تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ابن البنا في الحساب وتلخيص المفتاح والديوان لامرئ القيس وللنابغة الذبياني ولزهير بن أبي سلمى ولعلقمة الفحل ولطرفة بن العبد" ((الإمام السخاوي الضوء اللامع: 9/ 180)).

ثم أقبل على التفهم فبحث النحو والصرف والعروض والمنطق والأصول والميقات والأصلين والمعاني والبيان وعلوم الشرع التفسير والحديث والفقه على أبيه وأخيه وغيرهم من شيوخ منطقة زواوة (مشدالة وبجاية).

رحلته في طلب العلم وتدريسه:

بعد أن نهل من معين علماء منطقته، شد الرحال أول سنة 840 هـ إلى مدينة تلمسان التي كانت تعج بالعلم و العلماء، فهي إحدى حواضر العلم و الثقافة في عصره، فأخذ عن علمائها ومشايخها العلوم النقلية والعقلية، ومنها علوم القرآن الكريم والتفسير، والحديث الشريف، والفقه، والجبر والمقابلة والهيئة وجر الأثقال والتقاويم والميقات بأنواعه من فنون الإسطرلابات والصفائح، و والأصول، والأدب، والمنطق، والجدل، والفلسفيات، والطب، والهندسة، والحساب، والفرائض، و هناك اتسعت معارفه و برز على أقرانه بل وعلى مشايخه، فكان يستدعى لمجالس العلم فيسأل و يناظر و يقرئ، وقد كتب احد أبرز علماء تلمسان ابن مرزوق لأبيه يذكر له براعة ابنه أبي الفضل قائلا: " قدم علينا [أبي الفضل] وكنا نظن به حاجة إلينا فاحتجنا إليه أكثر "، ثم عاد إلى بجاية في سنة 844 هـ. وقد برع في كثير من هذه العلوم، وتصدر للإقراء ببجاية لمدة قصيرة، لينتقل بعدها إلى مدينة عنابة ومنها إلى قسنطينة وحضر عند علمائها، ثم دخل تونس في أواسط سنة 845 هـ، ومنها انتقل إلى طرابلس التي نزل بها غي نفس السنة ولم تطل إقامته بها حيث رحل قاصدا مصر غير أن مركبهم جنح إلى سواحل قبرص فنزل بها وقد ناظر بعض الأساقفة النصارى في الأفقسية مدينة الملك، و حصلت له بها غرائب ثم رحل منها إلى بيروت وبعدها أتجه إلى دمشق ثم طوف في بلاد الشام طرابلس وحماة ثم دخل بيت المقدس سنة 847 هـ وأستقر بها مدة، كما ذكر ابن أبي عذيبة حيث قال: " الإمام العلامة أوحد أهل زمانه قدم علينا القدس سنة سبع وأربعين فأقرأ العضد وكتب المنطق والمعقولات وشهد له الأئمة ببلدنا وبدمشق ... ". وشاع ذكره إلى أن ملأ الأسماع وقصده طلبة العلم و العلماء و المشايخ فسمعوا منه واستفادوا من علمه و معارفه، ولازمه الكثير من العلماء لا يفارقونه مدة إقامته بينهم، ومن العلماء الذين أعجبوا به و آثروا صحبته الكمال بن البارزي و صهره الجمال، وبلغ علمه و فضله مسامع أهل المملكة السلطان وأركان الدولة فقربوه و زادت حضوته عندهم.

وفي سنة 849 هـ شد الرحال قاصدا بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج وقد رافقه في رحلة الحج صديقه الكمال بن البارزي، وبعد أدائه لفريضة الحج جاور فترة بمكة المكرمة و تصدر للتدريس بها فأخذ عنه علمائها و مشايخها و طلبة العلم بها ومن العلماء الذين أخذوا عنه عالم الحجاز البرهان بن ظهيرة، لينتقل بعدها إلى مصر حيث استقر به المقام في القاهرة وقد تسامع به علماء مصر و طلبة العلم فقصدوه، فتصدر للتدريس بالجامع الأزهر الشريف، وقد شهد له كل من حضر دروسه بأنه كان موسوعة علمية حيث كان يدرس في عدة علوم و فنون بطريقة بهر بها العقول وأدهش الألباب وممن حضر تدريسه للتفسير الإمام السخاوي الذي ذكره في ((الضوء اللامع: 9/ 185)) فقال: " وكنت ممن حضر هذا الدرس ورأيت من سرعة سرده وطلق عبارته وقوة جنانه في تأديته عجباً وإن كان مقام التحقيق وراء ذلك " كما حضر دروسه في الفقه المالكي فوصفها قائلا: " حضرت دروسه في فقه المالكية بجامع الأزهر فظهر لي أنني ما رأيت مثله، وأن من لم يحضر درسه لم يحضر العلم ولا سمع كلام العرب ولا رأى الناس، بل ولا خرج إلى الوجود ... ".

وفي مصر استفاد من علمائها و مسنديها لكنه مع الأسف لم يسعد بالأخذ عن الإمام الحافظ ابن حجر العسقلاني، حيث زاره في بيته لكنه وجده مريضا في مرض موته، ورغم حالة المرض فقد فرح به وبزيارته كما ذكر ذلك السخاوي في الضوء اللامع 9/ 184: " فعاده في يوم الأحد منتصف ذي الحجة وهو في أشد المرض فابتهج به ابتهاجاً كثيراً وعظمه تعظيماً كبيراً".

وقد سمع على سارة ابنة ابن جماعة جزء ابن الطلاية ببيتها، وعلى أربعين من العلماء والمسندين ختم البخاري بالظاهرية القديمة.

شيوخه:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير