تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ذكر من وثقهم ابن حبان وهم عند غيرة كذبة أو متهمون]

ـ[لطفي بن محمد الزغير]ــــــــ[02 - 06 - 05, 01:29 م]ـ

إن منهج ابن حبان في الرجال قد أثار جدلاً وأسال حبراً كثيراً ولقد وقفت على عدد من الأبحاث والكتب المقالات في هذا الملتقى وخارجه عن منهج ابن حبان؛ عن منهجه في التوثيق، ومنهجه في التجريح، وكلا المنهجين قد أثارا جدلاً إذ نرى ابن حبان يوثق المجاهيل والضعفاء، بل ويذكر ذلك عند التوثيق، فيذكر الراوي ويقول: لا أعرف من هو، ويذكر الراوي ويقول: يخطئ، أو يهم ويغرب، وكثيراً ما لا يكون للراوي إلا عدد محدود من الأحاديث، كحديث أو حديثين، فيكون الخطأ يشكل نسبة كبيرة من مرويات هذا الراوي.

ومن ذلك المنهج الذي تكلمت عليه اضطراب ابن حبان في التوثيق والتجريح فيذكر الراوي في الثقات، ثم يذكره في المجروحين، وهذا وجد منه بكثرة، وقد اهتم غير واحد بحصر من أوردهم ابن حبان في الثقات والمجروحين، وهذا الصنيع منه قد يعود للتناقض الصريح أو الصعب على حد تعبير ابن حجر، أو للتردد حيث إن ابن حبان قد ذكر عدداً من الرواة وتردد فيهم، وعندما يذكرهم في المجروحين ويقول عن بعضهم: وهو ممن أستخير الله فيه، أي لم يتبين له أمره حيث ذكره في المجروحين ووجد أنه لا يحتمل الذكر في هذا المكان فيعيد ذكره في المجروحين، أو أن يذكر الراوي في الثقات ويذكر صفة جرح عنده كيخطئ ويهم، ثم يستقر القرار عنده على اعتماده في الضعفاء، أو أن يكون ذكر الراوي في الثقات والمجروحين من أوهام الجمع والتفريق فيفرق بين راويين يضع أحدهما في الثقات والآخر في المجروحين، وهما في الحقيقة راوٍ واجد، وليس هذا مجال التفصيل لما أجملت. ولهذا فإن هذا التعارض بين التوثيق والتجريح الشديد أمر لافت على المتخصصين أن يتفحصوه بعناية، وأن كان صنع ابن حبان وتناقضه في كتبه له أوجه وتآويل فإنَّ تناقض أقواله مع أقوال غيره لحري بالتوقف والدراسة.

ليس من الغريب أن نجد ضعيفاً أو مجهولاً في كتاب الثقات لابن حبان، كأن يكون ابن حبان وثقهم وهم هكذا، وهذا موجود بكثرة في كتاب ابن حبان كما قدمت، ولكن الغريب أن نجد ابن حبان بوثق رجلاً ويتهمه غيره أو يرميه بالكذب، وبين هذا وذاك بون شاسع لا يمكن احتماله، فليس ثمة مرحلة متوسطة قد يلتقي فيها التوثيق مع التجريح في مثل هذه الحالات، فالتوثيق والتجريح قد يلتقيان في مراتب الاعتبار والاختبار، ولكنهما لا يلتقيان أبداً في أول المراتب أو وسطها من التعديل مع آخر المراتب وأسوئها من التجريح فلا بد هنا من خطأ وخلط.

ولقد قمت بتجريد أسماء من وثقهم ابن حبان ذكرهم في كتاب الثقات أو أخرج حديثهم في صحيحه وهم عند غيره كذابون أو متهمون، ودرست حالهم لأنتهي إلى نتيجة قد تؤيد صنيع ابن حبان، أو صنيع غيره، ولست أتشاغل في هذا البحث إلا بما قيل فيه كذابٌ أو متهم فقط، ولا أذكر غير هذه المراتب التي ينتمي أهلها إلى درجة الموضوع من الحديث أو المتروك وكلا النوعين من المُطَّرح المتروك الذي لا يعرج عليه ولا يُتشاعل به، بل هو على تباين شديد مع درجات الثقة والصدوق وحتى الضعيف والمستور، وهذا سرد لأسماء هؤلاء على حروف المعجم.

1 - أبان بن عثمان الأحمر، عن أبان بن تغلب، قال الذهبي (ميزان: 1/ 10، والمغني 1/ 7): تكلم فيه ولم يُترك بالكلية، وأما العقيلي فاتهمه. وقال ابن حجر (لسان الميزان 1/ 35 بتحقيق مرعشلي): ولم أر في كلام العقيلي ذلك وإنما ترجم له وساق من طريق أحمد بن محمد بن أبي نصر السكوني عنه عن أبان بن تغلب عن عكرمة عن ابن عباس، حدثني علي بن أبي طالب أنَّ النبي r عرض نفسه على القبائل، قال العقيلي: لا أصل له ولا يروى من وجه يثبت، إلا ما رواه داود العطار عن ابن خيثمة عن أبي الزبير عن جابر بخلاف لفظ أبان ودونه في الطول، كذا قال ابن حجر وقال أيضاً: وذكره ابن حبان في الثقات (1/ 131)، وفي المطبوع من العقيلي 1/ 37: وليس لهذا الحديث أصل ولا يُروى من وجه يثبت إلا شيء يُروى في مغازي الواقدي وغيره مرسلاً.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير