رِسَالةٌ في مَنهَجِ أهلِ الحَدِيثِ لشيخ الإسلام تقي الدين أبي العباس أحمد ابن تيمية
ـ[محمد براء]ــــــــ[11 - 11 - 05, 04:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل، بقايا من أهل العلم، يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصرون بنور الله أهل العمى، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم من ضال تائه قد هدوه، فما أحسن أثرهم على الناس وأقبح أثر الناس عليهم.
والصلاة و السلام على البشير النذير والسراج المنير، الذي جعل الله طريقه طريق السرور والفرح، فمن سلكه فاز ونجح، ومن خالفه ضل وجنح، فالحق والنور والهدى في اتباعه، والباطل والظلام والضلال في مخالفته وعصيانه.
وبعد،
فقد قرأت هذه الفتوى لشيخ الإسلام تقيّ الدين أبي العباس أحمد ابن تيَميَّة الحَرَّاني رحمه الله تعالى، في مجموع الفتاوى (4/ 1 - 75) فوجدتها فتوى جليلة، لما تحويه من قضايا منهجية، يحتاجها كل طالب علم.
وهذه الفتوى، وردت جواباً على السؤال التالي:
(ما قولكم في مذهب السلف في الاعتقاد ومذهب غيرهم من المتأخرين، ما الصواب منهما؟ وما تنتحلونه أنتم من المذهبين؟ وفي أهل الحديث: هل هم أولى بالصواب من غيرهم؟ وهل هم المرادون بالفرقة الناجية؟ وهل حدث بعدهم علوم جهلوها وعلمها غيرهم؟).
وقد تعرض الشيخ في الجواب لقضايا كثيرة أهمها:
1) بيان منهج السلف في توحيد الأسماء والصفات.
2) بيان فضيلة أهل الحديث وذكر الأدلة على ذلك.
3) بيان الفرق الشاسع بين منهج أهل الحديث ومنهج أهل الكلام في التلقي، وبيان فساد مذهب أهل الكلام بالأدلة الوافية.
4) وقد تعرض في خلال ذلك لمسائل أخرى مثل كلامه عن معنى العلم وطريق حصوله في القلب، وتكلم عن الضابط في حمد الطوائف والرجال .. وغير ذلك مما ستراه لاحقاً.
ولكنه خرج عن الموضوع في بعض الأحيان، حتى إذا وصلت إلى الصفحة (75) تجده قد بدأ في الحديث عن أمور لا علاقة لها بالإجابة - إلى حد كبير-، وهذا الأسلوب ربما يشتت ذهن القارىء، ولذلك فإني قمت بالعناية بهذه الفتوى على الوجه التالي:
1) وضع عناوين فرعية لكل مجموعة متماسكة من الأفكار، حتى يسهل على القارىء فهم الكلام ولا يتشتت ذهنه، فتزول المشكلة الرئيسية من طريقة عرض هذه الفتوى؛ وهي الاستطراد، علماً أن هذه الرسالة تنتهي بالصفحة (75) لملاحظتي بأن الإجابة انتهت هناك.
2) عزو الآيات القرآنية إلى مواضعها.
3) تخريج الأحاديث اعتماداً على الكتب المشهورة المتوفرة بين أيدي طلبة العلم، وربما توسعت قليلاً في ذلك.
4) عزو أقوال الأئمة وغيرهم إلى مواضعها.
5) التعليق على بعض المواضع بما يفيد القارىء - إن شاء الله -.
6) الترجمة لبعض الأعلام الذين يغلب على ظني جهل طالب العلم العادي بهم.
وأسميتها:
(رِسَالةٌ في مَنهَجِ أهلِ الحَدِيثِ)
هذا، وقد أشار إلى أهمية هذه الفتوى الشيخ ناصر الألباني رحمه الله في مقدمته لكتاب (مختصر العلو) ص13 فقال بعد أن نقل جزءاً منها: " .. ثم شرع (أي: ابن تيمية) في تفصيل ذلك وبيانه بما يدل على مزية أهل الحديث على غيرهم من الفرق فراجعه فإنك لن تراه عند غيره رحمه الله تعالى ".
وأسأل الله العظيم أن ينفعني والقارئين بهذه الرسالة، والحمد لله رب العالمين.
ـ[محمد براء]ــــــــ[02 - 12 - 05, 04:29 م]ـ
للرفع
ـ[أبو أروى]ــــــــ[03 - 12 - 05, 06:02 م]ـ
شكر الله لك هذا الجهد وبارك فيك يا دمشقي وكام شيخ الالام دوما فيه هذه الحلاوة وتعلوه تلك الطلاوة فجزيت خيرا