تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

< B>- قرنه الحافظ أبو الوليد ابن الفرضي في كتابه (تاريخ العلماء والرواة للعلم بالأندلس: 1/ 75) بقاضي مليلة أحمد بن الفتح

ـ[ابو مريم الجزائري]ــــــــ[10 - 12 - 08, 05:38 م]ـ

- و حلاه محمد مخلوف في (شجرة النور النور الزكية) ب:" ... الفقيه العمدة الفاضل الإمام الثقة العالم بالحديث و تمييز الرجال ".

أخلاقه وصفاته:

اشتهر بكر بن حماد بقوة الحافظة و شدة الذكاء، و إجادته للشعر و الأدب، كما وصفه مترجموه بأنه رغم فقره و قلة ذات يده فإنه كان عزيز النفس لم يتكسب بشعره و لم يمدح إلا من يراه أهل للمديح من حكام و أمراء عصره، كذلك عرف بعفة اللسان فشعره يخلو تماما من أي أثر للغزل أو اللهو رغم ما عرف من عادة الشعراء في مستهل قصائدهم بذكر الحبيب أو الوقوف على الأطلال، كما كان يتصف بصفات العلماء كالتواضع و الزهد و تعظيم رجال السلف الصالح، و هذه القصة التي نوردها هنا في عودته إلى الحق و إنصافه فيه – رغم أن من نبهه إلى خطأه هو أحد تلامذته – دليل على ذلك، فقد حكى الإمام القرطبي في تفسيره (الجامع لأحكام القرآن: 1/ 287) عند قوله تعالى: " ... {قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلْمَ لَنَا إِلا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} [الآية 32 من سورة البقرة]، أن قاسم ابن أصبغ قال: لما رحلت إلى المشرق نزلت القيروان، فأخذت عن بكر بن حماد حديث مسدد، فقرأت عليه يوماً فيه حديث النبي صلى الله عليه وسلّم " أنّه قدم عليه قوم من مضر مجتابي النمار " فقال: إنّما هو مجتابي الثمار، فقلت: إنّما هو مجتابي النمار، هكذا قرأته على كل من لقيته بالأندلس والعراق، فقال لي: بدخولك العراق تعارضنا وتفخر علينا أو نحو هذا!، ثم قال لي: قم بنا إلى ذلك الشيخ - لشيخ كان في المسجد - فإن له بمثل هذا علماً، فقمنا إليه وسألناه عن ذلك، فقال: إنّما هو مجتابي النمار، كما قلت، وهو قوم كانوا يلبسون الثياب مشققة جيوبهم أمامهم، والنمار: جمع نمرة، فقال بكر بن حماد وأخذ بأنفه: رغم أنفي للحق، رغم أنفي للحق. وانصرف"ا. هـ.

و قد أورد هذه الحكاية أيضا أحمد بن المقري التلمسان في كتابه (نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب 2/ 49) و علق عليها قائلا: " وهذه الحكاية دالة على عظيم قدر الرجلين، رحمهما الله تعالى ورضي عنهما".

مؤلفاته و آثاره:

رغم شهرة بكر بن حماد في علم الحديث الشريف و أنه من أقران علماء أجلاء في هذا العلم الشريف، إلا أن كتب التراجم و المصادر التي تحدثت عنه لم تذكر انه خلف أي تأليف في هذا الشأن، رغم ان كثيرا من تلامذته ذكروا أنه سمعوا من إملائه و أخذوا عنه كتب الحديث كسنن مسدد بن مسرهد و الكثير من مسند بقي بن مخلد و غيرهم، كما ان له أقوال كثيرة في التعديل و التجريح تدل على تمكنه و سعة اطلاعه، و إطلالة صغيرة على كتاب المحن لأبي العرب تؤكد على هذا الذي قلناه.

أما بالنسبة لشعره فقد جمعه الأستاذ رمضان شاوش [جزائري] في ديوان سماه"الدر الوقاد من شعر بكر بن حماد" و حققه وقدم له بمقدمة أبعد فيها النجعة في بعض المواضع، منها أنه ذكر مرة أن شاعرنا كان على مذهب الخوارج (الإباضية) ثم مال إلى مذهب أهل السنة والجماعة بعد إقامته في بغداد. ولقائه علماء الحديث و سماعه منهم، و ذكر مرة آخرى أنه كان يميل الى مذهب الشيعة مستدلا بما ذهب إليه الأستاذ عبد العزيز نبوي أثناء دراسته لقصيدة بكر بن حماد التي عارض فيها عمران بن حطان الذي مدح عبد الرحمن بن ملجم قاتل الإمام علي ـ رضي الله عنه وكرًّم الله وجهه ـ و هي من نفس الوزن و القافية التي مطلعها:

قُل لابنِ ملجمَ والأقدارُ غالبةٌ ... هدَّمتَ ويحكَ للإسلامِ أركانا

قتلتَ أفضلَ من يمشي على قدمٍ ... وأوَّلَ النَّاسِ إسلاماً وإيمانا

لكن هذا الجهد الذي قام به الأستاذ رمضان لا يخلو من فوائد و من تعليقات وشروح هادفة جزاه الله خيرا.

مختارات من أشعاره:

- قال عن حكمة الله في أرزاق العباد و الحث على القناعة:

تبارك مَن ساسَ الأمورَ بِعِلْمه ... وذَلَّ له أهلُ السّموات والأرْض

ومنْ قسِمَ الأرزاق بين عِباده ... وفَضّلَ بَعضَ النَّاس فيها على بعض

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير