تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما إذا حاذى بالطائرة فإنه يعتد بمحاذاة المسجد ولم أجد تحديدا دقيقا رغم كثرة سؤالي لبعض الأخوة الذين لهم خبرة وبعضهم يقود الطائرات، فسألتهم فاختلف تقديرهم للدقائق من الإقلاع إلى محاذاة الميقات؛ والسبب في هذا اختلاف جهة الإقلاع، واختلاف السرعة؛ خاصة عند وجود الريح وعدمه، ولذلك لا يوضع ضابط معين بالنسبة للوقت، فتارة إذا أقلع على الجهة المعاكسة للميقات سيستغرق وقت حتى يقلع ثم يرجع إلى سيره، وهذا يحتاج إلى زيادة ا لدقائق، وهكذا إذا أقلع بخلاف ما إذا أقلع مباشرة على جهة مكة، وأيضا يختلف في الزمان كما يذكر بعض أهل الخبرة منهم بحسب قوة الريح وضعفه، وقوة الطائرة وضعفها، فهذا صعب وضع قدر زماني يحدد به، لكن يستطيع الراكب أن ينظر فيعتد بالمحاذاة إذا كان من جهة النظر أو تيسر له النظر، أو إذا بلغ أنه بالمحاذاة فإنه يبني على ذلك إذا كان بقول الثقة، هذا حاصل ما يقال بالنسبة لميقات: ذوالحليفة.

ميقات ذوالحليفة يقال له: أبيار علي، وهو يبعد عن المدينة ما يقارب تسعة كيلومترات، وهذا الميقات أجمع العلماء -رحمهم الله- على أنه ميقات محدد من النبي - - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - بالقول وبالفعل، فحدده النبي - - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - بالقول، وقال: ((يهل أهل المدينة من ذي الحليفة)) وحدده بالفعل حينما أحرم منه -عليه الصلاة والسلام-.

قال رحمه الله: [وأهل الشام والمغرب ومصر الجحفة]: وميقات أهل الشام ومصر والمغرب وأهل أفريقيا في الطريق القديم حيث كانوا يأتون من شمال المملكة من أعلى العقبة، ثم ينزلون برا على جهة ضبا، ثم يمرون بالجحفة فطريقهم ساحلي غربي، ولذلك ميقات أهل الغرب هو الجحفة، وأهل الشام أخذوا حكم أهل الغرب؛ لأنه كان لهم طريق من جهة الساحل وهو الذي تسبقه العير، وفيه قصة عير قريش المشهورة، فطريق الساحل هذا إذا أخذه أهل الشام صار ميقاتهم الجحفة، وأما إذا مروا بالمدينة وصار طريقهم إلى المدينة لا إشكال أن ميقاتهم وميقات المدينة واحد، وعلى هذا فإن ميقات الجحفة ميقات أهل الشام وأهل الغرب.

والجحفة مأخوذة من اجتحف الشيء إذا أخذه، قالوا: كان فيها قوم من العماليق، فأرسل الله عليهم السيل فاجتحفهم، فأخذهم عن بكرة أبيهم، فسميت الجحفة، ويقال: لها مهِيْعة ومَهْيَعة وهذا الموضع خراب مهجور؛ وذلك لأن النبي - - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - قال: ((اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا لمكة أو أشد وصححها وانقل حماها إلى الجحفة)) فنقلت الحما إلى الجحفة فأصبحت وبيئة ولذلك يتحاماها الناس ويحرمون بحذائها من رابغ، فهذا الميقات أجمع العلماء على أنه نصي وأن النبي - r- أقته كما في الصحيحين من حديث ابن عباس وعبدالله بن عمر قال عبدالله 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: وقت رسول الله - - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - لأهل المدينة ذا الحليفة، ولأهل الشام الجحفة.

فقوله: ولأهل الشام الجحفة أي وقّت لأهل الشام الجحفة، فهو ميقات نصي يبعد عن مكة خمس مراحل، وهو ما يقارب مائتين وكيلو، وهو ميقات من ذكرنا من جهة الغرب.

قال رحمه الله: [واليمن يلملم]: واليمن يلملم ويقال ألملم، وهو جبل معروف في ذلك الموضع، ويقال إنه موضع السعدية الآن ويبعد عن مكة بمرحلتين ما يقارب من ثمانين إلى خمس وثمانين كيلومتر وهو ميقات أهل اليمن، وكانوا في القديم يأتي الحجاج من الصين ومن جاوه ومن ماليزيا عن طريق اليمن وحضرموت ثم يسلكون طريق الجنوب ويكون هذا ميقاتا لهم ولذلك اعتدوه ميقاتا للجنوب.

قال رحمه الله: [ولنجد قرن]: ولأهل نجد قرن المنازل. يقال له: قرن الثعالب، والقرن له أسماء: يطلق على عدة مسميات منها: أعلى الجبل، وهذا الموضع يقال إنه هو طبعا يسمى الآن بالسيل الكبير، ويبعد عن مكة بمرحلتين ما يقارب من ثمانين كيلومتر إلى خمس وثمانين كيلومتر وهو ميقات أهل نجد ومن جاء من طريق من أهل الخليج.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير