هذا غش لأنه قال له: كل شيء من الكماليات، هذه الكلمة يحاسب عليها، والله-تعالى- يقول: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ} فالكلام الذي يقع عند التعاقد ويتفق عليه الطرفان مؤاخذ به كلا الطرفين.
فإذا قال البائع: البيت فيه كماليات يرجع إلى الكماليات في العرف، فكل شيءٍ في ذلك العرف الذي وقع فيه البيع ليس موجوداً يُطالب بإحضاره وإتمامه وإلا كان من حق المشتري رد البيع، يعطى الخيار.
وبناءً على ذلك هذا القول الذي قاله لما رجع وقال: أنت اشتريت بناءً هذا مخالف للأصل الذي اتفق عليه، وخيانة وخديعة للمسلم، ولايجوز له أن يقول له فيه كماليات ثم يقول له أنت اشتريت بناء، فهذا من الكذب والغش، وإذا قاضاه فإنه يؤاخذ على كلمته ومبنى العقد على ما اتفق عليه، قال عمر بن الخطاب- t- : " مقاطع الحقوق عند الشروط "، فإذا كان اتفق الطرفان ووقع بينهما اتفاق فهو بمثابة الشرط، أن البيت فيه الكماليات فما نقص من كمال فهو مؤثر.
عفواً: إذا كان مثلاً: المكيف ليس من الكماليات في ذلك العرف، مثلاً: المنطقة باردة ولايوضع فيها مكيف حينئذٍ يكون صادق، ولذلك نحن نقول: يقيد بالعرف، وهذا ما يرده العلماء للقاعدة المشهورة: " العادة محكمة "، أنه يرجع إلى الأعراف، فإذا قال له: فيه كماليات ننظر ما هي الكماليات الموجودة في ذلك العرف، أما إذا كان العرف جارياً بأن المكيف غير موجود في هذا البلد وهذه المدينة لطيب هوائها وقوته فحينئذٍ لايُطالب، لكن لو جرى العرف بوجود الدفايات أو نحوها يطالب بإحضارها ويلزم بها، والله - تعالى - أعلم.
السؤال الرابع:
ما حكم بيع الأكل المسمى الغذاء حتى الإشباع أو البوفيه المفتوح؟
الجواب:
الغذاء حتى الاشباع بيعٌ مجهول، لأن الذي يشبع ليس له ضابط في الناس محدد، وهذا البيع الذي تدل عليه نصوص الكتاب والسُّنة أنه محرم، لايجوز لأنه لايصح أن تشتري شيئاً إلا إذا كان معلوماً، معلوم الصفة، معلوم القدر، وعلى كل حال هذا البيع ليس من بيوعات المسلمين، ولم تعرف مطاعم المسلمين، ولم يعرف المسلمون من قبل هذه العصور التي انفتحوا فيها على كل من هب ودب هذا النوع من المعاملات.
فينبغي التناصح في ذلك، ولايجوز للمسلم أن يأكل في مثل هذا لأنه يعينه على أكل أموال الناس بالباطل.
الواجب: تحديد المَبيع وتحديد الصفقة، وأما إذا كانت مجهولة القدر، أو مجهولة الصفة فإنه لايجوز.
وَآخِرُ دَعْوَانَا أَنِ الحمَْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَميْنَ وصلَّى اللَّهُ وسلَّم وبارك على عبده ونبيّه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[ابو انس المكي]ــــــــ[20 - 08 - 06, 06:54 ص]ـ
السؤال الأول:
ما الطرق التي يستطيع بها طالب العلم أن يضبط العلم؟
الجواب:
بسم الله، الحمد لله، والصلاة والسلام على خير خلق الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمابعد:
ما أسهل السؤال وما أصعب الجواب، يعني السؤال سهل أن تسأل ما هي الطرق التي يضبط بها طالب العلم، لو نجلس إلى الفجر، لو نجلس عشرات الدروس ما نستطيع أن نلم بهذه الطرق، ولذلك أشفق في السؤال يعني يشفق السائل ولا يبالغ في سؤاله بكل اختصار.
أولاً: ما ذكرناه أن يكون بينك وبين الله ما يرضى الله عنك، الطرق التي تقفي بك إلى العلم الصحيح النافع أن تبدأ بإصلاح ما بينك وبين الله.
ثانياً: عالم أخذ العلم عن أهله واتصل سنده إلى رسول الله- r- ، حتى تأخذ العلم موروثاً.
ثالثاً: أن تضبط ما تقرأه على ذلك العالم، تضبط ضبطاً تاماً، تقرأ قبل أن تحضر المتن مرتين ثلاثة أربعة، حينما يجري هذا العلم في دمك وعرقك، حينما يجري مع روحك ويصبح معك، تعرف حلال الله وحرامه، وتتفاعل مع هذه الأحكام كل حكم عزيز عندك، عندها تستطيع أن تبني علماً صحيحاً، وتعرف قيمة هذا العلم، وتعتز به وتتمسك به لأنه من الوحي من كتاب الله وسنة النبي- r- ، فإذا بدأت تضبط وتقرأ قبل أن تجلس وتتعب المرتين الثلاثة الأربع لا تسأم ولا تمل، فمن كانت له بداية محُرقة كانت له نهاية مشرقة، فتتعب في طلب العلم، ولذلك ما عَلّم الله أحداً إلا بعد أن ابتلاه واختبره- I- ، رسول الأمة-عليه الصلاة والسلام- ما أوحى إليه حتى أخذه جبريل وغطه ورأى الموت، وقال له: اقراء، قال: ما أنا
¥