قال: " إجازته للتيفاشي رواية المغرب: وجد بخطه رحمه الله تعالى آخر الجزء من كتاب المغرب ما نصه: أجزت الشيخ القاضي الأجل أبا الفضل أحمد ابن الشيخ القاضي أبي يعقوب التيفاشي أن يروي عنى مصنفي هذا وهو المغرب في محاسن المغرب ويرويه من شاء ثقة بفهمه واستنامة إلى علمه وكذلك أجزت لفتاه النبيه جمال الدين أبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن خطلخ الفارسي الأرموي أن يرويه عني ويرويه من شاء وكتبه مصنفه علي بن موسى بن محمد بن عبد الملك بن سعيد في تاريخ الفراغ من نسخ هذا السفر". انتهى.
- ترجم له الإمام القاضي ابن فرحون في كتابه " الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب 1:90 " و وصفه ب: " الإمام العلامة شرف الدين القفصي التيفاشي ... "
- وصفه العلامة المحدث اللغوي مرتضى الزبيدي (ت سنة 1205هـ) بالإمام وذلك حين أستشهد بقوله أثناء عرضه لمختلف التفاسير و الشروح لكلمة غاسِقٍ من قولِه تَعالى في الآية الكريمة: {ومن شَرِّ غاسِقٍ إذا وقَب} [الفلق: 3]. أنظر " تاج العروس: 26/ 251 ".
- ترجم له محمد مخلوف صاحب الشجرة وحلاه " بالإمام العلامة الفاضل البارع في الأدب و علوم الاوائل ... " [أنظر غير مأمور " شجرة النور الزكية: 1/ 170، الترجمة رقم 540].
و خلاصة القول انه أخطأ رحمه الله في الكتابة عن بعض المواضيع التي كان يعتبرها من الظرافة والملح نظرا لما تثيره من شبهات بما تضمنته من ذكر للقيان و الجواري و مجالس السماع، رغم أنها لا تخلو من بعض الفائدة والإمتاع في جوانب الأدب و الإحماض - ان صحت نسبة كل ما فيها إليه - كل ذلك يعتبره العلماء من سقطات وعثرات هذا الرجل، ولا ننسى أن لكل جواد كبوة فسامحه الله و غفر له و الله اعلم بالنيات، وفي الصحيحين من حديث عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال '' إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى .... ''.
إن الأمة ليست بحاجة لمثل هذه التصانيف، وإنما هي بحاجة لعلماء يؤلفون لهم لتصحيح عقائدهم، وتعليمهم دينهم ... أما تعليمهم هذه الأمور فلا، وهذا لم يعهد عند سلفنا الصالح تناقله، ولا تأليفه، بهذه الطريقة وفي دونها من الكتب غنية وكفاية لإخواننا المسلمين، وطبقات الصالحين. – و الله أعلى وأعلم -.
الهوامش:
(01) - مخطوطة " نزهة الألباب فيما لا يوجد في كتاب" الورقة رقم 07 نسخة باريس.
(02) – أبو العباس المقري " نفح الطيب 2/ 332." و ابن العديم " بغية الطلب في تاريخ حلب 1/ 447".
(03) - أطلع يوسف إليان سركيس على بعض هذه المخطوطات و منها نسخة أصلية نفيسة بمكاتب القسطنطينية كتبت سنة 695 هـ قارنها بالكتاب المطبوع و وجد نقصا كبيرا و تصحيفات عديدة أنظر معجم المطبوعات العربية - يوسف إليان سركيس: 1/ 652).
(04) – إدوارد فنديك " اكتفاء القنوع بما هو مطبوع: 1/ 80".
(05) - ترجمه الى التركية بطلب من السلطان العثماني سليم الأول و شيخ الإسلام كان منصبا علميا في الدولة العثمانية، يحوزه عندهم أكابر علمائهم، وهو منصب يشمل إفتاء الدولة وما إلى ذلك.
(06) – مقدمة " سرور النفس بمدارك الحواس الخمس" إحسان عباس ص 22.
(07) - صحيح من حديث أبى هريرة رضي الله عنه رواه مسلم في صحيحه (4/ 2183، رقم 2839)، وأخرجه الإمام أحمد (2/ 289، رقم 7873).
(08) - " البديع هو علم يعرف به وجوه تفيد الحسن في الكلام بعد رعاية المطابقة لمقتضى المقام ووضوح الدلالة على المرام، وأما منفعته: إظهار رونق الكلام حتى يلج الأذن بغير إذن ويتعلق بالقلب من غير كد". انظر كشف الظنون لحاجي خليفة 2/ 126.
(09) – " سرور النفس بمدارك الحواس الخمس " للتيفاشي، تلخيص و تهذيب ابن منظور، تحقيق الذكتور إحسان عباس الصفحة الأولى.
(10) – مقالة بعنوان " التيفاشي حياته وآثاره " للدكتور اسماعيل سامعي منشورة في مجلة جامعة الأمير عبد القادر الاسلايمة، العدد 10 رجب 1422هـ/ سبتمبر 2001 م، ص 208 و 209.
المصادر و المراجع:
- "سرور النفس بمدارك الحواس الخمس" لأبي العباس التيفاشي، اختصار و تهذيب ابن منظور، تحقيق الدكتور إحسان عباس، المؤسسة العربية للدراسات والنشر - بيروت-لبنان، الطبعة 1، 1980 م.
¥