تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ترجمة الإمام الساجي]

ـ[فواز الجهني]ــــــــ[29 - 03 - 05, 08:40 ص]ـ

[ترجمة الإمام الساجي]

اسمه وكنيته ونسبته:

زكريا بن يحيى بن عبد الرحمن () بن بحر () بن عدي بن عبد الرحمن بن أبيض بن الديلم بن باسل بن ضبة الضبي البصري () الساجي () الشافعي.وكنيته أبو يحيى.

موطنه:

موطنه - رحمه الله - البصرة وإليها ينسب، بها ابتدأ طلبه للعلم، ثم رحل ورجع إليها حيث توفي فيها.

مولده ونشأته:

من خلال النظر في الكتب التي ترجمت له لم أجد من نص على سنة مولده سوى المراغي والزركلي والجابي، حيث نصوا على أنه ولد سنة (220هـ) ().

وذكر عبد الفتاح أبو غدة في تعليقه على كتاب " المتكلمون في الرجال " للسخاوي أنه ولد نحو سنة (217هـ) ().

ولم أر من المتقدمين ممن ترجم له -فيما وقفت عليه في كتبهم - من نص على سنة مولده، وإنما ذكر بعضهم عمره حين وفاته.

فالذهبي ذكر في " السير " أنه توفي في عشر التسعين () وفي " دول الإسلام و " العلو " أنه توفي وله بضع وثمانون ()، وفي " التذكرة " أنه توفي وقد قارب التسعين ().

وذكر ابن عبد الهادي أنه توفي وقد قارب التسعين ()، وذكر السيوطي أنه توفي عن نحو تسعين ()، والأمر في ذلك يسير، فمن قال أنه ولد (220هـ) نظر إلى أنه عاش بضعاً وثمانين سنة ومن قال أنه ولد (217هـ) نظر إلى أنه عاش تسعين عاماً أو قريباً منها، والأمر محتمل، وإن كنت أميل - دون جزم - إلى أنه ولد سنة (217هـ) لقول الذهبي - في موضعين - وابن عبد الهادي والسيوطي أنه عاش نحواً من تسعين عاماً، بينما لم يذكر أنه عاش بضعاً وثمانين سنة سوى الذهبي - في موضعين آخرين - مع إمكانية أن تؤول إلى التسعين باعتبار أن البضع من الثلاثة إلى التسعة، فإن قلنا أنه عاش بضعاً وثمانين عاماً فمعنى ذلك أنها قريبة من التسعين والله أعلم.

وأما نشأته فلم تذكر كتب التراجم شيئاً عنها، وإنما ذكروا أنه سمع من والده يحيى الساجي () ومن طريقه روى عن جرير ()، وروى ابن بطة من طريق ابنه أبي الحسن أحمد بن يحيى عن أبيه اعتقاده ().

وأحمد هذا لم أجد له ترجمة () وأما يحيى فلا أدري أله ابن بهذا الاسم أم أنه تكنى بأبيه؟ وكتب التراجم لم تذكر شيئاً عن ذلك.

ويبدو من نسبته إلى الساج أنه كان يشتغل ببيعه ويؤيد ذلك قول ابن مفلح في ترجمته: ابو يحيى التاجر البصري ().

وفي الجملة لم تبين كتب للتراجم حياته بشكل مفصل ولأجل ذلك قال الإمام الذهبي - رحمه الله -:

ولم تبلغنا أخباره كما في النفس ().

طلبه للعلم ورحلاته

تعد الرحلة من أهم الطرق التي تساعد طالب العلم على التزود والنهل من معين العلم والمعرفة، وهي سنة سلكها بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقد رحل جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - إلى عبد الله بن أنيس الأنصاري - رضي الله عنه - بالشام ()، كما رحل أبو أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - إلى عقبة بن عامر - رضي الله عنه- بمصر ().

وعلى منهجهم سار التابعون من بعدهم - رحمهم الله تعالى -.

قال سعيد بن المسيب:

إن كنت لأسير الأيام والليالي في طلب الحديث الواحد ().

وقال هشيم:كنت أكون بأحد المصرين، فيبلغني أنه بالمصر الآخر حديثاً، فأرحل فيه حتى أسمعه وأرجع ().

وأخبار سلفنا الصالح في ذلك أكثر من أن تحصر، وأشهر من أن تذكر، ولذلك يذكر في كتب مصطلح الحديث آداب طالب للعلم، ومن تلك الآداب: الرحلة في طلب العلم.

قال ابن الصلاح:

وإذا أخذ فيه - أي في كتابة الحديث - فليشمر عن ساق جهده واجتهاده ويبدأ بالسماع من أسند شيوخ مصره، ومن الأولى فالأولى من حيث العلم أو الشهرة أو الشرف أو غير ذلك، وإذا فرغ من سماع العوالي المهمات التي ببلده فليرحل إلى غيره ().

وقال ابن معين:

أربعة لا تؤنس منهم رشداً: حارس الدرب، ومنادي القاضي، وابن المحدث، ورجل يكتب في بلده ولا يرحل في طلب الحديث ().

وعلى هذا الأساس، ومن هذا المنطلق، اعتنى الإمام الساجي بأمر الرحلة في طلب الحديث، إلا أن كتب التراجم لم تذكر السنة التي رحل فيها.

وقد رحل إلى الشام ومصر وسمع من أصحاب ابن وهب والشافعي () كما رحل إلى الكوفة والحجاز ().

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير