تعليق التمائم، وهذا أيضاً باب من أبواب الشرك فعن أبي بشير الأنصاري رضي الله عنه أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره قال عبد الله حسبت أنه قال والناس في مبيتهم فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم رسولا:" أن لا يبقين في رقبة بعير قلادة من وتر أو قلادة إلا قطعت". رواه البخاري برقم 3005 كتاب الجهاد باب ما قيل في الجرس ونحوه في أعناق الإبل، ومسلم برقم 2115 كتاب اللباس والزينة باب كراهة قلادة الوتر في رقبة البعير.
2. . وعن زينب امرأة عبد الله عن عبد الله قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" إن الرقى والتمائم والتولة شرك ". قالت قلت لم تقول هذا والله لقد كانت عيني تقذف وكنت أختلف إلى فلان اليهودي يرقيني فإذا رقاني سكنت فقال عبد الله إنما ذاك عمل الشيطان كان ينخسها بيده فإذا رقاها كف عنها إنما كان يكفيك أن تقولي كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أذهب البأس رب الناس اشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما.رواه أبو داود برقم 3883 وأحمد برقم 3604 قال الألباني (صحيح) انظر حديث رقم: 1632 في صحيح الجامع. و في السلسلة الصحيحة (331)
وعن عقبة بن عامرمرفوعاً:" من علق تميمة فقد أشرك ".رواه أحمد برقم 16969 قال الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 6394 في صحيح الجامع.
قال الإمام مالك: " أرى أن ذلك من أجل العين ". رواه مسلم معلقاً مجزوماً به برقم 2115
و قال الحافظ: والتميمة ما علق من القلائد خشية العين ونحو ذلك ,
و قال ابن عبد البر: إذا اعتقد الذي قلدها أنها ترد العين فقد ظن أنها ترد القدر وذلك لا يجوز اعتقاده. الفتح (6/ 165)
قلت: ويدخل في هذا تعليق الودعة وهي الصدفة الكبيرة معتقدين دفعها للعين،ومنها تعليق القلائد المحلاة بالخرز الأزرق وتعليق ناب الضبع،وعظمة من عظام النسر،وحذوة الحصان،وشكل عين مع كف أو حذاء صغير،ووضع المصحف في السيارات والمحلات والبيوت لدفع العين. و غيرها كثير لا يمكن استقصاء هذه البدع وكثرتها واختلاف أشكالها وأنواعها خاصةً من بلد إلى آخر.
3. لا أصل في السنة لمن يجمع بصاق الناس على أبواب المساجد لإزالة العين.
وقائع حكاها التاريخ عن خطر العين:
- قال القرطبي: كانت العين في بني أسد، حتى إن البقرة السمينة أو الناقة السمينة تمر بأحدهم فيعاينها ثم يقول: يا جارية، خذي المكتل والدرهم فأتينا بلحم هذه الناقة، فما تبرح حتى تقع للموت فتنحر. وقال الكلبي: كان رجل من العرب يمكث لا يأكل شيئا يومين أو ثلاثة، ثم يرفع جانب الخباء فتمر به الإبل أو الغنم فيقول: لم أر كاليوم إبلا ولا غنما أحسن من هذه فما تذهب إلا قليلا حتى تسقط منها طائفة هالكة. تفسير القرطبي (18/ 165)
- قال القرطبي: قال الأصمعي: رأيت رجلا عيونا سمع بقرة تحلب فأعجبه شخبها فقال: أيتهن هذه؟ فقالوا: الفلانية لبقرة أخرى يورون عنها، فهلكتا جميعا، المروى بها والمورى عنها. قال الأصمعي. وسمعته يقول: إذا رأيت الشيء يعجبني وجدت حرارة تخرج من عيني. تفسير القرطبي (9/ 148) الفتح (10/ 210)
- قال المناوي: " قالوا قد تصيب الإنسان عين نفسه قال الغساني نظر سليمان بن عبد الملك في المرآة فأعجبته نفسه فقال كان محمد صلى اللّه عليه وسلم نبياً وكان أبو بكر صديقاً وعمر فاروقاً وعثمان حبيباً ومعاوية حليماً ويزيد صبوراً وعبد الملك سائساً والوليد جباراً وأنا الملك الشاب فما دار عليه الشهر حتى مات. فيض القدير (2/ 468)
- وقال أيضاً:" قدم عروة بن الزبير على الوليد بن عبد الملك ومعه ابنه حمد وكان من أحسن الناس وجهاً فدخل يوماً على الوليد في ثياب وشي وله غديرتان وهو يضرب بيده فقال الوليد: هكذا تكون فتيان قريش فعانه فخرج متوسناً فوقع في اصطبل الدواب فلم تزل الدواب تطؤه بأرجلها حتى مات ثم وقعت الآكلة في رجل عروة فبعث له الوليد الأطباء فقالوا: إن لم يقطعها سرت إلى جسده فهلك فنشروها بالمنشار فأخذها بيده وهو يهلل ويكبر ويقلبها فقال: أما والذي حملني عليك ما مشيت بك إلى حرام قط ثم قدم المدينة فتلقاه أهله يعزونه فلم يزد على {لقد لقينا من سفرنا هذا نصباً} ثم قال: لا أدخل المدينة إنما أنا بها بين شامت وحاسد. فيض القدير (5/ 396)
تأثيرات أخرى تشبه أثر العين:
قال الحافظ بن حجر: " ويقرب ذلك بالمرأة الحائض تضع يدها في إناء اللبن فيفسد , ولو وضعتها بعد طهرها لم يفسد , وكذا تدخل البستان فتضر بكثير من الغروس من غير أن تمسها يدها , ومن ذلك أن الصحيح قد ينظر إلى العين الرمداء فيرمد , ويتثاءب واحد بحضرته فيتثاءب هو , أشار إلى ذلك ابن بطال. اهـ الفتح (10/ 210)
هذا والحمد لله رب العالمين
كتبه الفقير إلى ربه الغني /
رأفت الحامد بن عبد الخالق
غفر الله له ولوالديه والمسلمين
3 ذو العقدة 1422 هـ
¥