تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

السؤال 24: قال الإمام مسلم في صحيحه: حدثنا محمد بن عبدالله بن نمير. حدثنا أبو خالد (يعني الأحمر) عن حسين المعلم. ح قال: وحدثنا إسحاق بن إبراهيم (واللفظ له) قال: أخبرنا عيسى بن يونس. حدثنا حسين المعلم عن بديل بن ميسرة، عن أبي الجوزاء، عن عائشة؛ قالت: كان رسول الله يستفتح الصلاة، بالتكبير. والقراءة، بالحمد لله رب العالمين. وكان إذا ركع لم يشخص رأسه ولم يصوبه. ولكن بين ذلك. وكان إذا رفع رأسه من الركوع لم يسجد حتى يستوي قائما. وكان إذا رفع رأسه من السجدة لم يسجد حتى يستوي جالسا. وكان يقول، في كل ركعتين، التحية. وكان يفرش رجله اليسرى وينصب رجله اليمنى. وكان ينهى عن عقبة الشيطان. وينهى أن يفرش الرجل ذراعيه افتراش السبع. وكان يختم الصلاة بالتسليم.

و هذا الحديث مما أشكل كثيراً، فهلا بينتم وجه تصحيح الإمام مسلم له؟

والشيخ الألباني قوّى الحديث بمجموع طرقه في "مشكاة المصابيح"، و أورد له طريقاً من "كتاب الصلاة" لجعفر الفريابي، و فيها أن أبا الجوزاء أرسل رسولاً إلى عائشة. فما رأيكم.

الجواب:

وجه الإشكال في هذا الإسناد أنّ أبا الجوزاء لم يثبت سماعه من عائشة مع تحقق الإدارك والمعاصرة، وقد قيل في الجواب عن هذا الإشكال: إن هذا الإسناد على شرط مسلم الذي قرره في مقدمة صحيحه لما تقدم من أنّ أبا الجوزاء أدرك عائشة وعاصرها، وهذا التوجيه تبناه رشيد الدين العطار في كتابه القيم: «غرر الفوائد المجموعة في بيان ما وقع في صحيح مسلم من الأحاديث المقطوعة» حيث يقول: «وإدراك أبي الجوزاء هذا لعائشة tا، معلوم لا يختلف فيه وسماعه منها جائز ممكن، لكونهما جميعاً كانا في عصر واحد، وهذا ومثله محمول على السماع عند مسلم رحمه الله، كما نص عليه في مقدمة كتابه الصحيح، إلا أن تقوم دلالة بينة على أن ذلك الراوي، لم يلق من روى عنه، أو لم يسمع منه شيئاً، فحينئذ يكون الحديث مرسلاً والله أعلم»

ولكن يشكل على هذا التوجيه ما أخرجه جعفر الفريابي في كتاب «الصلاة» قال: حدثنا مزاحم بن سعيد حدثنا ابن المبارك حدثنا إبراهيم بن طهمان حدثنا بديل العقيلي عن أبي الجوزاء قال: أرسلت رسولا إلى عائشة يسألها فذكر الحديث

قال رشيد الدين العطار: «وهذا الحديث مخرج في كتاب الصلاة، لأبي بكر جعفر بن محمد بن الحسن الفريابي، وهو أمام من أئمة أهل النقل، ثقة مشهور، وإسناده جيد، لا أعلم في أحد من رجاله طعناً، وقول أبي الجوزاء في أرسلت إلى عائشة، يؤيد ما ذكره ابن عبدالبر».

وقول ابن عبد البر الذي أشار إليه العطار ذكره العطار بنصه في أول كلامه- فقال: «حديث أخرج مسلم رحمه الله في كتاب الصلاة، حديث أبي الجوزاء الربعي عن عائشة ... وأورده أبو عمر بن عبد البر النمري الحافظ في تمهيده، في ترجمة العلاء بن عبدالرحمن، وقال عقيبه ما هذا نصه: اسم أبي الجوزاء أوس بن عبدالله الربعي، لم يسمع من عائشة، وحديثه عنها مرسل، وأورده أيضاً في كتابه المسمى بالإنصاف، وقال عقيبه: رجال إسناد هذا الحديث ثقات كلهم، لا يختلف في ذلك، إلا أنهم يقولون، أن أبا الجوزاء لا يعرف له سماع من عائشة. وحديثه عنها إرسال» انظر: التمهيد (20/ 205).

قال ابن حجر: «فهذا ظاهره أنه لم يشافهها لكن لا مانع من جواز كونه توجه إليها بعد ذلك فشافهها على مذهب مسلم في إمكان اللقاء والله أعلم».

والذي يظهر لي في الجواب عن إخراج مسلم لهذا الحديث أن هناك عددا من القرائن جعلت الإمام مسلم بن الحجاج يتساهل في إخراج الحديث من جهتين:

-الأولى: أنّ أبا الجوزاء مع ثقته وجلالته - فهو من كبار العلماء - ومعاصرته لعائشة أرسل رسولا يثق به وبنقله ولولا ذلك لم يقبل خبره ولم يرسله أصلاً، ومعلوم قلة الكذب في التابعين، فمثل هذا مما يتساهل فيه، مع القرينة الثانية وهي:

-أنّ المتن معروف وله شواهد عديدة تدل على معناه وقد ذكر بعضها محقق كتاب «غرر الفوائد المجموعة» الأستاذ: صلاح الأمين، وذكر أيضا متابعة عبد الله بن شقيق لأبي الجوزاء التي أخرجها البيهقي في السنن الكبرى.

السؤال 25: من هم المحدثون في ديار نجد رعاها الله في الأزمنة المتأخرة من عهد دعوة الشيخ والإخوان وهل تذكر أن أحد جمعهم وترجم لهم؟

الجواب:

لا أعلم أحداً جمع المحدثين في ديار نجد من عهد دعوة الشيخ، وفي الحقيقة الموضوع جدير بذلك، فالصبغة الحديثية بينه على كلام علماء نجد من عهد دعوة الشيخ سواء في الكلام على الأسانيد أو المتون، وفي رأيي أنّ اشتغالهم بتقرير عقيدة التوحيد والدعوة إليها والذب عنها كان له أثر كبير في عدم التأليف في الحديث وعلومه والتوسع في ذلك-وإن كان لهم بعض المؤلفات اليسيرة-، ولا شك أنّ العناية بجانب التوحيد عند التزاحم أولى كما لا يخفى.

ومن أبرز المحدثين من أئمة الدعوة الإمام سليمان بن عبد الله آل الشيخ، وهناك رسالة علمية للباحث رياض بن عبد المحسن بعنوان: «جهود الشيخ سليمان بن عبد الله آل الشيخ في علم الحديث» ولازال الطالب-وفقه الله- يعمل في الرسالة.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير