ـــــــــ سَلامِى إِلَى مَنْ سَكَنْ بِالْبَلَدِ الأَمِينِ. وَتُرْبَةِ التَّقْدِيسِ وَالشَّرَفِ الْمَكِينِ. أُمِّ الْقُرَى الَّتِى بَارَكَهَا رَبُّ الْعَالَمِينَ وَزَكَّى سَاكِنِيهَا. وَوَلَّى وُجُوهَ عِبَادِهِ شَطْرَ كَعْبَتِهَا وَنَوَاحِيهَا. اللَّهُمْ، فَزِدْ هَذَا الْبَلَدَ تَشْرِيفَاً وَتَكْرِيْمَاً. وَعِزَّاً وَمَهَابَةً وَتَعْظِيمَاً.
سَلامِى إِلَى مَنْ لَهُ لُطُفُ خُلُقٍ يَسْعَى اللُّطُفُ لِيُقَبِّلَ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ. وَيَسْعَدُ السَّلامُ وَالشَّوْقُ بِالْمُثُولِ بَيْنَ يَدِيْهِ. حَفِظَ اللهُ عَلَى الدَّوَامِ عُلاكَ. وَأَعَاذَكَ مِنْ الْحَسَدِ وَعَافَاكَ. وَسَلَّمَكَ وَحَيَّاكَ. وَحَفِظَ دِينَكَ وَدُنْيَاكَ. وَأَمَدَّكَ مِنْ فَضْلِهِ بِالْمَزِيدِ. وَمِنْ الأَجَلِ بِالْعُمْرِ الْمَدِيدِ.
وَأَنَا وَإِنْ لَمْ تَقَعْ لِى عَلَيْكَ عَيْنٌ. فَمَوْصُولُ أَخْبَارِكَ إِحْدَى الرُّؤْيَتَيْنِ. وَمِمَّا يُؤْثَرُ مِنْ رَسَائِلِ أَبِى مُحَمَّدِ بْنِ أَبِى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْبَرِّ الْكَاتِبِ الْوَزِيرِ ذِى الْفُنُونْ. وَأَنَا عَنْهُ نَاقِلٌ، وَبِكَلامِهِ جَدُّ مَفْتُونْ: وَقَدِيْمَاً تَوَاصَلَ النَّاسُ عَلَى الْبُعْدِ. وَتَهَادُوا ثِمَارَ الإِخْلاصِ وَالْوُدِّ. وَإِنْ لَمْ تَتَقَدَّمْ سَبَبٌ مُوجِبٌ لِلتَّوَاصُلِ. وَلَمْ يَرِدْ رَائِدٌ مُقْتَضٍ لِلتَّرَاسُلِ. وَمَا أَقُولُ إِنَّ مُخَالَطَةً تَمَكَنَّتْ لا سَبَبَ لَهَا. وَلا مُبَاسَطَةٌ تَمَهَّدَتْ لا بَاعِثَ عَلَيْهَا. فَإِنَّ تَوَقِّ النَّفْسِ إِلَى اسْتَصْفَاءِ الْفُضَلاءِ. وَاقْتِنَاءِ مَوَدَاتِ الأَوْفِيَاءِ. أَقْوَى أَسْبَابِ الارْتِبَاطِ. وَأَدْعَى أَبْوَابِ الاغْتِبَاطِ. وَمُحَالٌ أَنْ تَنْجَذِبَ نَفْسٌ إِلَى مَنْ لَيْسَ لَهَا بِهِ أُنْسٌ. أَوْ يَكْلَفَ ضَمِيرٌ بِمَنْ لا يُشَاكِلُهُ مِنْ أَبْنَاءِ الْجِنْسِ. وَقَدْ تَخَلَّتْ مُخَاطَبَتِى لَكَ إِلا مِنْ سَبَبِ الْمَحَبَّةِ فِيكَ. وَالْمَعْرِفَةِ بِجَمِيلِ مَذَاهِبَكَ وَمَسَاعِيكَ.
وأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ: فَمَا أَخْطَأَتْكَ الْفِرَاسَةُ. وَلا اخْتَلَفَتْ فِيكَ الرِّيَاسَةُ. بَلْ أَوْفَيْتَ عَلَى الْمِقَدَارِ الْمَظْنُونِ. وَأَتَيْتَ مِنْ وَرَاءِ الْمُتَيَقَّنِ الْمَضْمُونِ. وَقَدِيْمَاً قَالُوا: لِلْبِقَاعِ تَأَثِيرٌ فِى الطِّبَاعِ. وَالْعِرْقُ إِلَى طِينَتِهِ نَزَّاعٌ. فَحَقَّ لِمَنْ كَانَ مَغْرِسُهُ الرِّيَاضِ. أَنْ يَلْبَسَ بُرْدَ نَسِيمِهَا الْفَضَاضِ. وَتَبْسُقَ فِى سَمَاءِ الْمَجْدِ شَجَرَةُ فَضَائِلِهِ. وَتُؤْتِى أُكُلَهَا لِمُبْتَغِى الْفَضْلِ وَسَائِلِهِ. فَقَدْ اخْتَالَ بِكَ هَذَا الْمُلْتَقَى اخْتِيَالَ الْعَرُوسِ. وَخَضَعَتْ لِنَبَاهِتَكِ أَعِزَّةُ النُّفُوسِ.
وَمَنْ كَانَ عَلَى مَا أَنْتَ عَلَيْهِ. فَمَرْغُوبٌ فِيهِ مُنْجَذِبٌ إِلَيْهِ. مَطْلُوبٌ إِخَائُهُ. مَخْطُوبٌ صَفَائُهُ. مَحْبُوبٌ عَلَى الْبُعَادِ. مُفَدَّىً حَتَّى مِنْ الأَضْدَادِ.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[06 - 09 - 05, 04:38 م]ـ
وَهَذَا تَمَامُ الْعُشَاريَّةِ:
[8] كَثِيرُ بْنُ فَرْقَدٍ الْمَدَنِيُّ.
رَوَى لَهُ الْبُخَارِيُّ حَدِيثَاً وَاحِدَاً، ومُتَابِعَتَيْنِ:
قَالَ فِي ((الجمعة)) (982): حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ ثَنَا اللَّيْثُ حَدَّثَنِي كَثِيرُ بْنُ فَرْقَدٍ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَنْحَرُ أَوْ يَذْبَحُ بِالْمُصَلَّى.
وأعاده فِي ((الأضاحِي)) (5552) قال: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ ثَنَا اللَّيْثُ عَنْ كَثِيرِ بْنِ فَرْقَدٍ عَنْ نَافِعٍ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ أَخْبَرَهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْبَحُ، وَيَنْحَرُ بِالْمُصَلَّى.
[9] مُحَمَّدُ بْنُ الْحَكَمِ الْمَرْوزِيُّ الأَحْوَلُ.
رَوَى لَهُ الْبُخَارِيُّ حَدِيثَيْنِ اثْنَيْنِ:
¥