تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

- - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - -؛ فصار أصلا في إحرام المبهم وهو قول أئمة الأربعة رحمهم الله.

إذا صار مبهما فإنه يصرفه إلى ما شاء قبل ابتدائه بالطواف على التفصيل الذي ذكرنا للعلماء هل العبرة بابتداء الطواف أو العبرة بأكثر الطواف في العُمَر؟

الصحيح كما ذكرنا العبرة بابتداء الطواف ويقلبه إلى عمرة ينوي به العمرة أو ينوي به حجا إفرادا أو ينوي به قرانا أو ينوي به عمرة متمعة بها في حجه. قالوا: والأصل في ذلك أن النبي - - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - لما أتاه علي من اليمن. قاله له: بما أهللت؟ قال: أهللت بما أهلّ رسول الله - - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - -. فقال له النبي - - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - -: ابق كما أنت ولو أني سقت الهدي لتحللت وجعلتها عمرة، فدل على مشروعية الإبهام، وأنه يعينه قبل ابتدائه بالطواف.

قال رحمه الله: [فإذا استوى على راحلته لبى]: فإذا استوى: يعني ركب. على راحلته: أي على دابته، فيدخل في زماننا السيارة، والسنة أن يلبي وهو في مصلاه؛ لما ذكرنا. فإذا ركب على الراحلة لبى؛ تأسيا بالنبي - - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - -.

قال رحمه الله: [فقال لبيك اللهم لبيك. لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك الملك لا شريك لك]: هذا اللفظ هو أفضل ألفاظ التلبية وهو الوارد عن النبي - - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - وهو الذي عناه جابر في منسكه بقوله: ((أهل بالتوحيد)).

لبيك اللهم: قيل: لبى مثنى لبى النداء أي أجاب مرة بعد مرة. أي أنا مجيب لندائك يا الله مرة بعد مرة، وهذا النداء هو الذي أمر الله به الخليل فقال سبحانه وتعالى: {وأذن في الناس في الحج} فقال: أيها الناس إن الله كتب عليكم الحج كما في حديث الحاكم وغيره. فقالوا إن قوله لبيك اللهم لبيك إجابة لهذا النداء، وقيل: لبى من ألبّ بالمكان إذا أقام فيه، فهو يقول: أنا مقيم على طاعتك إقامة بعد إقامة، وقيل: من لبّ الشيء التلبية من لب الشيء وهو خالصه، وما كان سالما من الشوائب، فهو يقول: إخلاصي لك يا الله إخلاصا بعد إخلاص؛ لأن العبادة لا تقبل إلا من المخلصين، وقيل غير ذلك، منها قولهم: المواجهة والاتجاه فتقول: داري تُلِب بدارك أي تواجهها أي وجهتي إليك يا الله وجهة بعد وجهة.

وقوله: [لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك الملك لا شريك]: اشتمل على التوحيد، كما قال جابر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: أهلّ بالتوحيد. والتوحيد قائم على النفي والإثبات. فالنفي في قوله لا شريك لك، والإثبات:في قوله: لبيك اللهم فهو الإله الحق. سبحانه وتعالى الذي لا إله غيره ولا رب سواه، وهذه التلبية هي الأفضل؛ لأن هي الواردة عن النبي - - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - وهل يجوز أن يزيد في التلبية ويغير في ألفاظها؟

أصح القولين: قول الجمهور؛ خلافا للظاهرية؛ واستدل على الجواز بأن الصحابة -رضوان الله عليهم- كانوا يقولون: لبيك ذا المعارج، ولم ينكر النبي - - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عليهم ذلك وقد أشار إلى ذلك جابر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في منسكه.

في قوله: لبيك اللهم لبيك: التلبية واجبة، فلو تركها في عمرته ولم يلب أو في حجه ولم يلب فإن عليه دما في أصح قولي العلماء -رحمه الله-.

وقد أُمِر - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بالتلبية وأمر بها أصحابه أن يرفعوا أصواتهم بها ويبتدأ بالتلبية في النسك كما ذكرنا في مصلاه، وإذا أخره بعد ذلك ولبى في عمرته ما لم يبدأ باستلام الحجر فلا إشكال، لكن لو أنه لبى من ابتداء إحرامه فمتى يقتطع التلبية؟ والجواب: إما أن يكون في حج أو يكون في عمرة، فإن كان في عمرة قطع التلبية عند ابتداء الطواف؛ لحديث عبدالله بن عمرو -رضي الله عنها- أن النبي - - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - اعتمر من جعرانة فلم يزل يلبي حتى استلم الحجر، ففي العمرة يقطع التلبية عند استلام الحجر، وقيل يقطعها عند الحرار عند دخوله مكة كما فعل عبدالله بن عمر، والأول أقوى.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير