تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

صدقت أخي بلال، وللأخ محمد أقول: عقيدة الإنسان هي روحه فتعلم أخي وابحث عن الحق ولا تقل: أدركت الناس وهم يقولون فقلت! وأنصحك بقراءة هذه الرسالة:"منهج الأشاعرة في العقيدة". للدكتور سفر الحوالي، وهي مع صغر حجمها من أحسن ما كتب في هذا الباب، وأسأل الله أن يهدينا وإياكم وسائر المسلمين.

وسوف انقل لك نقلا مختصرا من رسالة:"منهج الأشاعرة في العقيدة" وهذا النقل يتعلق بزعم الأشاعرة أن أتباع السلف يكفرونهم، ودندنتهم حول أنهم أهل السنة أو من أهل السنة وبيان موقف المذاهب الأربعة من الأشعرية، قال الشيخ سفر الحوالي:

"إن الحاصل فعلاً هو العكس، فالأشاعرة هم الذين كفروا وما يزالون يكفرون أتباع السلف، بل كفروا كل من قال إن الله تعالى موصوف بالعلو – كما سيأتي هنا – وحسبك تكفيرهم واضطهادهم لشيخ الإسلام وهو ما لم يفعله أهل السنة بعالم أشعري قط، وقد سطر – رحمه الله – بعض جورهم عليه في أول التسعينية وصرح به كل من كتب عن سيرته.

ولولا الإطالة لأوردت بعض ما تصرح به كتب عقيدتهم من اتهامه بالزندقة والكفر والضلال، ومن الأمثلة المعاصرة كتب الكوثري ومقالاته وكتاب " براءة الأشعريين " نقل لنا بعض أهل العلم أن صاحبه هو عبدالفتاح أبو غدة وكتاب " ابن تيمية ليس سلفياً " وبعض ما ورد في كتاب " أركان الإيمان ".

فيا عجباً لهؤلاء القوم يكفرونه ثم يدعون أنهم وإياه على مذهب واحد ويشملهم جميعاً اسم " السنة والجماعة "!! وإذا كانت كتب الأشاعرة تتبرأ من " الحشوية والمجسمة والنابتة " وغير ذلك مما يلقبون به أهل السنة والجماعة فكيف يكونون وهم سواء!!

ثالثاً: كان بودي أن يفصل الشيخ (يقصد الشيخ الفوزان في رده على الصابوني) معنى مصطلح أهل السنة ودخول الأشاعرة فيه أو عدمه وهي التي يدندن حولها الصابوني، وأنا أوجزه جداً فأقول:

إن مصطلح أهل السنة والجماعة يطلق ويراد به معنيان:

أ- المعنى الأعم: وهو ما يقابل الشيعة فيقال: المنتسبون للإسلام قسمان: أهل السنة والشيعة، مثلما عنون شيخ الإسلام كتابه في الرد على الرافضي " منهاج السنة " وفيه بين هذين المعنيين، وصرح أن ما ذهبت إليه الطوائف المبتدعة من أهل السنة بالمعنى الأخص.

وهذا المعنى يدخل فيه كل من سوى الشيعة كالأشاعرة، لاسيما والأشاعرة فيما يتعلق بموضوع الصحابة والخلفاء متفقون مع أهل السنة وهي نقطة الاتفاق المنهجية الوحيدة كما سيأتي.

ب- المعنى الأخص: وهو ما يقابل المبتدعة وأهل الأهواء، وهو الأكثر استعمالاً في كتب الجرح والتعديل، فإذا قالوا عن الرجل أنه صاحب سنة أو كان سنياً أو من أهل السنة ونحوها، فالمراد أنه ليس من إحدى الطوائف البدعية كالخوارج والمعتزلة والشيعة، وليس صاحب كلام وهوى.

وهذا المعنى لا يدخل فيه الأشاعرة أبداً، بل هم خارجون عنه وقد نص الإمام أحمد وابن المديني على أن من خاض في شيء من علم الكلام لا يعتبر من أهل السنة وإن أصاب بكلامه السنة حتى يدع الجدل ويسلم للنصوص، فلم يشترطوا موافقة السنة فحسب، بل التلقي والاستمداد منها، فمن تلقى من السنة فهو من أهلها وإن أخطأ، ومن تلقى من غيرها فقد أخطأ وإن وافقها في النتيجة.

والأشاعرة – كما سترى – تلقوا واستمدوا من غير السنة ولم يوافقوها في النتائج فكيف يكونون من أهلها.

وسنأتي بحكمهم عند أئمة المذاهب الأربعة من الفقهاء فما بالك بأئمة الجرح والتعديل من أصحاب الحديث:

1 - عند المالكية:

روى حافظ المغرب وعلمها الفذ ابن عبد البر بسنده عن فقيه المالكية بالمشرق ابن خويز منداذ أنه قال في كتاب الشهادات شرحاً لقول مالك: لا تجوز شهادة أهل البدع والأهواء، وقال:

" أهل الأهواء عند مالك وسائر أصحابنا هم أهل الكلام، فكل متكلم فهو من أهل الأهواء والبدع أشعرياً كان أو غير أشعري، ولا تقبل له شهادة في الإسلام أبداً، ويهجر ويؤدب على بدعته، فإن تمادى عليها استتيب منها. (جامع بيان العلم وفضله 2/ 117 تحقيق عثمان محمد عثمان، وهو في 2/ 96 من الطبعة المنيرية.).

وروى ابن عبد البر نفسه في الانتقاء عن الأئمة الثلاثة " مالك وأبي حنيفة والشافعي " نهيهم عن الكلام وزجر أصحابه وتبديعهم وتعزيرهم، ومثله ابن القيم في " اجتماع الجيوش الإسلامية " فماذا يكون الأشاعرة إن لم يكونوا أصحاب كلام؟

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير