ويأتي معنى (المناولة) في موضعه.
أرجو أن لا باس به:
هذه اللفظة إنما يستعملها الناقد ليبين بها أنَّ أقرب الأقوال عنده في حق ذلك الراوي أنه لا بأس به؛ [وانظر: لا بأس به]؛ فهو غير جازم بذلك الحكم فيه، وإنما هو واقع منه على سبيل الظن والتخمين.
فقوله (أرجو أنه لا بأس به) منخفض في التعديل عن قوله (لا بأس به)، فإن الإخبار برجاء انتفاء البأس هو قطعاً دون القطع به، أي بالانتفاء.
وابن عدي خالف الجمهور في هذه العبارة فإنه يتكرر منه كثيراً في كتابه (الكامل) أن يذكر منكرات الراوي ثم يقول: (أرجو أنه لا بأس به)، يعني بالبأس تعمد الكذب.
أرجو أن يكون صدوقاً:
يصف الناقد بهذه الكلمة ونحوها الراوي الذي لم يَخْبره ولم يظهر له ما ينافي كونَه صدوقاً؛ فهي دون قوله (صدوق)؛ والفرق بينهما كالفرق بين قولهم (أرجو أن لا بأس به) وقولهم (لا بأس به)، وقد تقدم ذلك أقرب ما يكون.
الإرسال، الإرسال الجلي، الإرسال الخفي، الإرسال الظاهر:
انظر (مرسل).
إرم به:
أي اتركه.
أسأل الله السلامة:
هذه من عبارات الطعن الشديد.
الأسماء المفردة:
الاسم المفرد هو الذي لم يسم به إلا راو واحد، فلا يشاركه في اسمه غيره من الرواة.
إسناد:
الإسناد يأتي بمعنى السند؛ فهو هنا قسيم المتن وقسم من الحديث.
وهو – على هذا المعنى – ما يذكره الناقل للخبر من الرجال الذين تتابعوا على نقله، ومن الإشارة – بصيغ الأداء التي يذكرها بين كل راويين - إلى كيفية أخذ كل واحد منهم الخبر عن صاحبه.
وتأتي لفظة الإسناد أيضاً بمعنى ذكر السند، فهي هنا مصدرٌ للفعل (أسْنَدَ) المقابل للفعل (أرسَلَ).
تكميل: للسَّنَد معاني لغوية مذكورة في كتب اللغة وفي كثير من كتب المصطلح، ومرجعها إلى أصل واحد وهو انضمام الشيء إلى الشيء وتَقَوِّيهِ به؛ وله في الاصطلاح معنيان:
أولهما: قديم جداً ومشهور، وهو ما تقدم ذكره هنا.
وثانيهما: الكتاب الحاوي للشيوخ والكتب المتصلة السند؛ وهو بمعنى الثبَت والفهرست والبرنامج والمشيخة ومعجم الشيوخ، ولكن الثبَت والسند يختصان غالباً بالإجازات، ولهذا لا يبلغ حجم الواحد منهما حجم الفهرس أو البرنامج أو المعجم أو المشيخة.
تنبيه: السند الذي بمعنى الثبت يجمع على أَسناد، ولا يجمع جمع تكسير آخر.
أَسْنَدُ:
يقال: هذا الحديث أسند من ذاك؛ أي انه أصح وأقوى منه من جهة إسناده.
أسنَدَ:
هذه الكلمة تستعمل على ثلاثة أوجه؛ فيقال:
أسند فلان حديثه بمعنى ذكر إسناده، وقد تقدم هذا المعنى في (إسناد)؛ ومنه قولهم: أسند فلان عن فلان – أو إلى فلان - كذا أي أنه روى عنه ذلك سواء كان ذلك بواسطة أم بلا واسطة.
ويقال: أرسله مرة وأسنده مرة، بمعنى أنه رواه مرة متصلاً ومرة منقطعاً. وهذا هو الوجه الثاني من استعمالات لفظة (أسند).
ويقال: وقفه زيد وأسنده عمرو، بمعنى أن زيداً رواه موقوفاً وعَمْراً رواه مرفوعاً؛ وهذا هو الوجه الثالث.
أشار بيده إلى لسانه:
إذا ذكر الناقد راوياً أو سئل عنه فاكتفى بالإشارة بيده إلى لسانه فمعنى ذلك أنه كذاب.
أصح الأسانيد:
هي الأسانيد التي يكون مجموع ما روي بها من متون أصح في الجملة من سائر المرويات.
أصح شيء في الباب:
أي أقوى أحاديث الباب، فليس هذه العبارة صريحة في التصحيح، لأنهم لا يشترطون في هذا التفضيل الصحة في الأفضل، بل يصفون بها أحياناً أشبه أحاديث الباب وأقلها ضعفاً.
وعلى ما تقدم يقاس قولهم في حديثٍ ما: (هو أحسن أحاديث الباب).
أصْل:
تدخل هذه الكلمة في استعمالات المحدثين بأوجه عديدة متقاربة.
من ذلك قولهم (هذا الحديث لا أصل له)، أو (له أصل) ويأتي شرح هاتين العبارتين.
ومنها الحديث الذي يكون أساساً في بابه وقاعدة له ويكون مشتملاً على معنى مهم أو حكمٍ يحتاج إليه الناس.
وقريب من هذا المعنى وصفهم للحديث الذي يسوقه صاحب الصحيح أو السنن على سبيل الاحتجاج وتتوفر فيه شروطه في التصحيح، بأنه من أصول ذلك الكتاب؛ ويقابله ما أخرجه على سبيل المتابعة والاستشهاد.
تنبيه: عادة أصحاب الصحاح في ترتيب أحاديثها تقديم الأصول من الأحاديث على ما سواها من الأحاديث في أبوابها.
اضطراب:
¥