[الترجيح بعدم سلوك الجادة, هل هي مطردة]
ـ[أبو محمد التميمي]ــــــــ[02 - 04 - 05, 02:25 م]ـ
نرى في كتب العلل أن الأئمة النقاد -رحمهم الله- في بعض الاختلافات الواقعة في بعض الأحاديث يرجحون رواية على أخرى بقرينة أن أحد الراويين سلك الجادة المعروفة بخلاف الآخر فإنه لم يسلك الجادة , فيرجحون رواية من لم يسلك الجادة على رواية من سلكها ,
فهل هذه القرينة مطردة دائما؟ وهل يرجح بها دائما؟
وهل لها ضوابط؟
نرجوا من الإخوة الإفادة
وجزاكم الله خيرا,,,,,
ـ[هشام الحلاّف]ــــــــ[02 - 04 - 05, 06:20 م]ـ
إليك هذا الرابط وفيه الكلام على الترجيح بسلوك غير الجادة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5110&highlight=%D3%E1%E6%DF+%C7%E1%CC%C7%CF%C9
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[03 - 04 - 05, 01:14 ص]ـ
ويضاف إلى ذلك ما كتبه الشيخ عادل الزرقي في كتاب (قواعد العلل وقرائن الترجيح).
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[03 - 04 - 05, 02:50 ص]ـ
هذا ما أشار إليه الشيخ (عبد الله المزروع)، نقلته للفائدة:
قال الشيخ عبد الشكور الزرقي في كتابه القيِّم «قواعد العلل وقرائن الترجيح» (ص73 - 80) في سياق الكلام على القرائن الأغلبية للترجيح والموازنة بين الروايات المختلفة:
(4. سلوك الجادة:
وهذا تعبير استعمله جماعة من العلماء كابن حجر، وقال أيضاً: «تبع العادة».
ومن تعابير المحدثين السابقين قول ابن المديني: «سلك المحجة». أما أبو حاتم فقد أكثر من قوله: «لزم الطريق». وقال الحاكم: «أخذ طريق المجرة». والفرق بين العبارات يسير.
قال ابن رجب: «قول أبي حاتم: (مبارك لزم الطريق)، يعني أن رواية ثابت عن أنس سلسلة معروفة مشهورة تسبق إليها الألسنة والأوهام، فيسلكها من قلّ حفظه، بخلاف ما قاله حماد بن سلمة، فإن في إسناده ما يستغرب، فلا يحفظه إلا حافظ. وأبو حاتم كثيراً ما يعلل الأحاديث بمثل هذا، وكذلك غيره من الأئمة».
وقال أيضاً: «ولا ريب أن الذي قالوا فيه: عن أبي هريرة رضي الله عنه جماعةٌ حفاظٌ، لكن الوهم يسبق كثيراً إلى هذا إلاسناد؛ فإن رواية سعيد المقبري، عن أبي هريرة، أو عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه سلسلةٌ معروفة، تسبق إليها الألسن، بخلاف رواية سعيد عن أبيه، عن ابن وديعة، عن سلمان؛ فانها سلسلةٌ غريبةٌ، لا يقولها إلا حافظ لها متقنٌ».
وهذا السلوك قسمان هما:
1. سلوك للجادة في المتن، وهو قليل، فإن الأصل في الأحاديث المروية الرفع، فإذا جاء تفصيل من بعض الثقات برفع بعضه ووقف بعضه الآخر، فإن هذا قرينة على سلوك غيره للجادة برفعه كله. ومن أمثلته العملية: قول الدارقطني عن حديث أبي الأحوص عن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يخطب يوم الخميس قائماً يقول: «يا أيها الناس إنما هما اثنتان الهدى والكلام وأصدق الحديث كتاب الله وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة» الحديث بطوله، قال: «يرويه أبو إسحاق واختلف عنه، فرواه إدريس الأودي وموسى بن عقبة ورفعا الخطبة كلها إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ورواه شعبة وإسرائيل وشريك من كلام عبد الله إلا قوله: «ألا أنبئكم ما العضة هو النميمة» فإنهم رفعوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك قوله: «إن الرجل ليصدق حتى يكتب صديقاً»، وقول شعبة ومن تابعه أولى بالصواب».
2. سلوك للجادة في السند، وهو الغالب. فإنه إذا اختلف على قتادة - مثلاً - في حديث، فرواه بعض أصحابه عنه بسند غير مشهور، وآخر رواه عنه عن أنس - رضي الله عنه -، فإن جانب من رواه بالوجه الأخير يضعُف، لاحتمال أن يكون وهم بسبب شهرة هذا السند عن قتادة.
ومثله ما لو روى ثقة عن مالك عن نافع عن ابن عمر - رضي الله عنهما -، وغيره يرويه بسند آخر أقل شهرة، ولذلك أمثلة كثيرة.
منها ما رواه جرير بن حازم عن ثابت عن أنس مرفوعاً: «إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني».
¥