تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

تجذر الإسلام الصافي والسنة الصحيحة (المحجة البيضاء) في أفهام وألباب كثير من أهالي الحجاز، وما أشراف الحجاز إلا جزء من هذا الكل. قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:" غلظ القلوب والجفاء في المشرق والإيمان في أهل الحجاز" رواه مسلم، وقال عليه الصلاة والسلام: " إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، وهو يأرز بين المسجدين كما تأرز الحية إلى جحرها" رواه مسلم.

فأثبتت البيئة الحجازية عامة والبيئة المكية خاصة على مدى التاريخ نفوراً وازدراءً للمذاهب الشيعية وأتباعها ومحاصرتهم والحط من شأنهم. وشكلت البيئة العلمية في الحرم المكي (إمامة وخطابة وتدريساً) بيئة طاردة للمذهب الشيعي الزيدي بل وأجبرت علماء هذا المذهب الشيعي برغم محدوديتهم وقلة عددهم وضآلة شأنهم على مدى التاريخ على الاستتابة والعودة لمنهج أهل السنة، وشاركهم في هذه النظرة الرحالة المغاربة، فلا يشير مؤرخو مكة والرحالة المغاربة للتواجد الزيدي على محدوديته إلا بنفور وازدراء، والنصوص التاريخية التالية خير شاهد:

عندما يشير المؤرخ المكي الشهير تقي الدين الفاسي إلى زيدية الشريف قتادة، يذكرها على استحياء، وينسبها لغيره، وكأنه ولاشك ينكرها، وتأباها نفسه لذلك الأمير الشريف [3].

وهي لاشك غير ثابتة اعتقادياً؛ ولا تقوم عليها حجة قوية أو دليل وبرهان، وذلك ما سيتبين لنا بشكل صارم في القادم من الصوارم.

1 - ترجمة أبي هاشم،رقم128، عند تقي الدين محمد بن أحمد الفاسي في: العقد الثمين في تاريخ البلد الأمين، تحقيق محمد عبدالقادر عطا، الطبعة الأولى، 1419هـ-1998م، توزيع مكتبة عباس أحمد الباز، ج2،ص133.والنجم عمر بن فهد: إتحاف الورى بأخبار أم القرى، تحقيق فهيم محمد شلتوت، مطابع جامعة أم القرى، مركز البحث العلمي وإحياء التراث الإسلامي بأم القرى، ج2، ص469.وأحمد السباعي: تاريخ مكة، الطبعة الثامنة، 1420هـ/1999م، ص202 - 216، و محمد جمال الدين سرور: النفوذ الفاطمي في جزيرة العرب، دار الفكر العربي، ص20 - 21، وعوطف نواب: الرحلات المغربية والأندلسية مصدر من مصادر تاريخ الحجاز في القرنين السابع والثامن الهجريين، الرياض،1417هـ/1996م، مكتبة الملك فهد الوطنية، ص249 - 251.

2 - حسن إبراهيم حسن، تاريخ الإسلام السياسي .. ،الطبعة الأولى،1967م، مكتبة النهضة المصرية، ج4،ص197.

3 - ج5،ص473، ترجمة رقم "2337".

admin

مشاهدة ملفه الشخصي

إرسال رسالة خاصة إلى admin

البحث عن جميع مشاركات admin

#3 اليوم, 04:18 PM

admin

المشرف العام تاريخ التسجيل: Dec 2007

المشاركات: 132


في سنة 725هـ"1324م تقريباً" قال الفاسي:" وصل العسكر المصري متوجهاً إلى اليمن، وعند وصولهم إلى مكة هرب إمام الزيدية إلى وادي مر، فأقام به. وما رجع إليها إلى وقت الحج، وعاد بعد الموسم إلى ما كان يفعله. وإمام الزيدية المشار إليه رجل شريف، كان يصلي بالزيدية بين الركن اليماني والحجر الأسود، فإذا صلى الصبح وفرغ، دعا بدعاء مبتدع وجهر به صوته، ويدعوا في آخره للإمام محمد بن المطهر بن يحي بن رسول صاحب اليمن. وكان يفعل ذلك بعد صلاة المغرب أيضاً". انتهى [1].
يذكر الفاسي في العقد الثمين: " أن أبا القاسم بن محمد المعروف بابن الشقيف كبير الزيدية في مكة عُقد له مجلس بحضرة القاضي عز الدين بن جماعة،واستتيب فيه، وأشهد على نفسه، وكتب بخطه أنه تبرأ إلى الله تعالى من اعتقاد البدع الزيدية، و الإمامية، وغيرهم، وأنه يواظب على الجمعة والجماعة، وإن خرج عن ذلك فعليه ما تقتضيه الشريعة المطهرة، وذلك في رمضان سنة خمسين وسبعمائة ... ومات ابن الشقيف من سنة ستين وسبع مئة بمكة .. " [2].
قال التقي الفاسي: "وأما حدوث صلاة الأئمة على هذه الصفة، فلا أعلم في أي وقت كان، ثم نقل ما يدل على أن الحنفي والمالكي كانا موجودين مع الشافعي سنة أربع مئة وسبع وتسعين، وأن الحنبلي لم يكن موجوداً، وإنما كان إمام الزيدية".
ثم قال: " ووجدت ما يدل على أن الحنبلي كان موجوداً في عشر الأربعين وخمسمائة. والله أعلم" [3].
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير