطين، 1959م، 1962م.
7 - دراسات في تاريخ النَّهضة العربية المعاصرة، بالاشتراك مع شفيق غربال وأحمد عزَّت عبد الكريم، وبديع شريف، 1958.
8 - نظراتٌ في أدبنا المعاصر، 1962م.
9 - أحمد أمين، 1963م.
10 - عبد الوهاب عزَّام، 1968.
11 - الأدب الديني، 1970م، 1988م.
12 - أساطير ملهمة، 1971م.
13 - الشَّاب الظَّريف، 1973م.
14 - عباقرة الأدب عند العرب، 1995م.
15 - أقاصيص العرب، 2000م.
16 - الأدب العربي المعاصر،1960م. كتاب مدرسي.
17 - في التَّراجم والنقد،1960م. كتاب مدرسي.
18 - قراءاتٌ أدبيةٌ مدرسيٌة وتحليلية،1960م. كتاب مدرسي.
19 - ديوان شعره، تحت الطبع.
20 - دراساتٌ في اللُّغة العربية والمعاجم، تحت الطبع.
21 - نشيد الإنشاد، تحت الطبع.
المرجع:
كتاب (زكي المحاسني، المربِّي الأديب والشَّعر النَّاقد)، تأليف: سناء زكي المحاسني، وهو الكتاب رقم (23) في سلسلة: (علماء ومفكرون معاصرون، لمحات من حياتهم وتعريف بمؤلفاتهم) التي تصدرها دار القلم بدمشق، الطبعة الأولى، 1425هـ - 2004م.
الرابط ( http://www.alukah.net/articles/1/3259.aspx)