تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و عدد الخدم و القومة و المؤذنين فيه في زمن الخلفاء و أيام المنصور محمد بن أبي عامر ثلاثمائة رجل, وعدد قومته في أيام الفتنة سبعة و ثمانون رجلا, و ليس بالأندلس و لا في بلاد الإسلام جامع أكبر منه.

و صنع في القبة التي في وسط الجامع حيث كان المحراب القديم ثرية عظيمة دورها خمسون شبرا تحتوي على ألف كأس و أربعة و ثمانين كأسا مموهة كلها بالذهب.

و تحتوي ثريات الجامع كلها بين صغار و كبار و التي بالقباب التي أمام الأبواب على عشرة آلاف و ثمانمائة و خمسين كأسا لها من مشك الرصاص في كل سنة وزن ستة عشر ربعا.

و صنع في أعلى منار الصومعة الكبرى ثلاث رمانات, دور كل رمانة منها ثلاثة أشبار ونصف, اثنان منها من ذهب إبريز و الثالثة فضة قبلها و فوقها سوسنة قد سدست من فوقها رمانة من ذهب صغيرة على رأس البرج, و هي أحد غرائب الأرض.

و من أبواب الجامع المذكور ثلاثة أبواب لا يدخل عليها إلا النساء و هي من أبواب الجوف.

و كان بالجامع المذكور في بيت منبره مصحف أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه الذي خطه بيده, عليه حلية من ذهب مكللة بالجوهر و الياقوت, و عليه أغشية الديباج , وهو على كرسي من العود الرطب مسمر بمسامير الذهب.

و كان للجامع في يوم كل جمعة رطل عودو وربع رطل عنبر يتبخر به.

و صنع إلى جوانب الجامع من جهة المشرق و من جهة المغرب و من الجوف ثلاث ساقيات, في كل ساقية عشرون بيتا للتصرف, وفي صحنها صهريج, و في وسطه فوارة من الماء المعين, وتم ذلك كله بالبناء في سنة تسعين و ثلاثمائة. (2)

3 - مخطط لجامع قرطبة قبل سقوطه بيد النصارى سنة 1236م.

http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/0/0a/Mezquita_planta_antes_1236.jpg

* اللون الاصفر و ما والاه بالأبيض من جهة اليمين: الجامع كما بناه أول مرّة عبدا لرحمان الداخل رحمه الله.

* اللون الأخضر: توسعة عبد الرحمان الأوسط.

* اللون الأزرق: توسعة الحكم الثاني و هو باني المحراب الذي لازال يبهر زوّار الجامع إلى يوم الناس هذا.

* أقصى اليمين في الأعلى باللون الأبيض: توسعة عبد الرحمان الناصر و هو باني منارة الجامع و التي توجد اليوم داخل منارة الأجراس الحالية التي بناها النصارى

* اللون الوردي و أقصى اليمين في الأسفل باللون الأبيض: زيادة المنصور بن أبي عامر.

http://pagesperso-orange.fr/liltroll-silvara.webpage/images/spain/cordoba/mosque/mosqueC3.jpg منارة الجامع الأصلية تقع داخل برج الأجراس هذا

4 - مناقب جامع قرطبة الأعظم

لعب الجامع الأعظم دورا مهما في رفع مكانة قرطبة في العالم بأسره خلال العهد الإسلامي, فقد كان مقصد طلاب العلم الديني و الدنيوي مسلمين و كفارا , و فيه تلقى بابوين للكنيسة الكاثوليكية تعليمهما.

يقول المقري في نفح الطيب: و اعلم أن لعظم أمر قرطبة كان عملها حجة بالمغرب, حتى إنهم يقولون في الأحكام, هذا مما جرى به عمل قرطبة (3)

و نقل مؤرخ الدولة الموحدية عبد الواحد المراكشي في مناقب الجامع: وحكى أبو مروان بن حيّان –رحمه الله- في أخبار قرطبة أن الحكم لما زاد زيادته المشهورة في الجامع, اجتنب الناس الصلاة فيها أياما, فبلغ ذلك الحكم, فسأل عن علته, فقيل له إنهم يقولون: ما ندري هذه الدراهم التي أنفقها في هذا البنيان من أين اكتسبها. فاستحضر الشهود و القاضي أبا الحكم المنذر بن سعيد البلوطي, و استقبل القبلة و حلف باليمين الشرعية التي جرت العادة بها ما أنفق فيه درهما إلا من خُمس المغنم. و حينئذ صلى الناس فيه لما علموا بيمينه؛ و من الخمس أيضا كان أبوه بناه؛ و زاد فيه أبو عامر محمد بن أبي عامر زيادة أخرى من هذه النسبة؛ فهو مسجد لم ينفق فيه درهم إلا من خمس المغنم؛ و هو معظّم القدر عند أهل الأندلس, مبارك, لا يصلي في أحد و يدعو بشيء من أمر الدنيا و الآخرة إلا استجيب له؛ فقد عُرف ذلك من أمره و اشتهر.

و حكى غير واحد أن الأدفنش –لعنه الله – لمّا دخلها في شهور سنة 503 هجرية, دخل النصارى في هذا المسجد بخيلهم, فأقاموا به يومين لم تبُل دوابهم و لم ترُث حتى خرجوا منه؛ و هذه الحكاية مما تواتر عندهم و استفاض بقرطبة. (4)

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير