تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ان التشويه الذي تعرضت له مصنفات هذا العالم هي خطة خبيثة لتنفير الناس من الاطلاع عليها و على إسهاماته العلمية و آثاره الحافلة، ولو كانت مؤلفاته تحتوى على هذا الكلام الفاحش البذيء، لما قرأها العلماء والفضلاء أو لما سكتوا عن التشنيع بها، بل إن الكثير من المؤلفين الذين عرفوا بصلاح دينهم و فضلهم استشهدوا بأقواله ونقلوا عنه في كتبهم، ومنهم من أختصرها كالأديب اللغوي ابن منظور صاحب "لسان العرب" ومحمد بن عبد المنعم الصنهاجي الحميري، والعماد الاصبهاني والإمام السيوطي والجبرتي ومحمد المرتضى الحسيني الزبيدي صاحب المعجم المشهور " تاج العروس من جواهر القاموس " وغيرهم.

فلو كان هو من صنف هذه الكتب المليئة بالإنحرافات الشاذة لما أثني عليه العلماء و كتاب السير و التراجم الذين كتبوا عنه أو ترجموا له، ومن بينهم من عاشروه وعرفوه وكانوا أقرب و أدرى به منا.

إننا نجدهم يطلقون عليه ألقابا ويصفونه بالقاضي والإمام والرجل الصالح، و العالم، و الفاضل، والعلامة، والأديب البارع، ولنذكر بعضا منها:

- ذكر الإمام المؤرخ ابن العديم (ت 660 هـ) في كتابه " بغية الطلب في تاريخ حلب 1/ 447" بأنه التقى بالتيفاشي وأثنى عليه و مما قاله: " كان أبو العباس قاضي قفصة، وكان شيخاً حسناً فاضلاً، عارفا بالأدب وعلوم الأوائل، وله شعر حسن، ونثر جيد، ومصنفات حسنة في عدة فنون كثيرة الفائدة، أجتمعت به بالقاهرة، وقد توجهت إليها رسولاً، فوجدته شيخاً كيساً، ظريفاً، حريصاً على الاستفادة لما يورده في تصانيفه ويودعه مجاميعه وأوقفني على شيء من تصانيفه الحسان، وأهدى إلي بخطة منها كتاباً وسمه بالدرة الفائقة في محاسن الأفارقه، وأنشدني مقاطيع من شعره".

- ذكره العماد الاصبهاني وقال عنه: " الفقيه أبا عبد الله محمد بن أبي العباس التيفاشي " و نفس الوصف نقله عنه ابن خلكان في و فيات الأعيان 3/ 239 "

- ترجم له تلميذ الإمام الذهبي المؤرخ صلاح الدين الصفدي (ت سنة 764 هـ) في (كتابه الوافي بالوفيات:3/ 125) و أثنى عليه ووصفه أيضا بالفقيه و بالرجل الصالح.

- نقل (الصلاح الصفدي في الوافي:7/ 215) أثناء ترجمة الوزير الأديب أبو القاسم بن محمد بن سعيد بن ندي أنه كتب إلى التيفاشي فخاطبه هكذا بخط يده:" ... محل الأجل العالم شرف الدين سيد الفضلاء، أبقاه الله لجمال يحصله وجمال في الفضائل يفضله في الدهر، محل القلادة من النحر، ومثال الفضلاء معه مثل القطرة عند البحر، وأخلاقه عرائس تجلى على عاشق".

- المؤرخ الكبير المقريزي وصفه بالإمام لما استشهد بشعره في وصف أهرامات مصر، و الحديث عن الزلازل.

[وهي الأبيات التي استشهد بها الأديب الكاتب محمد الخضر بن الحسين في مجلة المنار لصاحبها أحمد رضا في مقال بعنوان " الخيال في الشعر العربي " و اعتبرها من أبدع الوصف المنسوج على هذا المثال

أنظر مجلة المنار لمحمد رشيد رضا: الجزء 22 ص 288]، والأبيات هي:

أما ترى الأرض من زلزالها عجبًا ... تدعو إلى طاعة الرحمن كل تقي

أضحت كوالدة خرقاء مرضعة ... أولادها در ثدي حافل غدق

قد مهدتهم مهادًا غير مضطرب ... وأفرشتهم فراشًا غير ما قلق

حتى إذا أبصرت بعض الذي كرهت ... مما يشق من الأولاد من خلق

هزت بهم مهدهم شيئًا تنبههم ... ثم استشاطت وآل الطبع للخرق

فصحت المهد غضبى وهي لافظة ... بعضًا على بعض من شدة النزق

وانظرها أيضا في: " المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار للمقريزي 1/ 152".

- أجازه أبو الحسن علي بن موسى بن سعيد الغرناطي (ت سنة 685م): بكتابه " المغرب في حلى المغرب" كما سبق ذكره ووصفه بالشيخ القاضي الأجل، وهذا نص الإجازة كما وجدها أبو العباس أحمد المقري مكتوبة بخط المؤلف في آخر كتابه المغرب و قد نقلها حرفيا في كتابه " نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب: 2/ 332"

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير