تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[صحيح سندا ضعيف متنا؟ هل صحة الإسناد لا يلزم منها صحة المتن]

ـ[أبو زيد المغربي]ــــــــ[12 - 08 - 05, 01:25 ص]ـ

السلام عليكم و رحمة الله،

في العدد الأخير من مجلة البيان، تحدث الأستاذ قطب الريسوني في مقاله " الوصل بين الفقه والحديث .. " عن صحة المتن قائلا: " القاعدة عند أهل الصنعة: صحة الإسناد لا يلزم منها صحة المتن." (مستدلا بكلام الشيخ طاهر الجزائري).

فما المقصود بصحة المتن؟ و هل هناك حديث صحيح سندا ضعيف متنا؟

ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 08 - 05, 03:20 ص]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

هذا نقل من موقع المجلة للنقل السابق

3 ـ بين نقد المتن ونقد السند:

قسّم الشيخ طاهر الجزائري (أهل الحديث) إلى ثلاث طوائف:

أ ـ طائفة تقصر نظرها على الإسناد؛ فإذا كان خِلْواً مما يقدح في اتصاله وثقة رواته: حُكم بصحته دون النظر إلى متنه، مع أن القاعدة عند أهل الصنعة: صحة الإسناد لا يلزم منها صحة المتن.

ب ـ طائفة قصرت نظرها على المتن؛ فإن وافق ذوقها ومنحاها العقلي حكمت بصحته، وإن كان في الإسناد علة قادحة توجب الرد، مع أن كثيراً من الأحاديث الضعيفة والموضوعة صحيحة من جهة معناها ومبناها، ومع ذلك لا يصحّ رفعها إلى النبي -صلى الله عليه وسلم -؛ لأنها ليست من كلامه، وإنما من كلام حكيم، أو واعظ مرغِّب مرهِّب، أو فقيه مدفوع إلى نصرة مذهبه.

ج ـ طائفة وَفَّقت في نقدها الحديثي بين المتن والسند، فوفّت كل جانب حقّه من البحث والنظر، فلا تتعجّل بتوهيم الراوي لشبهة عرضت في المتن، ولا تنزّهه في الوقت ذاته عن الخطأ والنسيان والغفلة، كما أنها وُفّقت في الحكم على الحديث بالوضع وإن كان إسناده قائماً، وذلك في مواضع مخصوصة (1).

والمطلوب اليوم أن يُوفّى المتن حقّه من قِبَل أهل الصنعة، فيردّ منه كل شاذ ومنكر ومعلول، بل يحكم عليه بالوضع إذا ظهرت أماراته، وإن كان إسناده صحيحاً، وهذا عين الاعتدال والإنصاف الذي أخذت به الطائفة الثالثة؛ بيد أن الراكب لهذا المسلك الوعر يحتاج إلى زاد من المعرفة بالسنن والآثار، ومعايشة غير قصيرة للهدي النبوي في قوله وفعله، وتقريره وتركه. يقول ابن القيم: (إنما يعرف ذلك من تضلّع في معرفة السنن الصحيحة، وخُلطت بلحمه ودمه، وصار له فيها مَلَكة واختصاص شديد بمعرفة السنن والآثار، ومعرفة سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم - وهديه فيما يأمر به وينهى عنه، ويخبر عنه، ويدعو إليه، ويحبه أو يكرهه، ويشرعه للأمة؛ بحيث كأنه مخالط له ـ عليه الصلاة والسلام ـ بين أصحابه الكرام؛ فمثل هذا يعرف من أحواله وهديه، وكلامه وأقواله وأفعاله، وما يجوز أن يخبر به وما لا يجوز بما لا يعرفه غيره، وهذا شأن كل متبوع من تابعه؛ فإن الحريص على أقواله وأفعاله من العلم بها، والتمييز بين ما يصح أو ينسب إليه، وما لا يصح، ليس كمن لا يكون كذلك) (2).

ومن ثم فإن الإغراق في جزئيات الإسناد، وتفاصيل الرواية، ودقائق أحوال الرجال يلزم منه إغفال التوسّع في بحث المتن، وهذا من شأنه أن يوسّع الهوّة بين الحديث والفقه؛ لأن مبنى الفقه على المتن، والمتن إذا لم يُمحّص بغربال النقد استخلصت منه أحكام قد تضيّق واسعاً، أو توسّع ضيقاً، أو تستدرك على الشرع ما ليس منه.

http://www.albayan-magazine.com/bayan-214/bayan-02.htm

ومنهج المحدثين المتقدمين عند الحكم على الحديث هو دراسة الحديث من ناحية المتن والسند

وإذا كان في المتن نكارة فينظر إلى الإسناد فقد يكون فيه علة ظاهرة أو غامضة

فأهل الحديث لايقتصرون على صحة السند فقط بل لابد من استقامة المتن وموافقته للنصوص

وأما التقسيمات التي ذكرها طاهر الجزائري فليست صحيحة على إطلاقها، فقد يكون ذلك فيمن تأثر بطريقة الأصوليين وغيرها، أما أئمة الشأن من المحدثين المتقدمين فهم يهتمون غاية الاهتمام باستقامة المتن

ومن تأمل كلامهم في ذلك تبين له هذا الأمر، ومن تأمل كتاب التمييز للإمام مسلم رحمه الله وقرأه قراءة تدبر عرف طريقة القوم في النقد، والكتاب موجود على هذا الرابط

http://www.ahlalhdeeth.com/library/hadeeth/index.html

وللفائدة تنظر هذه الروابط

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3690

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=140898#post140898

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير