- قال عنه الإمام جلال الدين السيوطي كما ذكرناه في المقدمة: " اتسعت معارفه، وبرز على أقرانه بل وعلى مشايخه، وشاع ذكره، وملأ اسمه الإسماع، وصار كلمة إجماع، وكان أعجوبة الزمان، في الحفظ والفهم والذكاء وتوقد الذهن " ((نظم العقبان في أعيان الأعيان: 1/ 160)).
- وترجم له في ((بغية الوعاة)) فحلاه هكذا: " أبو الفضل المغربي المشدالي العلامة. أحد أذكياء العالم؛ اشتغل بالمغرب، وقدم في حياة والده، وأقرأ بمصر وغيرها، وأبان عن تفنن في العلوم فقها وأصولا وكلاما ونحوا وغير ذلك، وأخذ عنه غالب طلبة العصر "
((جلال الدين عبد الرحمن السيوطي بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة:2/ 247)).
- لقيه الإمام السخاوي في مصر وقد خصه بترجمة وافية في كتابه الضوء اللامع ومما قاله: " وقد حصلت بيننا اجتماعات وصحبة ورأيت منه من حدة الذهن وذكاء الخاطر وصفاء الفكر وسرعة الإدراك وقوة الفهم وسعة الحفظ وتوقد القريحة واعتدال المزاج وسداد الرأي واستقامة النظر ووفور العقل وطلاقة اللسان وبلاغة القول ورصانة الجواب وغزارة العلم وحلاوة الشكل وخفة الروح وعذوبة المنطق ما لم أره من أحد " ((الإمام السخاوي الضوء اللامع: 9/ 180)).
- وقال عنه الإمام ابن شاهين: "هذا الرجل لا ينبغي أن يحضر دروسه إلا حذاق العلماء" ((الإمام السخاوي الضوء اللامع: 9/ 182)).
- وقال عنه ابن الهمام: " سألته عن مسألة في أواخر الأصول فأجابني عنها بأجوبة من لو طالع عليها ثلاثة أشهر لم يجب فيها بمثله" ((الإمام السخاوي الضوء اللامع: 9/ 182)).
- وعن الشهاب الأبدي أنه كتب لوالد صاحب الترجمة: " أن الله خول سيدنا وملاذ أنسنا أبا الفضل ولدكم الأسعد من الفتوح الإلهية والمنن الربانية مما امتحنه صالح دعائكم وحسن طويتكم واعتقادكم أن جعله الله بحراً لعلوم زاخرة وعنصراً لفضائل فاخرة ومحاسن متوالية متضافرة فكم أبدى من دقائق خضعت لها الرقاب ونفائس هامت بها ذوو الألباب ومباحث شريفة كشفت دونها الحجاب فأبكت ذوي العقول وحج أصحاب المعقول والمنقول فدانت له المملكة المصرية والأقطار الشامية والبلاد القاصية والدانية فحاز الرياستين وقام بالوظيفتين فالرؤساء حول دياره مخيمون وعظماء المذهب بفناء منزله محومون فالوصف يقصر عما هو فيه أبقى الله وجوده وزاد في معاليه". ((الإمام السخاوي الضوء اللامع: 9/ 182)).
- قال عنه أستاذه العلامة المفسر المحدث ابن مرزوق لما قدم عليه تلمسان:" ماعرفت العلم حتى قدم علي هذا الشاب [بقصد أبو الفصل المشدالي] فقيل له كيف؟ قال: لأني كنت أقول فيسلم لي كلامي فلما جاء هذا الفتى شرعت أتحرز وانفتحت لي أبواب المعرفة ". ((التنبكتي 2/ 224.الترجمة رقم 661)).
- قال عنه الإمام الفقيه الرحالة القلصادي في رحلته: " وقع اجتماعنا في مصر بصاحبنا الفقيه الإمام الفذ في وقته ذي العلوم الفائقة و المعاني الرائقة، أبى الفضل المشدالي لم أر مثله في تحصيل العلوم و تحقيقها، أخذ في كل علم بأوفر نصيب وضارب فيه بسهم مصيب، وتذكرنا أزمانّا مضت لنا بتلمسان فيا لها من ليال و أيام مع سادات أعلام:
أحاديث أحلى في النفوس من المن ... وألطف من مر النسيم إذا سرى
((رحلة القلصادي صفحة 127)).
- أما بلديه الرحالة أبو عصيدة البجائي فقد خصه بترجمة في رسالته: " رسالة الغريب إلى الحبيب " حلاه فيها ب: " الشيخ الإمام سيد فقهاء الإسلام ذي المفاخر العلمية و الغرائب الحكيمة و المحاسن الجليلة الأدبية، و النكت الرائقة الزكية، السيد الفقيه الجليل، الخطيب الرحلة الشهير الحسب شيخ شيوخ الإسلام، الولي الصالح سيدي و مولاي أبو عبد الله محمد المشدالي ابن السادات الأئمة العلماء"
ومدحه بقصيدة منها هذه الأبيات:
بحار علوم زاخر متوفر ... عليم و في شانيه جهل مركب
عجائب ما قد حازها متعمم .... فحقق و دع قول الذي يتعصب
مسدد آراء جلا كل شبهة ... مفتح أبواب لمن جاء يطلب
((أبو عصيدة البجائي " رسالة الغريب إلى الحبيب " صفحة 22)).
جدل العلماء حوله:
¥