تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[20 - 08 - 03, 12:27 ص]ـ

علَّق الأخ الفاضل .. أبو عبدالعزيز السني على ما ذكرته من تقرير سبق؛ إذ قلت: (لمن كان يجهل وليست لديه القدرة على التمييز ويخشى عليه الوقوع مما في هذي الكتب من المنكرات.)

فقال - هداه الله - فمن أردنا أن نحذره وجهنا قلنا:

1 - هل تجهل حال كتاب الأغاني؟ فإن قال نعم انتقلنا للسؤال الثاني

2 - هل لديك القدرة على التمييز؟ فإن قال لا انتلقنا للسؤال الذي يليه

3 - هل تخشى الوقوع في هذه المنكرات؟ فإن قال نعم قلنا: لا تقرأ!!!

حسبنا الله ونعم الوكيل)). انتهى كلامه هداه الله.

ولا أعلم ما وجه الحسبلة أو الحوقلة التي لا معنى لها ولا تفسير إزاء هذا التقرير الذي جرى عليه أهل العلم والفضل سلفاً عن سلف.

فمثل هذه الأسئلة وخاصة الثالث منها لا توجَّه بهذه السطحية والسذاجة كما قد يفهم البعض وينكر.

بل هذا حال العالم أو الداعية حين يُسأل عن الكتاب، فإن كان السائل طالب علم ((فاهم)) قلنا له: اقرأ ولا عليك، بل شددنا على يديه، حتى يتعلَّم الأدب وحسن الكتابة والخطاب، فيكون ذلك عوناً له على الدعوة إلى الله ويستعين به في حسن سبك الكلام عند المناظرة أو الطرح.

وما ابتلي كثير ممن ينسب إلى العلم من أهله وطلاَّبه بسوء السبك وضعف التعبير وانعدام الفصاحة إلاَّ عزوفاً منهم عن كتب الأدب، التي هي أداة من أدوات هذا المطلب الهام الذي كلُّنا نطلبه وندعو إليه، حاشا الجهلة بهذا الفن، إذ من جهل شيئاً عاداه.

والرافعي رحمه الله وغيره من الكتبة الذين يستدلُّ بهم وبمواقفهم بعض الناس = لم يصيروا كتَّاباً، في علو ومنار من الأرض، ترنو إليهم الأبصار وتشدُّ إلى كتبهم ومقالاتهم الرحال إلاَّ بعد أن تعلَّموا الأدب من بعض هذه الكتب التي ملأ مناوؤنا الدنيا صياحاً عليها وتحذيراً من قراءتها، خشية إفسادها للعقيدة زعموا.

وكأننا جهلة بالعقيدة، أو ندعو صبيان الكتاتيب لقراءة هذه الكتب التي قد لا يفهم مغاليقها بعض من يهاجمها، وهذه من بدائع ما يكون من المواقف!

وقد كان عندي موضوع - في الوورد - عن طرق احتراف الكتابة سودته نصيحة لنفسي وغيري من إخواني، ولعلي أنزله ههنا قريباً، لشدة الحاجة إليه.

ومثل تلكم الأسئلة التي قد يسطَّح فهمها تصلح حتى في بعض كتب تفسير كلام رب العالمين؛ ودونكم الكشاف لجار الله الزمخشري، ومفاتيح الغيب للرازي .. وغيرهما.

ولا أعلم كتباً تنسب لعلوم الشريعة الصرفة شيبت بها المنكرات العقدية وغيرها كالسحر والتصوف و (الكفر) و .. و ... = ككتب التفاسير قديما وحديثاً، وما أكثرها.

لكن نكتفي بهذين الكتابين.

فاعلم يا طالب العلم أنَّها نافعة .. نافعة .. جد نافعة، وقد لا يغني عنها غيرها، ولا ينكر هذا إلاَّ جاهل أو مكابر.

لذا فإن أراد أحدٌ الاستفادة منهما - الكشاف والمفاتيح - أو أحدهما أو غيرهما وسألنا عنها = انقدحت في أذهاننا تلكم الضوابط التي سبقت، والتي حُسبل عليها.

وانصافاً لمن حسبل عليها وغيره من الأخوة الأكارم الذين أطاروا الشرر حول هذه النقطة بكلام ناري قاس للغاية = إنما هو نابعٌ عن غيرة متأجِّجة، لكنها ليست في موضعها، وما هكذا تورد يا أخوتاه الإبل.


لفتة ... جزى الله الأخ ظافراً مرة أخرى بما علَّق به من التعليق النافع الذي يكشف بعض ما يدندن به بعض هؤلاء الأفاضل هداهم الله.

ـ[أبو عمر السمرقندي]ــــــــ[20 - 08 - 03, 12:58 ص]ـ
عفواً .. نسيت أن أنبِّه على نقطة هامة للغاية تطرَّق إليها أخونا عبدالعزيز السني هدانا الله وإياه لمحابِّه.
قال رحمه الله وإياي: ((الذي أعلمه أن ملاحدة العرب في هذا الزمان وغيره ما دخلوا إلا من باب الأدب فهذا يسب الرب ويراناه قوم لا نفقه الأدب وذاك يشتم النبي صلى الله عليه وسلم ويقول هذه رموز لا يعرفها إلا أهل الصنعة وذاك المعتزلي يؤلف رسالة في (خلق القرآن) فتنشر على أنها من أدبه! فالشرع ينبغي أن تقف أحكامه على بوابة الأدب ولا تجاوزه لأنه ليس إلا أدب محض! ورحم الله الأديب الكبير الرافعي حين تصدى لملاحدة الأدب في هذا العصر الذين طعنوا في الإسلام باسم الأدب! نُشرت كتبهم وطارت في الآفاق فلما اُعترض عليه ورد أنها أدب)).
@ قال أبو عمر السمرقندي عامله الله بألطافه الخفية ومننه الوفية:
ههنا تنبيهٌ دقيق فيه خلط مليح من أخينا:
إذ من ألَّف كتباً زعم أنه أدب وهدفه في ذلك مكشوف ابتداءاً حذَّرنا من كتابه وعزَّرناه - إن أمكن - بما يمكن!!؛ لأنه إنما بناه وشيِّده وجمع نصوصه لهدف نعلمه.
فالحداثيون المرتكسة بأشكالهم، وطه حسين في أولاد حارته! وغيره، وصاحب خلق القرآن!، وغيرهم إنما ألَّفوا هذي الكتب الأدبية زعموا! لإشاعة مالديهم من إفك وزور على دين رب العالمين، وإفساداً للأخلاق.
والمنطلق معلوم مرسوم.
والأمر بخلافه إلى درجة 180 ْ!! مع كتب الأدب والتأريخ والسير والتفسير , ... التي ألِّفت لـ ((جمع)) علوم وفنون، ثم وقع فيها ما وقع.
فرقٌ شاسع بينهما، يدركه المنصف.
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير