تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[شروط دراسة المصطلح]

ـ[ابو ايمن الوكيلي]ــــــــ[19 - 07 - 05, 08:02 م]ـ

هل قام احد من السلف او الخلف بكتابات في هذا المجال؟

بارك الله فيكم

مقتطف من مقال

http://www.attajdid.ma/tajdid/DETAIL.ASP?Articleid=13655

[شروط دراسة المصطلح]

وتقوم دراسة الإصطلاح، أولا، على دراسته في سياقه التاريخي، وإلا سيقع اختلاط بالمعنى المنهجي، فيدرس القديم بالمصطلح الحديث أو العكس. فلا بد أن نعيش المرحلة التاريخية للجهاز الاصطلاحي الذي ندرسه، من يدرس اصطلاحات القرن الثامن الهجري عليه أن يدرس زمان وتاريخ القرن الثامن الهجري وهكذا، ولذلك نجد مثلا من المصطلحات المشكلة مصطلح ''الحكم''، الذي تداخل بين مفهومين: مفهوم وافد غربي لا علاقة للغة العربية به، ومفهوم لغوي أصيل شرعي، ''إذا اجتهد الحكم فأصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد''، التحكيم المذكور في قوله تعالى: (فلا وربك لا يومنون حتى يحكومك) (ومن لم يحكم بما أنزل الله) ''الفاسقون، الظالمون، الكافرون'' هذا الاصطلاح باستعماله القديم له دلالة وسياق تاريخي لغوي مرتبط بالمرحلة القديمة، وفي سياقه الذي استعمل الآن في أوروبا المعاصرة، وكما ترجم له دلالات أخرى، أو على الأقل له سياق تاريخي حضاري مختلف. ووقع الخلط في الفكر الإسلامي المعاصر بين السياسة والحكم وبنيت عليه تجارب إسلامية كبيرة اليوم، ونقض الحكم المقصود به القاضي الذي يتلاعب بالأحكام، ''ولست بالحكم ترضى حكومته'' والحكومة كيفية القضاء في القضية والنازلة، بينما فسره آخرون بتحويل الخلافة من علي إلى معاوية.

لا يمكن أبدا أن نسقط المعاني الوافدة على المصطلحات كما استعملت في التاريخ، لا بد من دراستها في سياقها التاريخي المعروف أولا، لتحرير المفهوم مما علق به في أذهاننا ومما نعيشه في ثقافتنا المعاصرة حتى نصل إلى المصطلح الصافي أو المفهوم الصافي كما كان، ويمكن حينها الحديث عن التجديد وتطوير الاستعمال.

والثاني: يتعلق بدراسة النسيج اللغوي الذي استعمل فيه المصطلح والتمكن من اللغة بخبرة، فلا بد للباحث الذي يتصدى للدراسة من زاد اصطلاحي كبير، لأن الدراسة المصطلحية بين أمرين لا ثالث لهما: إما ممتاز أو هزيل لتعلقه بشروط لغوية خاصة ومتميزة، وقدرة الفهم للغة بكل مستوياتها بما فيها الشرعية واستعمالا، لأن الوحي لغة وإن كانت السنة لغة عملية، ''كنا في عهد رسول الله نفعل كذا''، وسماه الشاطبي بقصد الإفهام، مقاصد فهم اللغة العادية، ثم الشرعية الاستعمالية أو المقام اللغوي، فغياب المقاصد الغوية الاستعمالية يأتي بالكوارث.

والتجربة تدل على أن الدراسة المصطلحية لا بد أن ينهي إليها الإنسان وليس البدء منها.

والشرط المنهجي الثالث والأخير: أن تكون له خبرة بمناهج الدراسات المصطلحية وهذه أمور وصنعة مكتسبة، وهي في المغرب تكاد تستوي على سوقها.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير