تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[المعجم الميسر في مصطلحات أهل الأثر]

ـ[محمد خلف سلامة]ــــــــ[10 - 11 - 05, 04:40 م]ـ

مقدمة المعجم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله أكمل حمدٍ وأعلاه وأفضله، وأطيبه وأزكاه وأنماه وأتمه وأشمله، نحمده حمداً متواتراً متكاثراً متكاملاً متصلاً، لا يتوقف ولا يضعف ولا ينقطع ولا نهاية له، وأشهد أن النبي محمداً عبد الله وخاتمُ من أرسله، بعثه الله برحمة سابغة شاملة، ودين قيم عظيم اختاره على كل دين وفضله، ويسره وبينه وفصله، وحيث شاء نشره وبلّغه وأوصله، ورفعه ووسّعه وأكمله، وحفظه وأظهره ومكنه، وكبت كل من عانده، وأخزاه وخذله، ووضع شأنه وأبطله؛ فهدى الله بهذا الحق والهدى من شاء من العباد في سائر العصور والدهور والبقاع والبلاد أوضح نجد وأعدله، وأسمع الله به آذاناً صماً وبصَّر به عيوناً عمياً وفتح به قلوباً غلفاً مقفلة، فصلى الله وبارك عليه وعلى آله وصحبه وعلى كل من كان من أتباعه وحزبه أو صار من أنصاره في سلمه أو حربه، أو سار وراءه على دربه، صادقاً، سابقاً كان أو لاحقاً، كما صلى وبارك على آل إبراهيم في العالمين، إنه حميد مجيد، وبعد.

لقد وجدت المكتبة الحديثية – وعلى الأقل في بلدنا – تشتد حاجتها إلى معجم لمعاني اصطلاحات المحدثين من القدماء والمتأخرين والمحْدَثين؛ ولقد أبان غير واحد من الأئمة المتقدمين والعلماء المحققين والباحثين المعاصرين البارعين عن شدة الحاجة إلى استقراء مصطلحات علماء الحديث وكشف دقائق الفروق بين معانيها عندهم وتخمين المواضع التي يخرجون بها عن المشهور من اصطلاحهم، واتباع أصح المسالك في معرفة معاني مصطلحات القدماء، وتصحيح ما وقع من المتأخرين من سوء فهم لمصطلحات السابقين أو إخلال في شرحها، وقد فصلت القول في هذه المسائل في غير هذا الموضع.

فدفعني ذلك إلى جمع كتاب في هذا الباب؛ ثم إنه طال كثيراً فأشار علي بعض الأحباب باختصاره، والاقتصار على لباب اللباب، تقريباً لمقاصد الكتاب، وتسهيلاً على المبتدئين من الطلاب؛ ففعلت؛ فكان هذا المعجم الذي بين يديك؛ وقد جمعت فيه كثيراً من مصطلحات المحدثين وبينت معانيها عندهم، وأضفت إلى ذلك جملة طيبة مما أجده مهماً من المسائل والتحقيقات والشروح والتفصيلات المتعلقة بتلك المصطلحات والمتممة لفهمها على أصح وجوهها وأقربها إلى مراد أهلها.

وأنا لا أريد أن أمشي على الطريقة التقليدية التي مشى عليها كثير من المؤلفين قديماً وحديثاً، من توجيه أحدهم اللوم على من سبقه إلى موضوع كتابه ليثني هو على كتابه تصريحاً أو تلويحاً؛ ولكني أجدني مضطراً إلى أن أقول:

إن كتب المصطلح كثيرة ومتداولة بين الناس، ولكني أرى أن مقدار ما في تلك الكتب – أو أكثرها - من شرح لمصطلحات المحدثين وألفاظهم التي تعارفوا على معان مخصوصة لها بينهم لن يكون سهلاً على من رام أن يبتدئ في هذا العلم العظيم ويدخل فيه، ولن يُجزي من أراد تحقيقه والوقوف على خوافيه.

أما المبتدئ فلأن ذلك القدر – بسبب قلته أو صعوبته أو تفرقه - لا يصد عنه في ابتداء أمره وحشته، ولا يسد له في أثناء سيره حاجته؛ وكيف يكتفي بمثل ذلك القدر وحده من جاء إلى هذا العلم وهو غريب عنه بعيدٌ منه ما عرف أبوابه وتقسيماته ولا أَلِفَ ألفاظه ولا مصطلحاته، ولا مارس طرائق أربابه ولا تكررت عليه أساليب أصحابه؟! لا شك أن ذلك لا يكفيه؛ ولا سيما إذا لم يتيسر له المدرس الذي يأخذ عنه البيان والتوجيه ..

وأما طالب التبحر والتحقيق وقاصد الاجتهاد والتدقيق فإن ذلك لن يحقق له من هذا الفن بغيته ولن يقرب إليه منه غايته، وهو لا يسعفه في مناطق مضايقه ولا يوقفه على حقائق دقائقه، فقد وقع من الكثرة والتشعب والدقة والخفاء والإلباس في مذاهب النقاد واصطلاحاتهم ما وقع فيها؛ ثم إن تلك الاصطلاحات – أو تفاصيل معانيها – لم يتفق على جميعها جميع أهل هذا الفن، بل خالف كثير منهم في كثير منها الجمهور مخالفة قريبة أو بعيدة، واستعمل بعضهم بعضها في أكثر من معنى، وأهمل شرح أغلبها سائر المتقدمين، ولم يحسن شرح كثير منها كثير من المتأخرين والمعاصرين، فكل ذلك وغيره زاد في صعوبة معرفتها على سبيل التفصيل والتحقيق، وجعل أكثر هذه الكتب المؤلفة في هذه الأبواب غير وافية بهذه المقاصد ولا شافية في هذه المطالب، ولا سيما في حق أهل هذا العصر الذي انحسرت فيه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير