تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وروى أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا تستضيئوا بنار المشركين ولا تنقشوا في خواتيمكم عربياً" فسره الحسن بن أبي الحسن فقال: أراد عليه السلام لا تستشيروا المشركين في شيء من أموركم، ولا تنقشوا في خواتيمكم محمداً. قال الحسن: وتصديق ذلك في كتاب الله عز وجل:" يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم" الآية.

وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره: قوله تعالى:" لا تتخذوا بطانة من دونكم" أي من غيركم من أهل الأديان، وبطانة الرجل هم خاصة أهله الذين يطلعون على داخلة أمره.

وقد روى البخاري والنسائي وغيرهما من حديث جماعة منهم يونس ويحيى بن سعيد وموسى بن عقبة وابن أبي عتيق عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان بطانة تأمره بالخير وتحضه عليه وبطانة تأمره بالسوء وتحضه عليه والمعصوم من عصم الله".

ثم ذكر ابن كثير حديث " لا تستضيئوا بنار المشركين" الذي ذكره القرطبي، ونقل تفسير الحسن البصري ثم قال: وهذا التفسير فيه نظر ومعناه ظاهر، فذكر نقش الخاتم ثم قال: وأما الاستضاءة بنار المشركين فمعناه لا تقاربوهم في المنازل بحيث تكونون معهم في بلادهم، بل تباعدوا منهم، وهاجروا من بلادهم، ولهذا روى أبو داود: " لا تتراءى ناراهما". وفي الحديث الآخر: " من جامع المشرك أو سكن معه فهو مثله". فحمل الحديث على ما قاله الحسن رحمه الله والاستشهاد عليه بالآية فيه نظر والله أعلم.

وقال البغوي في تفسير هذه الآية: قال ابن عباس رضي الله عنهما: كان رجال من المسلمين يواصلون اليهود لما بينهم من القرابة والصداقة والحلف والجوار والرضاع فأنزل الله تعالى هذه الآية ينهاهم عن مباطنتهم خوف الفتنة عليهم. وقال مجاهد: نزلت في قوم من المؤمنين كانوا يصافون المنافقين فنهاهم الله تعالى عن ذلك فقال: " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم" أي أولياء وأصفياء من غير أهل ملتكم.

قلت: فانظرـ يرحمك الله تعالى ــ إلى أقوال المفسرين والعلماء، وعلى ذلك عامة المفسرين ولكن اكتفينا بأقوال بعضهم خشية الإطالة، ثم انظر إلى قول الكاتب:" وكان الأستاذ وهيب بك دوس المحامي والأستاذ لويس فانوس المحامي والأستاذ كريم ثابت الصحفي أعضاء في لجنة سياسية شكلها مكتب إرشاد الإخوان المسلمين"!!!.

قلت: لذلك وغيره لا تفلح هذه اللجان.

وأما النصوص التي أوردها الكاتب يستدل بها لرأيه، فإنها لا يستدل بها لما ذهب إليه، لذلك تجده يقتطع الكلام من أقوال المفسرين، فيأخذ ما يوافق قوله ويحجب ما يخالفه، ولم نعهد علماءنا يفعلون ذلك حيث بغيتهم الحق أينما كان. وإليك بعض ما فعله في هذا الصدد: ــ

في ص93 قال: " يقول الله عز وجل:? لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِن اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ? (الممتحنة:8)

قال القرطبي في تفسير الآية: هذه الآية رخصة من الله تعالى في صلة الذين لم يعادوا المؤمنين ولم يقاتلوهم قال: وقال أكثر أهل التأويل: هي محكمة، واحتجوا بأن أسماء بنت أبي بكر سألت النبي صلى الله عليه وسلم:"هل تصل أمها حين قدمت عليها مشركة؟ قال: نعم" رواه البخاري ومسلم. وأنزل الله تعالى: ? لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ? قال: وقد بينا أن إسماعيل بن إسحاق القاضي دخل عليه ذمي فأكرمه، فأخذ عليه الحاضرون في ذلك، فتلا هذه الآية عليهم." اهـ.

هذا ما نقله الكاتب وإليك نص القرطبي: ـ

(الآية: 8 {لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين}

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير